ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الخميس، اجتماع مجلس الوزراء للمرة الثانية عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"؛ لمناقشة عددٍ من القضايا والملفات ذات الأولوية العاجلة في المرحلة الحالية، والجهود التي تبذل لمواجهة تداعيات فيروس "كورونا" المستجد، وكذا جهود توفير السلع والمنتجات في الأسواق بمناسبة قرب حلول شهر رمضان الكريم. واستهل رئيس مجلس الوزراء، الاجتماع بتوجيه الشكر لجميع أجهزة الدولة المعنية التي تبذل قصارى جهدها في إطار إجراءات مواجهة انتشار فيروس "كورونا" المستجد، وقال: "أتوجه بالشكر لكل الوزارات المعنية التي تؤدي عملها في هذه الظروف الدقيقة بمسئولية وجهد وتفانٍ". كما توجه رئيس الوزراء بكل الشكر والتقدير لرجال القوات المسلحة على الجهود المُضنية التي يقومون بها في عمليات التطهير والتعقيم، والتي تُجرى لكافة مقار الوزارات والجامعات ومختلف المنشآت بالقاهرة والمحافظات، كما أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن امتنانه لرجال الشرطة المصرية؛ لقيامهم بتطبيق قرارات حظر التجول بكل حسم. وفي هذا الصدد أيضًا، قدم الدكتور مصطفى مدبولي الشكر للعاملين بوزارة الصحة، وجميع الأطقم الطبية بالمستشفيات، والذين يبذلون جهودًا غير مسبوقة؛ سواء فيما يتعلق بإجراءات الكشف الطبي، أو التقصي، أو العزل الصحي، أو تقديم العلاج اللازم، مؤكدا أن كل من يعمل في الحقل الطبي حاليًا هم بمثابة خط الدفاع الأول، وجميعنا حكومة وشعبا نُقدر جهودهم ونشكرهم عليها. وشكر رئيس الوزراء أيضًا جميع أطقم وزارة الطيران الذين بذلوا جهودًا كبيرة خلال الفترة الماضية. كما قدم رئيس الوزراء التحية لوزارة التموين والتجارة الداخلية؛ لجهودها في توفير شتى السلع والمنتجات في الأسواق، خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم، وفي هذا الصدد، وجه رئيس الوزراء وزيري الداخلية والتموين بالعمل على ضبط الأسواق بكل حسم، وعدم السماح بالمتاجرة أو التلاعب بالأسعار. وتقدم مدبولي، بالشكر للعاملين بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، الذين قاموا، من خلال الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومديريات الزراعة بتطهير 7500 مؤسسة حكومية، من بينها مباني وزارة الإعلام، ومدينة الإنتاج الإعلامي، وعدد من الجامعات، والمديريات، ومنشآت أخرى. وخلال الاجتماع، شدّد الدكتور مصطفى مدبولي على ضرورة أن يعي الجميع أننا جميعًا؛ حكومة وشعبًا، علينا التزامات في مواجهة فيروس "كورونا" المستجد، وهو ما يستوجب علينا الاستمرار في تطبيق الإجراءات والقرارات التي تم اتخاذها لمواجهة انتشار هذا الفيروس، مع مراعاة الالتزام والحرص التام، لاسيما خلال المرحلة الحالية؛ حتى تكتمل جهودنا جميعًا لاحتواء هذا الفيروس، بما يؤدي إلى عدم وقوع زيادة في أعداد الحالات المصابة. وخلال الاجتماع، أشار المهندس كامل الوزير، وزير النقل، إلى جهود تنظيم حركة نقل المواطنين عبر خطوط السكك الحديدية، ومترو الأنفاق، مؤكدًا في هذا الشأن أن كافة الأمور تسير حاليًا بصورة جيدة، كما أن الموانئ تعمل على أكمل وجه، مشيرًا إلى أنه تم استقبال الجرارات الجديدة للسكك الحديدية، ويتم حاليًا نقلها من الميناء. من ناحيته، تناول الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، جهود الوزارة للتعامل مع تداعيات فيروس "كورونا"، وما تم اتخاذه من خطوات وإجراءات تتعلق بتطبيق نُظم التعليم عن بعد، وأداء الامتحانات إلكترونيًا، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات لاقت إشادة من جانب العديد من دول العالم، وهو ما دعا عددًا من هذه الدول إلى طلب الاستعانة بالمكتبة الرقمية التي يتم تطبيقها حاليًا بمصر في مجال التعليم. استعرضت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم الخميس، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، الموقف الحالي لمواجهة فيروس "كورونا المستجد" في مصر. وأشارت الوزيرة إلى أن الحالات التي تحولت نتائج تحليلها من إيجابية إلى سلبية بلغت 221 حالة، فيما ارتفعت حالات التي تم تعافيها وخروجها من المستشفيات إلى 179 حالة، في الوقت الذي سجلت وزارة الصحة 69 حالة إيجابية جديدة، ليبلغ إجمالي عدد المصابين داخل البلاد 779 مصابًا، وتم تسجيل 6 وفيات جديدة، ليصل إجمالي عدد الوفيات 52 حالة، وذلك حتى مساء أمس. واستمع رئيس الوزراء إلى شرح مفصّل عن الموقف في مصر، والذي كشف أن مصر لا تزال في مرحلة آمنة ومستقرة مقارنة بدول أخرى متقدمة تفشى فيها الوباء بشكل ملحوظ. ووفقًا لما عرضته الوزيرة، فإن أكثر فئة عمرية تعرضت للإصابة هي الفئة العمرية من 50 إلى 59 عاما بنسبة 22%من إجمالي الإصابات، وأن 94% من المتوفين كانوا في الفئة العمرية أكبر من 50 عاما، و100% من المتوفين كانوا يعانون من أمراض مزمنة (قصور بوظائف الكلى، قصور بالشرايين، أمراض الضغط، أمراض السكر) ومرضى أورام. وأضافت الوزيرة: "بلغت نسبة الذكور 61% من إجمالي المصابين، فيما سجلت نسبة الإناث 39%، وجاءت إصابات الأطفال الأقل من عشر سنوات بمعدل 2% من إجمالي الإصابات"، موضحة أن متوسط فترة الإقامة في المستشفيات من توقيت الدخول وحتى الشفاء التام بلغ 8 أيام. وكشفت الدكتورة هالة زايد أن الإصابات الجديدة التي تم تسجيلها، يُعزى سببها، بنسبة كبيرة، إلى الوافدين إلى أرض البلاد، والمخالطين لهم، لافتة إلى أن إجراءات العزل وحظر الحركة لعبت دورا ملحوظا في ثبات الأعداد في بعض المحافظات كمحافظتي البحر الأحمر والأقصر؛ نظرًا لتوقف مصدر العدوى من الأفواج السياحية، وأن القرى التي تم عزلها، لم يظهر بها حالات جديدة حتى تاريخه.