حرص كثير من الأدباء من الرحالة والمؤرخين المصريين عبر العصور على زيارة مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وخلال هذه الزيارة سجلوا ما شاهدوه من أشكال العيش والعبادات، وانطباعاتهم المختلفة حول هذه الزيارة فى الأراضى المقدسة، وقاموا برصد شامل للبلاد وتحصيناتها والأحوال السياسية، وقد جمع الكاتب أحمد زيد تسجيلات هؤلاء الرحالة والمؤرخين فى كتاب أصدرته المجلة العربية تحت عنوان «الرحلة إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة». على الجانب الآخر سجل هؤلاء الرحالة والمؤرخون تفاصيل هذه الرحلة، وما شاهدوه من مآثر وما تكبدوه من مشاق ومخاطر خاصة أن الحج فى العصور الماضية كانت طرقه تفتقد إلى الأمن، وكثيرا ما كانت قوافل الحج تتعرض للسلب والنهب من قُطاع الطرق، وهو ما اختفى منذ قيام المملكة العربية السعودية. اشتاق قلبه إلى الكعبة المشرفة، وتاقت نفسه إليها قبل أن يدخل الإسلام، وظل هذا الحلم يراوده أكثر من مرة كلما شاهد الكعبة على شاشات التليفزيون وعبر الفضائيات وجموع المسلمين تطوف من حولها ذلك قبل اعتناقه الإسلام، إنه الكاتب الأمريكى «مايكل ولفى سيكتر» وعندما دخل للإسلام كان قراره الأول الذهاب إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج، وألف كتابا وصف فيه رحلته إلى الحج سماه «الحج إلى مكة» وصف خلاله كافة الجوانب المهمة المتعلقة بشعائر الحج. ويؤكد «سيكتر» فى كتابه أنه بعد اعتناقه الإسلام بدأ يفكر فى تأدية الركن الخامس من أركان الإسلام وهو حج بيت الله الحرام واستعد للسفر مغادرا من كاليفورنيا. ولم يسافر «سيكتر» مباشرة إلى مكةالمكرمة بل توجه للمغرب، ومن هناك انضم إلى فوج الحجيج المغاربة، موضحا أنه أمضى فى مراكش فترة لكى يتعلم مناسك الحج، ودخل إلى المسجد الحرام لأول مرة مع حوالى 300 ألف مسلم حاج فى وقت واحد لأداء طواف القدوم ولم يشعر بشيء سوى رهبة الموقف. وأشار سيكتر، إلى أنه رغم وجود هذا الكم الهائل من الحجاج فى طواف القدوم فإنه شعر بأن الهدوء قد ساد المكان، فلم يشعر بتدافع أو ازدحام، وتمنى لو أتيح له رؤية الكعبة من الداخل، فكان يعانى من زخم إرث روحي، قاده إلى التفكير الجدى الذى أدى به فى نهاية المطاف لاعتناقه الدين الإسلامى وتحققت تشوقاته لزيارة البيت الحرام.