بدأ مئات من مناصري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتجمع، منذ صباح اليوم السبت، للمشاركة في أول تجمع انتخابي يقيمه الملياردير الأمريكي منذ أشهر، مؤكدين أن مخاطر الإصابة ب "كوفيد-19" في ملعب مغلق ومكتظ لن تثنيهم عن الحضور. واحتشد مناصرو ترامب في محيط الملعب الذي ضرب حوله طوق أمني، وقد وضعوا بغالبيتهم قبعات حمراء أو ارتدوا قمصانا حمراء كتب عليها "أعيدوا لأمريكا عظمتها". والتزمت قلة قليلة فقط بوضع كمامات وسط عدم تقيد واسع النطاق بقواعد التباعد الاجتماعي، على الرغم من الارتفاع الكبير في الإصابات ب "كوفيد-19" الذي سجل مؤخرا في أوكلاهوما. وقلل الرئيس الأمريكي من أهمية المخاوف من ان يتسبب التجمع الانتخابي الذي سيشارك فيه آلاف الأشخاص وسيتخلله هتافات، بتفش للوباء، آملا بدلا من ذلك في أن يسهم الحدث المثير للجدل في إعادة بث الحماس في حملته. ويتوقع أن يتظاهر حوالى مئة ألف شخص بينهم مناصرون لترامب ومتظاهرون ضد العنصرية، في تالسا الواقعة في ولاية أوكلاهوما المحافظة في جنوب البلاد. وردت المحكمة العليا في أوكلاهوما،أمس، دعوى قضائية تطالب بمنع إقامة التجمع الانتخابي على خلفية مخاوف صحية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكيناني "نحن واثقون بقدرتنا على العمل بشكل آمن في تالسا"، مؤكدة أن المنظمين سيوفرون للجميع معقمات لليدين وسيقيسون حرارة المشاركين وسيوزعون كمامات لمن يريد، لكن سيتعين على المشاركين توقيع وثيقة تحمي المنظمين من الملاحقة القانونية في حال تفشي "كوفيد-19" خلال التجمع. وحرص ترامب منذ اللحظة الأولى لتفشي الوباء في الولاياتالمتحدة على عدم الظهور علنا واضعا كمامة واقية وهو يؤكد منذ أسابيع أن نفشي الوباء يشهد تباطؤا لإتاحة انتعاش الاقتصاد. وبالإضافة إلى الجدل القائم على خلفية مخاطر تفشي الوباء، يثير التجمع الانتخابي جدلا واسعا لتوقيته الذي كان مقررا بادئ الأمر، أمس الجمعة، بالتزامن مع إحياء ذكرى إنهاء العبودية في البلاد، لا سيما أنه يقام في مدينة لها تاريخ حافل بالمجازر المرتكبة بحق السود، وأن غالبية المحتشدين اليوم أمام الملعب هم من البيض. وولاية أوكلاهوما جمهورية الانتماء الحزبي ولن يكون هدف ترامب إقناع ناخبيها بقدر ما سيكون إنعاش حملته التي تضررت كثيرا جراء طريقة إدارة أزمة كورونا والاضطرابات العنصرية التي سجلت في الأسابيع الأخيرة. ولا تنحصر الانتقادات الموجهة لترامب بمنافسه جو بايدن أو بالحزب الديموقراطي، بل تمتد إلى الحزب الجمهوري. ولعل الانتقاد الأبرز هو الصادر عن مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض جون بولتون قبيل صدور كتابه "ذا روم وير إت هابند" حيث يصف ترامب بأنه جاهل وفاسد، الذي رفض قاض فدرالي اليوم التماسا قدمته الإدارة الأمريكية لمنع صدور الكتاب.