قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن دورنا الحقيقي يتمثل في حماية صحيح الدين من الدخلاء وغير المتخصصين والمتاجرين به، واسترداده من مختطفيه، ويجب تفعيل دور القانون في ذلك، مشيرا إلى أن حماية دور العبادة واجب شرعي ووطني. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها أمام المجلس التنفيذي لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بدول العالم الإسلامي المنعقد بالمملكة الأردنية الهاشمية اليوم الخميس. وأضاف الوزير أن الفهم الصحيح للدين أحد أهم عوامل بناء الأمم، كما أن الأفهام المنحرفة إفراطا أو تفريطا تدمرها، وصحيح النقل لا يصادم صحيح العقل، بل يدعمه ويقويه، وعلينا إعمال العقل في فهم صحيح النص والوقوف على مقاصده ومراميه، مع عدم الجمود عند ظواهر النصوص، ولا سيما فيما يتصل بعمارة الكون وصناعة الحضارات وبناء الأوطان وخوض غمار الحياة. وتابع أن دورنا هو عمارة الدنيا بالدِّين وليس تخريبها باسم الدين، فالدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا. وأكد أن علينا أن نفند شبه الإلحاد كما نفند شبه الإرهاب والتشدد وبنفس القوة والحماس، فكلا الطرفين خطر داهم على الفرد والمجتمع. وتابع "علينا مواجهة ظاهرة الإسلام فوبيا بتوسيع دائرة الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، بضابطين: احترام الخصوصيات العقائدية والثقافية للأمم والشعوب، والبعد عن النزعة الاستعلائية في الحوار ". وأضاف "علينا أن نعمل معًا يدًا بيد لصالح ديننا وأوطاننا وأمتنا وصالح الإنسانية جمعاء، فرسالة نبينا (صلى الله عليه وسلم) إنما جاءت رحمة للعالمين، فلا إكراه في الدين ولا على الدين، ولا قتل على المعتقد، إنما هو فقه العيش الإنساني المشترك الذي أسس له نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) في وثيقة المدينة النبوية المباركة المشرفة ". وشدد الوزير على أننا نريد خطابا دينيا يبني ولا يهدم، يعمر ولا يخرب، خطابا محررا من فكر الجماعات الإرهابية والضالة والمنحرفة.