محافظ الجيزة يعاين الحالة العامة للطرق والمحاور المرورية والمسارات المؤدية للمتحف المصري الكبير    محافظ الشرقية يسلم عقود وحدات سكنية بديلة لمتضرري إزالة عمارات الصوامع بحي أول الزقازيق    الجامعة العربية تدين الجرائم المروعة المرتكبة في حق المدنيين بمدينة الفاشر    أحمد حسام عوض: الأهلي يستطيع تحقيق طفرة اقتصادية كبيرة    انقلاب سيارة ملاكي بالرياح التوفيقي بطريق بلتان بالقليوبية    حزب المؤتمر: المتحف المصري الكبير أيقونة الجمهورية الجديدة ومشروع وطني يجسد قوة مصر الناعمة    النائب محمد الأجرود: المتحف المصري الكبير صرح حضاري عالمي يجسد عظمة تاريخ مصر    تامر الحبال: افتتاح المتحف المصري الكبير إعلان ميلاد عصر ثقافي جديد برؤية مصرية خالصة    وكيل تعليم القاهرة يتابع سير العملية التعليمية بمدارس مصر الجديدة    وزير الرياضة يُهنئ النوساني بعد فوزه على اللاعب الإسرائيلي في بطولة كندا للإسكواش    جوارديولا يوضح موقف رودري وهالاند قبل مواجهة سوانزي سيتي    دورات تدريبية لعمال التوصيل ضمن مبادرة «سلامتك تهمنا»    السياحة: استعدادات مكثفة داخل المتحف المصرى الكبير تمهيدا للافتتاح المرتقب    «مستقبل وطن» يواصل عقد اللقاءات الجماهيرية بالمحافظات لدعم مرشحى مجلس النواب    لافروف: روسيا بحاجة إلى ضمانات بأن لقاء بوتين وترامب سيحقق نتائج    قبل الشتاء.. 7 عادات بسيطة تقوّي مناعتك وتحميك من نزلات البرد والإنفلونزا    وجبة الإفطار مرآة جسمك.. ما لا يخبرك به فقدان الشهية الصباحية عن حالتك الهرمونية والنفسية    بعد وفاة طفل بسببها.. ما خطورة ذبابة الرمل السوداء والأمراض التي تسببها؟    جامعة بني سويف ترفع كفاءة أطباء الأسنان.. تدريب علمي حول أحدث تقنيات التخدير الموضعي وحشو العصب    رسميًا| مجلس الوزراء يعلن بدء التوقيت الشتوي اعتبارًا من الجمعة الأخيرة بالشهر الجاري    أخبار الفن.. استعدادات لتصوير "حين يكتب الحب" و"ابن العسل".. طرح "السلم والثعبان2" و"برشامه" قريبا.. وارتباك وغموض في "شمس الزناتى 2"    بعد تسريب بيانات 183 مليون حساب.. تحذير عاجل من الهيئة القومية للأمن السيبراني لمستخدمي Gmail    رسميًا مواعيد المترو بعد تطبيق التوقيت الشتوي 2025 2026 بالخطوط الثلاثة    اللجنة الفنية باتحاد الكرة: حلمي طولان محق في تصريحاته ويجب الحفاظ على شكل المنتخب    فرج عامر: ماحدث من لاعبي سموحة أمام الجونة " كارثة ومأساه"    ماليزيا تعلن استعدادها للانضمام إلى "بريكس" فور قبولها    عون يؤكد ضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة على لبنان    «تعمير» تعلن عن شراكة استراتيجية مع «The GrEEK Campus» بمشروع «URBAN BUSINESS LANE»    رؤية نقيب الصحفيين للارتقاء بالمهنة في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي    روزاليوسف.. ساحة الاختلاف واحترام التنوع    افتتاح المبنى الإداري الجديد لكلية الهندسة جامعة الأزهر في قنا    زلزال سينديرجي يعيد للأذهان كارثة كهرمان مرعش في تركيا.. تفاصيل    فوزي إبراهيم بعد حلقة الحاجة نبيلة مع عمرو أديب: «المؤلفون والملحنون شاربين المر ومحدش بيذكر أسماءهم»    قوافل جامعة قناة السويس تتوجه إلى قرية أم عزام لتقديم خدمات طبية    شوبير يكشف حقيقة العرض الليبي لضم أشرف داري من الأهلي    قبل العرض الرسمي.. إليسا تطلق أغنية «السلم والتعبان – لعب العيال»    «أوقاف دمياط» تنظم ندوات حول التنمر والعنف المدرسي    الطائفة الإنجيلية: التعاون بين المؤسسات الدينية والمدنية يعكس حضارة مصر    نجم