طفل أنعم الله عليه بالحفظ والذكاء من نعومة أظافره برغم فقدانه البصر، وهو بلال وحيد طلعت عبدالله، صاحب ال 6 سنوات، من أبناء أرض اللواء بالجيزة. وولد «بلال» محروما من نعمة البصر، ليقرر والده شراء مجموعة من ألعاب الخرز ليشكل بها الطفل أشكالا وحروفا ويقضى من خلالها وقته، ويقول الأب: بعد ذلك أردت أن أدربه على الأصوات، فقمت بتشغيل الراديو على إذاعة القرآن الكريم، ليسمع ابنى كتاب الله ويتعود على سماعه من الصغر، ولم أتخيل أنه سيستفيد من الإذاعة في الحفظ». ويضيف «أبو بلال» على مدى ثلاث سنوات تمكن «بلال» من حفظ عدة أجزاء من القرآن مستعينا بالراديو، فبدأت أصطحبه معى إلى المسجد، وهناك طلبت منه قراءة آيات من سورة البقرة، فاسترسل الطفل في قراءة السورة كاملة، وبالفعل امتحنه أكثر مدرس وحافظ للقرآن ليثير دهشة الجميع». ويكمل: «تمكن «بلال» من حفظ القرآن كاملا بالطريقة الصحيحة في النطق والأحكام، لكنه يحتاج بعض الدروس في التجويد، حيث أوصانى المدرسون بإلحاقه بحلقة تحفيظ القرآن للمكفوفين الموجودة بالمدرسة بهدف أن يجوِّد حفظه ويراجعه وأن يتعلم اللغة العربية؛ فالطفل لا يجيد التحدث بها ومع ذلك يحفظ القرآن. ويخبرنا مدرس «بلال» كيف تمكن من حفظ كتاب الله كاملا، والبدء في تلاواته بقراءات مختلفة وتدبر معانيه في سن مبكرة، ويقول: «منذ سن الثالثة من العمر وبلال متميز في حفظ القرآن والمواد العلمية وأيضا اللغة الإنجليزية، فهو يستطيع التحدث والكتابة فيها بطلاقة». وتم تكريم «بلال» من اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، ضمن مجموعات حفظة القرآن، وذلك لتميزهم عن غيرهم وتشجيع للحصول على مراتب علمية أفضل. وتمنى والد «بلال» أن يرى طفله إماما لمسجد وشيخًا عالمًا تستفيد منه الأمة العربية والإسلامية، وسؤال الطفل عن أمنيته، فقال: أريد أن أكون دكتور في الجامعة وذلك يرجع لحبى للغة العربية وعلوم الدين».