أكد الناقد الأدبى الدكتور حسين حمودة، أن أجواء روايات الكابوس والديستوبيا هى عالم بذاته يستدعى ويثير الإحساس بالوطئة والاختناق وفقدان الإرادة والانفصال بين الذات والعالم، وقد ارتبطت فى السنوات الأخيرة بعدة ظواهر منها ظاهرة داعش مثلا، هذه الظواهر حملت معها عدة تفاصيل يمكن أن تقود للإحساس بالكابوس. وعن أصول الأعمال الأدبية التى تستمد أجواءها من الرعب والغموض والكابوس، قال أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": روايات الرعب الحديثة، التي انتشرت انتشارا كبيرا فى الفترات السابقة، تنهل من نبع قديم، موصول بأعمال إبداعية متعددة، منها بعض الأساطير والحكايات الخرافية، ومنها بعض حكايات «ألف ليلة وليلة»، وموصول أيضا، قبل ذلك، بالنزوع الإنسانى إلى اكتشاف عوالم مظلمة، غامضة، أحاطت به فى أزمنة قديمة، وربما لا تزال تحيط به حتى الآن. هناك أيضا، فى الميراث السابق لروايات الرعب، مسيرة طويلة قطعها بعض الروايات البوليسية، وقد امتدت هذه المسيرة لخط شائع من خطوط الإنتاج السينمائي، يتمثل فى الأفلام المخيفة التى تمثل اختيارا لبعض المشاهدين. «الرعب، فى جوهره، مفتوح على مفردات أخرى عرفتها التجارب الإنسانية وشهدتها محاولات عديدة للتعبير الإبداعى المتنوع»؛ هكذا يوضح «حمودة» مفردة الرعب مستكملا: «وفى هذه الوجهة يمكن أن نفكر فى بعض الأعمال التى اتسمت بنوع خاص من «الفانتازيا»، أو التى تأسست على روح «الكابوس» الخانق والغامض والمظلم، وكذلك يمكننا التفكير فى قصص وأفلام انتشرت فى بعض الفترات، وانحسرت فى فترات أخرى، مثل أفلام «دراكولا»، و«فرانشكتين»، وحتى أفلام حديثة مثل «صمت الحملان».