اتحاد جدة السابق يضع روشتة حسم الكلاسيكو أمام النصر    الإفتاء توضح الحكم الشرعي لتقنية الميكرو بليدينج لتجميل الحواجب    وزيرة التخطيط: تهيئة بيئة الاستثمار لتوسيع نطاق مشاركة القطاع الخاص    موعد مباراة أتالانتا وميلان في الدوري الإيطالي    الداخلية تعلن البدء فى إجراء قرعة الحج بعدد من مديريات الأمن بالمحافظات    حملات أمنية مكبرة بكافة قطاعات العاصمة.. صور    الرئيس السيسى يثنى على الخدمات المُقدمة من جانب صندوق تكريم الشهداء    مقتل ثلاثة أشخاص في جامايكا أثناء الاستعدادات لوصول إعصار ميليسا    عشرات شاحنات المساعدات تغادر رفح البري متجهة إلى غزة عبر كرم أبو سالم    الشبكة هدية أم مهر؟.. حكم النقض ينهى سنوات من النزاع بين الخطاب    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026 ومكانته العظيمة في الإسلام    اتصال هاتفي بين وزير الخارجية ومستشار الرئيس الأمريكي لبحث تطورات الأوضاع في السودان وليبيا    غيران ولا عادي.. 5 أبراج الأكثر غيرة على الإطلاق و«الدلو» بيهرب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28-10-2025 في محافظة الأقصر    ضبط 3 أطنان دقيق في حملات مكثفة لمواجهة التلاعب بأسعار الخبز الحر والمدعم    14 شاشة لمشاهدة احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير بأسوان    بالأرقام.. حصاد الحملات الأمنية لقطاع الأمن الاقتصادي خلال 24 ساعة    الباعة الجائلون بعد افتتاح سوق العتبة: "مكناش نحلم بحاجة زي كده"    خالد الجندي: في الطلاق رأيان.. اختر ما يريحك وما ضيّق الله على أحد    بعد خسائر 130 دولارًا| ننشر أسعار الذهب في بداية تعاملات الثلاثاء 28 أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوروبا تستعد لتأديب الديكتاتور أردوغان على جرائمه في ليبيا
نشر في البوابة يوم 06 - 03 - 2020

على مدى الشهور الماضية، حاولت دول الاتحاد الأوروبى استخدام الدبلوماسية الباردة مع تركيا، لإثنائها عن دورها التخريبى في ليبيا، وهو ما لم يجد آذانا صاغية لدى الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان.
الموقف الأوروبى الذى بقى متخاذلا، أمام الدعم السافر من أردوغان للميليشيات الإرهابية التى يأويها، رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، ومده لها بالسلاح والمرتزقة من المقاتلين السوريين والأجانب، بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي، كان مرتبطًا بابتزاز أردوغان لدول اليورو، عن طريق ما يمكن أن يطلق عليه فتنة المهاجرين.
وكان أردوغان كلما تعرض للضغط حتى يوقف جرائمه في ليبيا وسوريا، يخرج ليهدد القارة الأوروبية بفتح الحدود وإطلاق المهاجرين، وكان آخر تهديد من هذا النوع، قبيل وقت قصير من بدء محادثات جنيف المترتبة على مخرجات مؤتمر برلين، التى دعت لوقف التدخل الأجنبى في ليبيا.
تفاصيل خطة «الدرع» اليونانية لإفشال فتنة المهاجرين التركية دور قذر لأنقرة في تنفيذ خطة هيلارى كلينتون لتدمير «القذافى»
خطأ استراتيجي
ويرى الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية، أن تهديد أردوغان لأوروبا بفتح الحدود أمام المهاجرين، ارتبط بحديث أوروبى عن تطبيق خطة محكمة، لمراقبة قرار تطبيق حظر توريد السلاح إلى أطراف الصراع في ليبيا، وهو ما مثل تهديدًا صريحًا لنشاط أردوغان، سواء لمساندة حليفه الإخوانى فايز السراج، أو لنقل المرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا، بما يسمح له بإنشاء بؤرة صراع جديدة بعيدا عن سوريا، التى يتكبد فيها خسائر فادحة.
