صدر عن دار الأدهم للنشر والتوزيع بالقاهرة الديوان العاشر للشاعر محمود قرني تحت عنوان "ترنيمة إلى أسماء بنت عيسى الدمشقي". ويعد الديوان الجديد هو الثاني للشاعر عن الدار نفسها، فقد سبق لدار الأدهم أن أصدرت له ديوانه "لعنات مشرقية" في عام 2015. يضم الديوان خمس عشرة قصيدة متراوحة الطول، ويهدي الشاعر ديوانه لروح صديقيه الشاعر الأردني أمجد ناصر والشاعر الفلسطيني خيري منصور. وفي الديوان، يواصل محمود قرني تأسيس وتعميق رؤيته الخاصة لقصيدة النثر عبر إعادة انتاج الرموز التاريخية في أكثر من قصيدة بالديوان مثل قصائد: وجوه البصرة، أغنية الزلاباني، لا غرني ناسك بعد أبدا، السير إدوارد فاريل، والأخيرة تستعيد جانبا من صور الصراع الكولونيالي القديم عبر رمز من رموز المركزية الأوربية ولكن ذلك يتم عبر وسيط جمالي لا يخضع لشروط التاريخ قدر خضوعه للفوائض الشعرية عبر خصائصها المتحولة. هذا فضلا عن النصوص التي يتماهى فيها الذاتي مع المحيط القلق للواقع الملتبس، فتظل قضية الوجود والعدم وصراعات الهوية جزءا من تصورات الشاعر لاقتراح جمالي يسعى إلى التجدد عبر الرغبة في الانعتاق من عالم الضرورة والحتمية حسبما يقول المخرج والناقد الراحل سيد سعيد عن تجربة محمود قرني في ديوانه "لعنات مشرقية"؛ الذي يستطرد بالقول: إن الشاعر يكثف واقع الانهيار والتمزق والجنون العبثي الذي يغلف حياتنا وحياة أمتنا بحيث يبدو مندفعا نحو الهاوية باحثا عن ومضة ضوء يمكن أن تنقذنا من عتمة كابية تبدو وكأنها لعنة قدرية لا كابح لها.