دون المركز الكاثوليكي اللبناني بيان عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، شهر مايو هو شهر مكرس للعذراء مريم في هذا العام، وفيما تغزو أزمة انتشار فيروس كورونا، من المهم ألا ننسى حنان مريم الأمومي الذي يُرافقنا في كل لحظة من حياتنا، حتى الأصعب منها أعطانا يسوع أمه. وليس في أي وقت: فور وفاته. "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ: "يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ". ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: "هُوَذَا أُمُّكَ". وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ" (يو19: 26-27). وهو على الصليب، أصبحت مريم أم الكنيسة. أُعطيت لنا لتكون قريبة منّا، لتقودنا نحو يسوع، ولتُقدم لنا عمل الروح القدس. وهي بنفسها، العذراء، ظلت متاحة طوال حياتها. وعلى الأرض، اهتمَّت مريم بيسوع بعناية وحب كبير. ومما لا شك فيه أنها تهتم بنا أيضًا بالطريقة نفسها. التوكل على العذراء مريم للسير نحو يسوع فلنطلب منها ونُقدّم إليها همومنا، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، وكل شواغلنا بكافة أشكالها: كصعوباتنا في الصلاة أو مشاكلنا العائلية، وحتّى الأسئلة ذات الأساس المادي والتي تدور في رأسنا. والعذراء مريم هي على يقين باحتياجاتنا، كما كانت مع المدعوين إلى قانا. وكما في قانا، تتشفّع لنا (يو2)، بكل احتياجاتنا، وصلواتنا، فتحملها إلى يسوع. عندما نُصلي المسبحة ونُردد: "السلام عليكِ يا مريم"، نكون كالأطفال الصغار المحتاجين لإمساك يد أمهم للمضي قدمًا. نثق بشفاعة مريم، ونتوكّل عليها لتقودنا نحو يسوع؛ ونعتمد عليها من خلال الصلاة. فبالنسبة إلى الطفل، تُعد الوسيلة الأفضل للتقدم بسرعة من دون التعرّض لخطر الوقوع، هي الاعتماد على أمه، حتى وإن كان مُتعبًا أو لم يكن يعرف الطريق. تمجيد العذراء مريم يعني الصلاة من أجلها يدعونا شهر مايو للانخراط في مدرسة مريم. من المهم في هذا الشهر أن نُصلي المسبحة الوردية، بخاصة من أجل أطفالنا ومعهم. وثمة 1000 طريقة لتلاوة المسبحة: بمفردنا أو مع الآخرين، عند الصباح قبل البدء بمهماتنا اليومية أو عند المساء، مع أفراد الأسرة أمام زاوية الصلاة أو في السرير في أوقات الأرق، في الأيام المُرهقة أو المشحونة باليأس ويُمكننا تلاوتها حتى من دون تفكير، كدعوة من الحب والثقة. إتمام مشيئة الرب "مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ" (يو2: 5). هذه كانت كلمات مريم الأخيرة التي حددها الإنجيليون، والوحيدة الموجهة إلينا. وتُشير هذه الكلمات القليلة إلى ما ترغب مريم في أن تُعلّمنا إياه: والاتّكاء على حنانها، لا يعني تضييع الوقت أو القيام بأي شيء، قائلين إنها ستُصلح أخطائنا. وتسليم ذاتنا ليدي مريم ليس تشجيعًا على الكسل الروحي. بل على العكس! في قانا، تشفّعت مريم أمام ابنها، ولكنها قالت بعد ذلك للخُدّام: "مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ". وهكذا، فهي تتشفع لنا، ولكنها تطلب منا في الوقت نفسه أن نقوم فعليًا بمشيئة الرب. وكُلّما كُنا قريبين من مريم، كُلما أعلمتنا أن ما يهُم هو تأدية كل ما يطلبه الرب منا.