ذكر الموقع "المونيتور" المهتم بشئون الشرق الأوسط أن العلاقات التركية - الإسرائيلية التي انقطعت منذ الهجوم الإسرائيلي على السفينة التركية لإغاثة غزة، ربما تشهد انفراجة في المستقبل القريب بفضل الغاز الطبيعي المكتشف حديثًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبيّن الموقع الشهير أنه عقب مساومة على دفع تعويض عن النشطاء الأتراك الذين قتلوا على السواحل الفلسطينية على أيدي الجنود الإسرائيليين على سفينة مرمرة التركية في 31 مايو 2010، فإن إسرائيل وتركيا على وشك توقيع اتفاق يعيد العلاقات على ما كانت عليه قبل هذا الحادث من حيث التطبيع وذلك خلال المستقبل القريب. وأشار "المونيتور" إلى أن هذا التطور في العلاقات يأتي بفضل الغاز الطبيعي التي اكتشفته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على سواحل البحر المتوسط والتي تنوي تصديره إلى أوروبا، لكن تركيا التي تعتبر الرابط بين القارتين كانت المشكلة الأكبر في وجه الإسرائيليين بعد انقطاع العلاقات منذ 2010. وأوضح الموقع أن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج الذي تولى تنسيق محادثات التعويض مع إسرائيل قد خرج أول أمس ليقول أن "نشعر بتسوية قريبة". ويلفت الموقع إلى أن تركيا ظلت خلال الفترة الأخيرة رافضة لإعادة علاقتها مع إسرائيل، بسبب الحصار الذي تفرضه القوات اليهودية على قطاع غزة، ومنعها لوصول الطعام والأدوية للمدنيين، لافتًا إلى أنه خلال المحادثات الأخيرة حول التعويضات خلال الفترة الحالية، هناك تجاهل من الجانب التركي لملف غزة، وربما توافق على توقيع اتفاق مع إسرائيل دون أن تطلب أي تغيير في الوضع الفلسطيني. ولفت الموقع إلى أن هناك علامات أخرى أن تركيا تسعى لإعادة بناء الجسور ليس فقط مع الدولة العبرية ولكن أيضًا مع يهود الشتات، حيث أرسلت حكومة أردوغان مبعوث رفيع المستوى للمشاركة في احتفال إحياء ذكرى المحرقة اليهودية لهذا العام الذي جرى في أسطنبول هذا العام في 27 يناير الماضي، وخرجت وزارة الخارجية التركية لتعلن أن النائب ناجي كورو هو ممثل تركيا في هذا الحدث، مضيفة أن هذا المؤتمر يهدف بالتأكيد لرفع الوعي خاصة بين الشباب حول الهولوكوست والجرائم ضد الإنسانية. وخلال ديسمبر الماضي تمت دعوة وفد إسرائيلي إلى تركيا لإجراء محادثات، وأتبع ذلك قيام وفد تركي خبير للسفر إلى إسرائيل خلال الأيام الماضية. ويوضح الموقع أنه رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين غير أن العلاقات التجارية لم تتوقف ولم تسجل مستويات أقل خلال الأعوام القليلة الماضية، وإن لم تكن قد زادت، فلم تتعدى التبادلات التجارية في 2008 3 أو4 مليارات دولار، بينما وصلت في العام التالي لحادثة سفينة المرمرة 2011 إلى 4.4 مليار دولار، وكذلك 4 مليارات عام 2012. ويضيف "المونيتور" أن إسرائيل وتركيا تشهد خلال الفترة الحالية محادثات مكثفة حول الغاز الطبيعي، بعد أن اختارت إسرائيل أن تقوم بتصدير هذا الغاز عبر الأراضي التركية إلى القارة الأوروبية. وفي هذا السياق يقول السفير الأمريكي السابق في جمهورية أذربيجان والخبير بشئون المنطقة أن "مسئولين أتراك أشاروا إلى أن استعادة العلاقات مع إسرائيل، يمكن أن يحدث من خلال الاتفاق على بناء خط أنابيب غاز طبيعي بين إسرائيل وتركيا".