تبقى الرحلة المقدسة إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة حلمًا يداعب جموع المسلمين من شتى بقاع المعمورة, لأداء الركن الخامس, وتلبية دعاء سيدنا إبراهيم, والرجوع إلى بلادهم كيوم ولدتهم أمهاتهم أنقياء من الذنوب, مبرئين من المعاصى ليبدأوا عهدًا جديدًا مع مولاهم وخالقهم. وعندما يعود الحجيج من الرحلة المباركة ويستقبلهم ذويهم يحكون مشاهداتهم, ويروون القصص والحكايات, محاولين رسم صورة تقريبية لما يحدث فى المناسك قدر استطاعتهم, الكاتب الصحفى والباحث الإسلامى أحمد محمود أبو زيد جمع لنا فى كتاب شيق- صدر مؤخرًا ضمن إصدارات المجلة العربية – أربع وثلاثين رحلة حجازية لمجموعة كبيرة من الأدباء والشعراء والعلماء والرحالة العرب والأجانب. فمن رحلات الأدباء والشعراء يضم الكتاب رحلات: محمد حسين هيكل, وإبراهيم المازنى, وعبد الوهاب عزام, وعباس العقاد, وعبد الرحمن الكواكبى, وأنيس منصور, وعلى الطنطاوى, ومصطفى السباعى, ومحمد حسن الزيات, ومحمود غنيم, ومصطفى حمام. ومن رحلات الرحالة المسلمين والأوربيين يضم: ابن جبير الأندلسى, والمستشرق المجرى عبد الكريم جرمانوس, والرحالة والمستشرق الإنجليزى عبد الله فيلبى, والرحالة الفرنسى جرفيه كورتلمون, والرحالة والمستشرق الإنجليزى تشالز داوتى, والرحالة الخراسانى ناصر خسرو, والضابط الروسى عبد العزير دولتشين, والرحالة محمد لبيب البتنونى, والرحالة محمد كامل حته, والكاتب الأمريكى مايكل سيكتر. ومن رحلات العلماء والمفكرين والمؤرخين: ابن حجر العسقلانى, وابن القيم, وعبد القادر الجزائرى رائد التأريخ لدروب الحج القديمة, والحافظ بن عساكر, ورجاء جارودى, وجفرى لانج, ونعمات أحمد فؤاد, ومراد هوفمان, ومحمد أسد, وعائشة راسموسن, وزينب كوبولد, وكريستيانا بيكر. ويسمح الكتاب بتنوعه, وانتقاله بين هؤلاء الرحالة الذين سجلوا انطباعاتهم عن هذه الأراضى المقدسة, وما شاهدوه فيها من أشكال العيش وصنوف العبادة, للقارئ أن يعيش الرحلة المباركة بكل تفاصيلها أكثر من مرة بأسلوب أدبى رائع لا يخلو من المتعة والإثارة, وأن يحلق بخياله مع كل كاتب ويتصور المكان والزمان، بل لا نبالغ إذا قلنا: إنه يحج مع كل كاتب بطريقته الخاصة.