داخل منزل متهالك مبنى بالطوب اللبن، بقرية «أم دينار» التابعة لمركز منشأة القناطر في محافظة الجيزة، كانت تعيش أسرة الحاج «حافظ»، العامل البسيط حياة هادئة، لا يشغل بالهم غير الحصول لقمة العيش يوم بيوم من خلال عمل «رب الأسرة» في مجال المعمار بمنطقة أكتوبر، إلا أن شائعة أطلقها سكان القرية تفيد بعثوره على « كنز آثري» بدلت أحوالهم إلى 180 درجة، إنتهت باختطاف نجله وقتله على يد مجموعة من الأشرار. في منتصف شهر مارس من العام الماضي، كانت الأمور تسير طبيعة داخل القرية الهادئة، وكعادته خرج الطفل «محمود حافظ»، صاحب ال10 سنوات إلى الشارع، ليلعب مع الأطفال بعد عودته من المدرسة، إلا أن السيناريو المعتاد تغير اجوائه، عقب اختفائه عن انظار والدته، فظلت تسأل عنه في المنطقة ولم تجد له أثرا، فانتظرت الأم حتى عاد الأب من العمل، لتخبره بالواقعة، لينطلق بمساعدة أبناء القرية. يبحثون عنه في أنحاء القرية والقرى المجاورة لها، مستخدمين سيارات مثبت عليها مكبرات، للبحث عن الطفل المفقود، وفقا لما روت عمة الضحية لمحرر "البوابة نيوز "، مشيرة إلى أن جميع محاولتهم بائت بالفشل، إلا أن الأب لم يتخيل أن جارة الشاب «محمود. ع»، القاطن بالمنزل المجاور لوالد الطفل، والذي يبحث معهم عن الطفل منذ الصباح، هو من قام بخطفه، بعدما استعان بكل من «رجب. ن»، و«مصطفى. ح»، لمساومة والده، بعدما أشاع أهل القرية أن والده عثر على مقبرة أثرية. «هات لنا الآثار علشان تشوف ابنك تاني»، جملة كانت عنوانًا للفيديو الذى أرسله الخاطفين لوالد الطفل المختطف مقابل إطلاق سراحه، نزلت هذه الجملة على مسامع أخى كالصاعقة، وعندما سأله من أنت وعن أى آثار تتحدث، أغلق الهاتف وأنهى الاتصال، وعلي الفور أسرع والد الطفل لإبلاغ ضباط مركز شرطة منشأة القناطر، وبدأ فريق البحث الجنائى في تتبع الجناة للقبض عليهم، وخلال تلك اللحظات كان المتهمين قد بدءوا في استكمال مخططهم، الذى يتضمن ضرورة قتل الطفل حتى لا يرشد عن هويتهم، خاصة أنه يعرف المتهم الرئيسى باعتباره جاره بالقرية، إلا أنه قبل التخلص منه، سجلوا له مقطع فيديو يستغيث خلاله بوالده، ويطلب منه ضرورة الموافقة على المطالب الخاصة بالمتهمين، حتى لا يتم قتله بسلاح نارى بحوزتهم. انتهى المتهمون من تسجيل مقطع الفيديو، ثم خنق أحد المتهمين الطفل، ونقلوه بالسيارة إلى ترعة الرياح البحيرى بمنشاة القناطر، اعتقادا منهم أنه فارق الحياة، وعقب إلقائه بالمياه، فوجئوا أنه على قيد الحياة، فأسرع أحدهم إلى المياه وأغرق الطفل بها حتى تأكد من مفارقته الحياة، وعادوا مرة أخرى إلى الوكر الخاص بهم لاستكمال عملية مساومة والد الطفل، وإيهامه أنه بصحبتهم على قيد الحياة، مستغلين مقطع الفيديو الذى سجله الطفل قبل قتله، حيث أسمعوا والده استغاثته خلال الاتصال به. خلال تلك الفترة كان الرائد سامح بدوى رئيس مباحث مركز شرطة منشأة القناطر، ومعاونه الرائد كريم يونس بإشراف العقيد علاء فتحى مفتش المباحث الجنائية والعقيد محمد أبو زيد وكيل المباحث الجنائية، يتتبعون المتهمين، حتى تمكنوا من تحديد الوكر الخاص بهم، بعد تتبع الهاتف المحمول الذي كان حلقة الوصل بين الجناة ووالد الطفل، وبإعداد كمين للمتهمين تمكن رجال المباحث من القبض عليهم، وبحوزتهم السيارة وطبنجة صوت، وشريحة الهاتف المحمول المستخدمة في مساومة والد الضحية. عقب القبض على المتهمين الثلاثة، سردوا التفاصيل الكاملة لارتكاب الجريمة، حيث أكدوا أن دافعهم وراء خطف وقتل الطفل هو الحصول على القطع الأثرية التى عثر عليها والد الطفل، بعد انتشار شائعة تفيد عثوره عليها، وارشدوا رجال المباحث عن مكان التخلص من الجثة، حيث تم اقتيادهم للمكان، وبدأ رجال الإنقاذ في محاولات البحث عن جثة الطفل، حتى تم انتشالها، ونقلها إلى المشرحة تنفيذا لقرار النيابة العامة.