وأوضح أن تحركات أردوغان في هذا الشأن تمثل اعتداء صريحا على القانون الدولي، لكن أوروبا رفضت مواجهته خوفا من فزاعة المهاجرين»، مشيرا إلى أن أردوغان وقع في خطأ استراتيجى كبير، بفتحه للحدود فعليا، وإطلاقه آلاف المهاجرين إلى أوروبا.
وأضاف: «هذا التصرف أسقط فزاعة أردوغان، وأجبر أوروبا على مواجهة الموقف الذى كانت تخشاه، لذا فبمجرد احتوائها هذا الموقف، فستتفرغ لتأديب الرئيس التركى على كل ما فعله» لافتا إلى أن إعلان تركيا فتح حدودها أمام اللاجئين للهروب باتجاه اليونان، يضع الأخيرة في صدارة الموقف، ويجعلها الدرع التى تحمى القارة العجوز من فتنة المهاجرين الأردوغانية.
خطة الدرع
ويشير أستاذ العلوم السياسية، إلى أن اليونان خرجت فور إعلان تركيا فتح حدودها والسماح بإخلاء مخيمات المهاجرين لديها، باتجاه أوروبا، لتؤكد أنها مستعدة لحماية الحدود الأوروبية الجنوبية من هجمات المهاجرين، كما اتخذت عدة إجراءات في هذا الصدد، منها وقف قبول طلبات اللجوء لمدة شهر قابل للتجديد، لإغلاق السبيل القانونية للمهاجرين، التى يمكن أن يكتسبوا بموجبها غطاء للبقاء بالأراضى اليونانية، وبالتالى التسرب إلى دول أخرى.
وأوضح أن اليونان ومعها بلغاريا، أرسلتا قوات إضافية إلى الحدود المشتركة لكل منهما مع تركيا، لمنع اللاجئين من العبور، وإيقاف عشرات الحافلات التى خصصتها تركيا مجانًا، لنقل المهاجرين السوريين من مدينة اسطنبول إلى مدينة أدرنة، الواقعة على الحدود التركية اليونانية، لافتا إلى أن اليونان لجأت أيضا لتصرف ذكى من أجل إحراج تركيا، وهو نشر فيديوهات تفضح تسهيلات الشرطة التركية لعبور اللاجئين للحدود، وما يقع أمام أعين رجال الشرطة الأتراك من اشتباكات بين اللاجئين، وسقوط عشرات القتلى منهم.
ويلقى فهمى الضوء، على ما أعلنه نائب وزير الدفاع اليونانى الكيفيديس استيفانيس، أن المهاجرين الذين تجمعوا عند الحدود اليونانية التركية، قاموا بنحو 9600 محاولة لعبور البلاد، لكنهم لم ينجحوا، مشيرا إلى أن ما أعلنه وزير الداخلية النمساوى كارل نيهمر، من أن بلاده تستعد لاتخاذ تدابير صارمة لحماية الحدود، بعد قيام تركيا بفتح الحدود للاجئين للتدفق نحو اليونان، وإشارته إلى أنه لا يجب تكرار أزمة اللاجئين التى حدثت في عام 2015، تعد دليلا على التكاتف الأوروبى الذى سيسقط مخطط أردوغان.
وزير الداخلية النمساوى أكد تلقيه تكليفا من المستشار الفيدرالى سيباستيان كورتس لتكثيف حماية الحدود بعد التصعيد المؤسف الذى أقدمت عليه تركيا، وإنه أجرى اتصالات مع كل من وزراء الهجرة اليونانى والداخلية الألمانى والبلغارى والكرواتى لبحث الرد على الموقف التركي، حيث قدمت اليونان تأكيدات بأنها ستكون مستعدة للرد حال تفاقم الوضع على الحدود، وتم بالفعل تعبئة قوات إضافية من أجل الحدود، معلقا على تصريحات الوزير النمساوى بأنها تدل على قرب سقوط فزاعة أردوغان.
