جريمة ال50 جنيها.. كواليس مقتل سيدة على يد زوجها بمدينة بدر

لم تقترف "حنان" ذنبا أو ترتكب جُرمًا، حتى تقتل على يد زوجها، في واقعة مؤسفة دارت أحداثها على مرأى ومسمع سكان منطقة النرجس بمدينة بدر، كل ما فعلته أنها حاولت رفع ظلم وبلطجة زوجها عن جيرانهم داخل العقار، بعد تعديه عليهم بألفاظ خارجة بسبب مطالبتهم له بدفع مبلغ 50 جنيها لإصلاح إضاءة سلم العقار.
أسفرت مخاطبتها له، عن وصلة تعذيب بشعة انتهت ب"رطم رأسها في الحائط"، ما أدى إلى حدوث سحجات متفرقة بالرأس ونزيف بالفم، وعقب تنفيذ الجريمة فر الجاني هاربًا، حتى نجح رجال المباحث في ضبطه.
"قالت له بلاش تعمل مشكلات مع الناس، أنت عاوز تعيش ببلاش" بهذه الكلمات بدأ "أحمد.م" شاهد عيان على الواقعة، وأحد جيران المتهم يروي ل "البوابة"، تفاصيل مقتل جارتهم على يد زوجها، مشيرًا إلى أن الجاني كان كثير المشاجرات مع الجميع داخل العقار وخارجه، فلم يكد يمر أسبوع إلا ونسمع صوت شجاره، بينما كانت زوجته "ملاك نازل من السماء"، فقد تحملت منه الكثير بسبب رفضها لطريقته مع التعامل مع الآخرين، متابعًا:
"كانت مش بتحب الظل، وعايشة في حالها، وعمرها ما زعلت حد منها، قالت كلمة حق، فانتقلت إلى دار الحق على يد زوجها المدمن".
وتابع الشاهد: "منذ ما يقرب من عامين قدم المتهم "مصطفى"، صاحب ال33 عامًا، برفقة زوجته "حنان"، السيدة الثلاثينية، نحو منطقة النرجس هنا في مدينة بدر، بحثًا عن سكن جديد، ووقع اختيارهما على استئجار شقة هنا داخل العقار لبدء حياة جديدة، وبالرغم أن علاقتهما في البداية لم تكن وطيدة بالجيران، إلا أن اعتدائه الدائم عليها بالضرب كان بطاقة تعارفهما مع السكان، لكنه لم يكتف بالشجار مع زوجته فقط، فقرر أن يتوج سجل "العنف والبلطجة"، بالتعدي على السكان بألفاظ خارجة على الجميع بدون أسباب، فلم يسلم منه أحد حتى الباعة المتجولين في الشارع،
مضيفًا: "المخدرات ضيعت عقله والمجني عليها عاشت معه لحظات قاسية لا يتحملها أحد، فكانت تتصدى له وتتشاجر معه بسبب تصرفاته غير اللائقة، ومنذ أن سكن بالعقار وهو يرفض دفع فاتورة المياه وهي من كانت تدفعها في الخفاء دون علمه".
واستطرد الشاهد: "يوم الواقعة "إبراهيم"، جارنا بالعقار، ذهبت زوجته لمقابلة المجني عليها لمطالبتها ب50 جنيها لإضاءة السلم، فانتظرت على الباب، ودخلت المجني عليها لإحضار المال لها، فخرج الجاني، وظل يسبها بألفاظ بذيئة وقام بدفعها على السلم، فنزل "إبراهيم"، لمعاتبته عما فعله بزوجته فخرج بسكين في يده وظل يهلل ويصرخ، فتدخلت الضحية والكثير من الجيران لمنعه من التعدي عليه بالسكين، وتمكنوا من أخذ السكين من يده، فأخذ زوجته للداخل، وقام بإغلاق باب الشقة ثم ظل يتعدى عليها بالضرب، حيث "رطم رأسها في الحائط أكثر من مرة"، وحاولنا كسر الباب لكننا لم نتمكن حتى تفاجأنا به يجري من العقار مسرعا، ووجدنا المجني عليها ملقاة أرضًا والدماء تسيل منها، وبالكشف عليها تفاجأنا بوفاتها، وعقب إبلاغ رجال الشرطة اعترف بارتكاب الواقعة، قائلا: "مكنش قصدي أقتلها، وكنت أقوم بتأديبها، بسبب قيامها بمنعي من التشاجر مع الجيران، ومكنتش حاسس بنفسي بسبب المخدرات اللي بشربها".
أحداث الواقعة، بدأت عندما تلقى اللواء نبيل سليم، مدير مباحث القاهرة، بلاغا من قسم شرطة بدر، يفيد بسماع صوت استغاثة سيدة من داخل الشقة بالإسكان الاجتماعي، دائرة القسم.
وبالانتقال والفحص تبين تجمع عدد من الأهالى أمام الشقة، وباستبيان الأمر تبين قيام "مصطفى. ع. ع"، 33 سنة، حاصل على بكالوريوس تجارة، بالتعدى على زوجته "حنان. م. ه"، 30 سنة، حاصلة على بكالوريوس تجارة، ومقيمة بنفس العنوان، مصابة بكدمات وسحجات متفرقة بالرأس ونزيف بالفم، بالضرب محدثا إصابتها والتى أودت بحياتها.
وتمكن ضباط وحدة مباحث القسم، وبصحبتهم القوة المرافقة من ضبط المتهم، وبسؤاله تبين أنه يهذى بكلمات غير مفهومة.
وأمكن التوصل لشاهدي رؤية، وبسؤالهما أيدا ما جاء بالفحص، وقررا بسماعهما صوت استغاثة المجني عليها من داخل الشقة محل البلاغ، إثر مشاجرة بينها وبين زوجها بسبب خلافات زوجية بينهما، وحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.