كارت محروق
بدوره يقول الدكتور أكرم الزغبى أستاذ العلاقات الدولية: إن فتح أردوغان لحدوده مع أوروبا، حول ابتزازه إلى مجرد كارت محروق، مشيرا إلى أن الرئيس التركى سيتلقى خلال أسابيع قليلة، ردا قاسيا من الاتحاد الأوروبي، بعد أن انفجرت بالونة الهواء التى أطلقها، لافتا إلى أن أردوغان حاول التغطية على خسائره الرهيبة في إدلب السورية، والنجاح القوى الذى يحققه الجيش العربى السوري، إلا أنه أسقط نفسه في فخ سيؤدى إلى انتهاء فرصه في تحقيق أى نجاح يذكر، مضيفا أن فتح الحدود التركية الغربية للاجئين، الذين تدفقوا بالآلاف على أوروبا، دفع منظمة الهجرة الدولية إلى انتقاد أردوغان، معتبرة أنه يعرض أكثر من 13 ألف شخص، بينهم نساء وأطفال إلى مخاطر شديدة، وهو ما يعرضه إلى اتهامات تستدعى محاكمته دوليًا.
ويشير الزغبي، إلى أن تركيا تدعى أنها لم تعد قادرة على تحمل المزيد من اللاجئين السوريين، بعد تجاوز أعدادهم 3.6 مليون لاجئ، كما تدعى أن موقفها مرتبط بعدم التزام أوروبا بتنفيذ اتفاق بروكسل 2016 حول هؤلاء اللاجئين، مضيفا: «لكن تركيا في الوقت ذاته تتغاضى عن دورها في الحرب السورية، وسعيها الدائم لتأجيج الصراع، فضلا عن أن هذه الحجج لا يمكن اعتبارها مبررات قانونية، تسمح لأنقرة بما ترتكبه من جرائم ولعل أخطرها نقل المرتزقة إلى ليبيا، وتعريض حياة من لديها من لاجئين لخطر الموت على الحدود الأوروبية.
تساؤلات مشروعة
ويفيد الزغبي، أن بنود الاتفاق الذى تدعى تركيا أن أوروبا خالفته، تشمل إعادة جميع اللاجئين الجدد الذين يصلون من تركيا إلى الجزر اليونانية، بداية من 20 مارس/آذار 2016، إلى تركيا، ووضع حد للرحلات الخطيرة عبر بحر إيجه، والقضاء على عمل المهربين، وكذلك إخضاع طلبات اللجوء للدراسة في الجزر اليونانية، ومن لا يقدمون طلب لجوء أو يثبت أن طلبهم لا يستند إلى أساس أو لا يمكن قبوله، تتم إعادتهم إلى تركيا، بالإضافة إلى اتخاذ تركيا واليونان للتدابير الضرورية لذلك، بمساعدة مفوضية الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك وجود عناصر أتراك في الجزر اليونانية، وعناصر يونانيين في تركيا، على أن يتكفل الاتحاد بنفقات إعادة اللاجئين.
كما تتضمن البنود أنه مقابل كل سورى يعاد من الجزر اليونانية إلى تركيا، يتم استقبال سورى آخر من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتم تحديد سقف قدره 72 ألف لاجئ، مع تحرير تأشيرات الدخول: يتم تسريع العمل على خريطة الطريق للسماح بإعفاء مواطنى تركيا من تأشيرات الدخول إلى أوروبا، في مهلة أقصاها نهاية يونيو/حزيران 2016، على أن تستوفى تركيا المعايير ال72، بالإضافة إلى تسليم تركيا مساعدة تبلغ 3 مليارات يورو، لتحسين ظروف معيشة اللاجئين السوريين، من الاتحاد الأوروبي.
وتساءل الزغبي: «لماذا بقى أردوغان صامتا في مواجهة الأسباب التى دفعته لفتح الحدود نحو أوروبا؟ ولماذا لم يفعل ذلك إلا الآن؟ وهل لو تم إرضاؤه فيما يتعلق بالقضية الليبية سيستمر في فتح الحدود أيضا أم سيعود لإغلاقها دون أن يعبأ بمصير اللاجئين الذين يدعى الآن الخوف عليهم؟».
ويرى الزغبى أن تلك التساؤلات المشروعة، توضح إجاباتها، أن أردوغان يتلاعب بكل شيء من أجل تحقيق مصالحه الخاصة الخبيثة، دون اعتبار للقانون أو الأعراف الإنسانية، مشيرا إلى أن تركيا لم تفتح الحدود باتجاه أوروبا إلا بعد تكبدها خسائر جبارة في إدلب، ومقتل أكثر من 40 جنديا تركيا هناك، في ضربة واحدة، لافتا إلى أن أردوغان يريد التذرع بأن أوروبا تنصلت من التزاماتها بخصوص التعاون مع أنقرة في تحمل تبعات ملف اللاجئين، لكى يصدر الأمر للعالم، باعتبار أنه لم يعد قادرا على التحمل أكثر من ذلك، لكن الحقيقة أن مسألة اللاجئين مجرد كارت كان يريد المساومة عليه، إلا أنه احترق بعد تصرفه الأخير بفتح الحدود.
وأضاف: «قبل أن تتهم تركيا الأوروبيين بالتقاعس، عليها أن تنظر إلى دورها في سوريا، الذى أجج الصراع، وبالتالى دفع بالمزيد من السوريين لكى يتحولوا إلى لاجئين، خاصة بعد اعتداء تركيا على الشمال السوري».
دور تركى قذر
من جانبه، كشف طه على الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، تفاصيل الدور القذر الذى لعبته تركيا، لتحقيق حلم أمريكى قديم بتدمير ليبيا، مشيرا إلى أن هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما، كانت تخطط للتعاون مع تركيا من أجل تحقيق هذا الهدف.
وأوضح أن الرسائل البريدية التى تم تسريبها من بريد هيلاري، والتى يتجاوز عددها 300 رسالة، شملت خططا ممنهجة لإشعال الملف الليبي، وتضمنت اتصالات مع تركيا لتكون رأس الحربة في هذا العمل.
مضيفا، «اليوم وبعد 5 سنوات من كشف رسائل كلينتون التى تؤكد تورطها في العديد من الأزمات، وعلى رأسها الأزمة الليبية، أدانتها المحكمة الفيدرالية، في قضية رسائل هجمات القنصلية الأمريكية في بنغازى عام 2012، حيث أكدت المحكمة، أن كلينتون استخدمت سيرفر خاص في مراسلاتها الإلكترونية للتهرب من قانون حرية المعلومات، قبيل هجمات القنصلية في بنغازي، وهو أمر غير مسموح به بموجب القانون الأمريكي».
ويلفت طه على، إلى أن وسائل إعلام أمريكية نشرت رسالة لنائب مساعد وزيرة الخارجية لشئون الشرق الأدنى إليزابيث ديبل، بتاريخ 14 سبتمبر 2011، تحذر فيها كلينتون من سهولة اختراق مبنى السفارة في طرابلس، وهو ما يؤكد أنها كانت على دراية بحادث ضرب السفارة قبل وقوعه، مضيفا: «بجانب الإدانة الجنائية التى لحقت بكلينتون، فإن التاريخ سيحكم عليها بقسوة أكبر بسبب دورها الحاسم في التدخل العسكرى الذى قادته الولايات المتحدة في ليبيا، ودورها في إقناع الرئيس السابق أوباما بإعطاء الضوء الأخضر، وتصعيد الحرب للإطاحة بالرئيس معمر القذافى من أجل الاستيلاء على النفط في البلاد وتحقيق مصالح خاصة»، مشيرا إلى أن تدخلات كلينتون طالت تعيين عدد من الشخصيات في مناصب حساسة إبان أحداث 2011، وهو ما كشفته رسالة من مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط، جفرى فيلتمان، أكد خلالها على تنفيذ الأوامر بتعيين أسامة الجويلي، في منصب وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية التى كان يرأسها عبدالرحيم الكيب.
وفى رسالة أخرى تلقتها كلينتون، ورد فيها أن رئيس المؤتمر الوطنى العام محمد المقريف، لا يمانع العمل مع إسرائيل في مقابل استخدام سمعته وموقعه كسياسى إسلامى وقدرته على التعامل مع الجماعات المختلفة لتحقيق فوز في أول انتخابات رئاسية.
كما تكتمت كلينتون على رسالة بريدية تلقتها، تفيد بأن رئيس المجلس الانتقالى مصطفى عبدالجليل أصدر أمرًا بإعدام عبدالفتاح يونس، في 28 يوليو 2011، ووفقًا للرسالة فإن عبدالجليل ومؤيديه بدءوا الترويج لقصة أن يونس تم قتله بيد القوات الموالية للقذافى، كما أظهرت إحدى رسائل البريد الإلكترونى الدور الذى قامت به المخابرات البريطانية والفرنسية في الدفع بفكرة تقسيم ليبيا إلى أقاليم حماية لمصالحها الاقتصادية، وكشفت إحدى الرسائل دور كلينتون في تسهيل إنزال قطرى ضخم للأسلحة على الأراضى الليبية، مشيرا إلى أن كلينتون أجرت اتصالات مع أردوغان من أجل أن يستعد للاستعانة به في ليبيا، إذا لم تنجح خططها لاسقاط الدولة هناك.
ترتيبات غامضة
وعلى صعيد تطورات الوضع الداخلى في ليبيا، تجرى هذه الأيام ترتيبات غامضة، تتعاون فيها الولايات المتحدة الأمريكية، مع حكومة الوفاق عن طريق وزير داخليتها فتحى باشاغا، من أجل تصفية بعض الميليشيات الموجودة في طرابلس، لكن على أساس عرقي، بحيث لا يبقى في العاصمة الليبية، سوى ميليشيات ذات الأصول التركية.
وزير داخلية السراج فتحى باشاغا التركى الأصل، يعمل وفق مصادر داخلية في ليبيا، من أجل إخلاء الطريق لميليشيات مصراتة ذات الأصول التركية، والتضحية بباقى الميليشيات، التى تحالفت معه طوال الفترة الماضية في قتاله ضد الجيش الوطنى الليبي.
المصادر أشارت إلى أن هجوم باشاغا المستمر خلال الفترة الأخيرة، على الميليشيات من غير مصراتة، تأتى لاستكمال جهود رئيس حكومته فايز السراج، لترسيخ الوجود التركى في البلاد، حتى تكتمل المؤامرة ويجد الليبيون وطنهم وعاصمته بين فكى احتلال تركى حقيقي.
هجوم باشاغا على الميليشيات التى طالما تحالفت معه، يمثل اعترافا صريحا، بأن الفترة الماضية شهدت تعاونا من حكومة السراج مع عصابات إجرامية مسلحة، يقر حاليا بضرورة مواجهتها والتخلص من وجودها، هذا ما أكده الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، مشيرا إلى أن الغرض من تصريحات وزير داخلية السراج، يظهر جليا عند ربطها بلقائه مع القائم بأعمال السفير الأمريكى في ليبيا جوشوا هاريس، الذى أكد أن واشنطن تدعم كل الجهود الرامية للحد من دور الميليشيات، في إشارة واضحة إلى التناغم بين الجانبين.
وأضاف: «هذه التصريحات تجدد التساؤلات حول الميليشيات المستهدفة، وكيفية تحديدها، وغيرها من الأسئلة التى ترتبط بكشف الأغراض الحقيقية وراء هذه التحركات لا سيما إذا وضعنا في الاعتبار العلاقات المتينة بين واشنطن وأنقرة ومن خلفهما السراج وباشاغا».
يقول الدكتور أكرم الزغبى أستاذ العلاقات الدولية: إن فتح أردوغان حدوده مع أوروبا، حول ابتزازه إلى مجرد كارت محروق، مشيرا إلى أن الرئيس التركى سيتلقى خلال أسابيع قليلة، ردا قاسيا من الاتحاد الأوروبي، بعد أن انفجرت بالونة الهواء التى أطلقها، لافتا إلى أن أردوغان حاول التغطية على خسائره الرهيبة في إدلب السورية، والنجاح القوى الذى يحققه الجيش العربى السوري، إلا أنه أسقط نفسه في فخ سيؤدى إلى انتهاء فرصه في تحقيق أى نجاح يذكر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.