مسعد هيركي رئيس نادي النوبة العام ل“,”البوابة نيوز“,”: § “,”كتالة“,” حركة للانفصال عن “,”الأخونة“,” والحفاظ على هوية مصر § النوبيون حصلوا على بعض المكاسب من “,”مبارك“,” ومع “,”مرسي“,” حصلوا على لقب “,”خونة وعملاء“,”. § القضية النوبية لن يتم حلها إلا داخل مصر؛ لأن “,”المتغطي بالأمريكان عريان“,”. § النوبيون ليسوا أقلية، ولكنهم مصريون ضحوا بأرضهم من أجل أبناء وطنهم.. § لن نسمح لأحد أن يجعلنا حصان طروادة للتدخل الأجنبي. § ما يحدث في سيناء أخطر بكثير مما يحدث في النوبة. § الأفكار الانفصالية لم تظهر إلا في عهد الجماعة. § الغرب صدَّر مصطلح “,”الأقليات“,” ليوهم الجميع بأن مصر تعيش أزمة عرقية. § لن نسمح “,”بهلهلة“,” الحدود الجنوبية. أكد مسعد هيركي، رئيس نادي النوبة العام، على أ ن “,”كتالة“,” المسلحة، هي حركة للانفصال عن عالم دولة “,”الإخوان“,” والحفاظ على هوية مصر، وليست حركة لقتال المصريين والانفصال عنهم، موضحًا أن “,”مرسي“,” فشل في تحقيق وعوده الانتخابية للنوبيين، وأنهم حصلوا على بعض المكاسب من “,”مبارك“,”، ولكن مع “,”مرسي“,” حصلوا على لقب خونة وعملاء. وقال هيركي -في حواره مع “,”البوابة نيوز“,”- إن حق العودة، وهيئة عليا للتنمية، وعمل الأبناء في الميناء، أهم مطالب النوبيين، وأن النوبيين ليسوا أقلية، ولكنهم مصريون ضحوا بأرضهم من أجل أبناء وطنهم، مشيرًا إلى أن أبناء النوبة لن يسمحوا بأن يكونوا حصان طروادة للتدخل الأجنبي، وأن ما يحدث في سيناء أخطر بكثير مما يحدث في النوبة، خاصة وأن الأفكار الانفصالية لم تظهر إلا في عهد الجماعة. “,” “,” وإلى نص الحوار § في البداية.. كيف ترى القضية النوبية بعد مرور 9 أشهر من تولي الدكتور مرسي رئاسة الجمهورية؟ - القضية كما هي منذ 110 سنة، لم تتغير، بل على العكس تمامًا كان هناك تطور ملحوظ في السنوات الأخيرة من حكم النظام السابق، فلم يعد هناك أي جديد سوى أن الطموحات الجديدة في مدينتي قسطل وإدندان زادت من مشاكل النوبيين في أحقية تعيين الأبناء والشباب في الميناء. § لذلك أعلن النوبيون غضبهم من “,”مرسي“,” وقالوا إنهم لن يسمحوا له بدخول قسطل هو أو الرئيس البشير؟ - مع النوبيين كل الحق في ذلك، فالدكتور “,”مرسي“,” أثناء الانتخابات الرئاسية وعد النوبيين بعدد كبير من الوعود، التي ذهبت أدراج الرياح، ولم يحقق منها أي شيء، ولن يجرؤ على كتابتها في كتاب إنجازاته المزعوم، فهل بعد ذلك يكون من حقة الذهاب إلى أرض لم يحترمها؟ § وما هي الوعود التي قطعها “,”مرسي“,” على نفسه؟ - حق عودة النوبيين إلى أراضيهم وتملكها، وإنشاء هيئة عليا لتنمية أرض النوبة، وحق تعيين أبناء النوبة في الميناء البحري، كما أنه عندما ذهب ليتحاور مع أبناء النوبة لم يجلس معهم، ولكنه جلس من نوبيين لم يعانوا في نصر النوبة. § كيف ترى القضية النوبية بين نظامي “,”مبارك“,” و“,”مرسي“,”؟ - للأسف الشديد النظام الحالي لا يريد أن يكون للنوبين والأقليات بشكل عام أي حقوق، بل يوجه لهم اتهامات بالعمالة والتخوي ن لمجرد أنهم يطالبون بحقوقهم؛ لذلك الجميع يرى ويعي جيدًا أن “,”الجماعة“,” لم تختلف في سياستها مع قضية النوبة عن سياسات “,”مبارك“,”، بل إنه في أواخر عهد مبارك كانت القضية مطروحة، وحصل النوبيون على بعض المكاسب. § لذلك ظهرت إلى الوجود حركة مثل “,”كتالة“,” المسلحة؟ وهل معنى هذا أن المشهد الانفصالي أصبح مطروحًا في النوبة؟ - هذا لن يحدث، ولو على جثث جميع النوبيين، أرض النوبة برجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها مصريون حتى النخاع، وحركة “,”كتالة“,” لا تسعى للانفصال عن مصر، ولكنها تسعى للانفصال عن سياسات الحرية والعدالة، وسياسات مكتب الإرشاد وسياسات الأخونة؛ للحفاظ على الهوية النوبية والهوية المصرية. § بعد أن أصدرت الخارجية الأمريكية تقريرًا عن النوبة وطالبت ببحث القضية مع القيادات السياسية، هل تتوقع أن تفتح أزمة النوبة قضية التدخل الأجنبي بالنسبة للأقليات؟ - في البداية النوبيون ليسوا أقلية، ولكنهم مصريون ضحوا من أجل هذا الوطن كثيرًا، كما أن الملف النوبي موجود منذ عام 1902، والقضية كانت قد اقتربت من الانتهاء، ولكن تخاذل الرئيس وعدم الوفاء بوعده أدخل القضية النوبية في نفق النسيان من جديد، ورغم ذلك ستجد أن أهم ما يشغل بال أهل النوبة هو عودة الاستقرار لمصر، وعودة الأمان إلى أهل سيناء؛ فما يحدث في سيناء أخطر بكثير مما يحدث في النوبة، ويبدو أن الأفكار الانفصالية لم تظهر إلا في عهد الجماعة. § ولكن أليس التقرير ربط بين الملف النوبي وقضية البشير في السودان، وكانت هذه توصية خاصة للإدارة الأمريكية؟ - قضية أهل النوبة شيء، وقضية السودان شيء آخر، ثم إنها ليست قضية، ولكنها مطالب لمجموعة من المصريين يعيشون في الجنوب. § وماذا عن ال 7 ملايين نوبي في السودان؟ - هم أيضًا أهلنا في الجنوب ومن نفس الجنس، ولن تفرق بيننا حدود، وفي النهاية المصريون والسودانيون شعب وادي النيل، شعب واحد. § ولكن التقرير لا يستهان به، خاصة وأنه جزء من ورقة عمل يمكن تفعيلها، فما هو موقفكم تجاه الأجندة الأمريكية الساعية لفصل النوبة عن مصر؟ - نحن كمجموعات عمل لا نتحدث على الإطلاق، بل نتحدث على أرض الواقع، فعندما نرى جميعًا أن المنزل يتم بناؤه والبنية الأساسية تنتهي، فمعنى هذا أننا نواجه تلك المخططات عمليًّا، ونحن نعلم تمامًا أن هناك فئات معدومة الضمير تسعى لتدمير وإفساد ما نفعله مع الحكومة لأغراض دنيئة. § وهذا معناه أن جهودكم لحل القضية في خطر، وكان يجب وضع خطة لردع هذا، خاصة وأن هناك آراء تقول إن رئيس نادي النوبة العام عبارة عن رأس حربة يلعب مع الدولة لتهدئة القضية النوبية وقتلها، فما ردك على هذه الاتهامات؟ - في الأول والآخر أنا مصري ونوبي حتى النخاع، ودائمًا أقول للحكومة: “,”إنني أفعل هذا لأهلي في مدينة نصر النوبة“,”؛ لأنهم عندما “,”فوضوني“,” كنت أعلم ماذا أفعل لهم، وستتحقق مطالبهم على أرض الواقع، وهذا لا يعني أنني موجه من الدولة أو تابع للدولة، وإن كانت هذه المسالة ليست مشينة أو سُبة على الجبين، فجميعنا تابعون للدولة ونعمل مع الدولة. § ولكنهم يعتقدون أن العمل مع الدولة ضد المصالح النوبية، أليس كذلك؟ - أيهما أفضل للمطالب النوبية، التعامل مع الدولة أم التعامل مع الأمريكان وأغراضهم الشريرة؟ مشاكل النوبيين مشاكل مصرية وعلى أرض مصرية ولمصريين، ولا تخص الأمريكان في شيء، والعمل مع الدولة شيء محترم؛ لأننا جميعًا أبناء هذه الدولة ونعمل للصالح العام، ويكفي أنه في 2009 كان التعامل مع مؤسسة الرئاسة والرئيس السابق مثمرًا، وقال بالحرف الواحد “,”رجعلهم أرضهم.. أرضهم وبتاعتهم ياخدوها“,”، والحقيقة أن جماعه نوبيي المهجر، والذين يحركون الرأي العام يجب أن يعلموا أن القضية النوبية لن يتم حلها إلا داخل مصر؛ لأن “,”المتغطي بالأمريكان عريان“,”. § هذه الاتهامات بدأت من داخل نادي النوبة العام، عندما أكد البعض على أن الوصول إلى رئاسة النادي كان مفروشًا بالتزوير، وكانت البداية للوصول إلى البرلمان.. ما رأيك؟ - لقد سمعت هذا الحديث من قبل، ولكنني لا أهتم بالسياسة بالفعل، ولا يهمني أن أصبح عضوًا في البرلمان بعد أن سيطر علية الإسلاميون والجماعة، وكل ما يهمني أن أحقق مطالب النوبيين، كما أنني ليس لدي أي بيزنس مع الدولة، والغرض من هذه الشائعات ليس في صالح المجتمع، وتقضي على القضية النوبية؛ لذلك يجب أن ننتبه إلى تلك المجموعات الصغيرة، والتي لها مصالح شخصية ولا يهمها الصالح العام. § هناك تقصير من نادي النوبة العام في التعريف بالقضية النوبية، وبتعريف النوبيين أنفسهم بكيفية العودة، فأغلب النوبيين لا يعلمون ما هي الأوراق والوثائق المطلوبة لتحقيق هذا، فلماذا لا توجد لجان نوبية لهذا الشأن؟ - أي مواطن نوبي يريد أن يعلم إذا كان والده أو جده كان يمتلك منزلاً في النوبة القديمة قبل الهجرة ويريد العودة؛ فعليه الذهاب أولاً إلى هيئة المساحة الجيولوجية، وبمجرد حصوله على الاسم سيحصل على صك يثبت أحقيته في العودة، وللأسف هناك الكثير من النوبيين لا يعلمون هذه الإشكالية، والبعض لا يعلم إذا كان له منزل في النوبة القديمة أم لا. § هل هناك نوبيون لا يستحقون العودة، أي ليس لهم منزل في النوبة القديمة أثناء الهجرة؟ - عن أي هجرة تتحدث؟ فالنوبة شهدت أربع هجرات بدءًا من عام 1902، عند بناء خزان أسوان، ثم هجرة 1913 عند تعليته الأولى، ثم في 1933 في تعليته الثانية، ثم هجرة 1964 عند بناء السد العالي، ونحن نمتلك كافة الصور والوثائق التي تؤكد على أحقية العودة لكل من هاجر من النوبيين. § البعض يحاول أن يدول القضية، وعلى الأخص نوبيو المهجر، فما رأيك في مسألة التدويل؟ - نحن ضد أي تدخل لشخصيات أجنبية في مشاكلنا الداخلية، إنها مسالة مصرية، أما رأي نوبيي المهجر، فمن حق أي فرد أن يتحدث عن قضية النوبة بصفة شخصية وبلسان حاله هو، وأنا بصفتي رئيس نادي النوبة العام وبالتعاون مع المحافظة ومجلس محلي المحافظة ومجلس محلي المدينة، استطعنا أن نصل إلى حلول صحيحة لخدمة النوبيين والمصريين، ونوبيو المهجر أهلنا أيضًا ونوبيون، ولكنهم لا يتحدثون إلا بصفه شخصية، وبعيدًا على التقاليد والأعراف التي تربينا عليها. § هل تشعر أن هناك خلافات داخلية بين قيادات النوبة؟ - الخلافات موجودة بالفعل، ولكنها خلافات مثمرة وبناءة، وتوضح في النهاية الصواب من الخطأ، ويتم بناء قرارات عليها. § ولكن الخلافات النوبية النوبية في بعض الأحيان تربك صانع القرار، وهذا يمكن أن يوضح سر ارتباك الدولة في التعامل مع الملف النوبي؟ - هناك بالفعل مجموعة لا تريد أن تحل القضية النوبية، وللأسف بعضهم نوبيون؛ لأنهم يتربحون من هذه القضية على المستوى الخارجي، رغم أنهم يبدون موافقين لكل القرارات والآراء أثناء الاجتماعات، ولكنهم يلقون بتصريحات شريرة بمجرد خروجهم للأجهزة الإعلامية الغربية. § وهل هذه الخلافات تربك صانع القرار حاليًّا؟ - قبل سقوط النظام لم يكن هناك ارتباك، ولكن مع النظام الحالي هناك تجاهل واقعي للقضية، ورغم ذلك أعتقد أن صناع القرار أدركوا مع من يتحدثون، خاصة وأنهم يعلمون أننا نمتلك تفويضات رسمية وتوقيعات تؤكد على أننا نتحدث باسم أهالي النوبة وجميع الجمعيات النوبية المنتشرة في محافظات مصر، بالإضافة إلى أننا نتحدث دائمًا بالعقل والمنطق والصالح العام. § وهل الدولة تعترف بهذه التفويضات؟ - بالطبع.. ويتعاملون معها. “,” “,” § وما أبرز هذه الخلافات؟ وهل كانت عن قضية العودة أم كانت عن نوعية الأرض؟ - في البداية يجب أن نُعرِّف كلمة حق العودة، لقد تم تحديد ست مناطق على ضفاف البحيرة لمساكن المغتربين، والتي تبلغ 10 آلاف فدان بجانب المساكن، ولكننا لا نريد أن نقول عليهم “,”مغتربين“,”؛ لأنهم يعيشون داخل مصر منذ أن تم تهجيرهم عام 1964، بالإضافة إلى الأرض التي ستمنحها منظمة العون الغذائي، والتي ستمنح منزلاً وخمسة أفدنة لكل مواطن، وقد منحت المحافظة النوبيين 100 منزل وخمسة أفدنة لكل أسرة بالفعل في منطقة نصر النوبة، بالإضافة أيضًا إلى مسألة الإحلال والتجديد لمدينة نصر النوبة، وقد تم رصد 146 مليون جنيه بالفعل لهذه المسألة، وعملية الإحلال والتجديد ستطول أكثر من 3 آلاف منزل بعد أن كانت 1792 منزلاً فقط. § إذن هل كان هناك جهد مبذول من قبل الدولة؟ - لا أحد ينكر هذا.. الدولة كانت تحاول أن تقوم بدورها تجاه أبناء النوبة، ولم تبخل عليهم بالأموال منذ عام 1968، ولكنها للأسف تنفق هذه الأموال في المكان غير الصحيح؛ بسبب أخطاء البعض، وقد تأكدت وزارة الإسكان بالفعل من أن أرض نصر النوبة لا تصلح للبناء. § وهذه الإشكالية أظهرت الحكومة بالتجاهل في قضية النوبة وكأنها لم تحقق شيئًا؟ - هذا صحيح.. ولهذا قرر محافظ أسوان أن يقوم ببناء 3 آلاف منزل على ضفاف البحيرة، وسيكون هناك 5221 منزلاً، بالإضافة إلى 2000 منزل ستقدمها منظمة العون الغذائي ليكون هناك 7221 منزلاً، ليكتمل عقد العشرة آلاف منزل، بالإضافة إلى 10 آلاف فدان المخصصة من الدولة، بالإضافة إلى منزل وخمسة أفدنة المقدمة من المنظمة، وبذلك سيحصل النوبيون على أكثر من 10 آلاف أسرة، بالإضافة إلى 20 ألف فدان، كما أن وزارة الإسكان سمحت للنوبيين بالاستثمار داخل منطقة توشكي لأول مرة. § وماذا عن بقية المطالب النوبية؟ ماذا عن وجود عضو برلماني يتحدث بلسان النوبيين؟ - بالفعل نحن نطالب الحكومة بضرورة فصل دائرة نصر النوبة لمجلسي الشعب والشورى، وكان النظام السابق قد وعد بتحقيق هذا المطلب، وتم تطبيقه أثناء فترة تولي المجلس العسكري للفترة الانتقالية، ونتمنى أن يتم مراعاته في الانتخابات البرلمانية القادمة؛ لأنه من مصلحة النوبيين أن يجدوا عضوًا نوبيًّا يتحدث في البرلمان عن النوبيين. § وهل سيكون هناك تأهيل سياسي لمن سيتقدم للترشيح؟ - بقدر الإمكان نحن نقوم حاليًّا بعمل توعية في الشارع النوبي، بحيث يكون هناك نوبي يستطيع أن يتحدث عن القضايا النوبية بدراية كاملة للقضية. § هناك نقطة أصبحت نغمة هذا العصر، وهي مسالة الأقليات في مصر، وهناك تصنيفات وضعت النوبيين والسيناويين والأمازيغ والأقباط ضمن الأقليات، ويتم اللعب عليها خارجيًّا، مما يجعلنا حذرين في التعامل مع هذه القضية، فما هي رؤيتك للتوجهات التي على أساسها سيتم التعامل مع الأقليات؟ - كما قلت.. نحن نرفض تمامًا مصطلح أقليات؛ لأنها كلمة مشبوهة، قام الغرب بتصديرها لنا ليخلق أو ليوهم البعض بوجود أزمة عرقية في مصر، ويجب أن نتجنب مثل هذه الألفاظ المغرضة؛ لأنها قد تحدث تشققات بين أفراد الشعب الواحد، وإذا نظرنا جيدًا إلى خريطة العالم العربي، سنجد جميع دولها تعاني من انشقاقات الحدود السياسية، وهذه كانت لعبة الاستعمار، فقبل خروجه من منطقة الشرق الأوسط قام بوضع مسمار جحا على حدود كل دولة، والآن هم يتحدثون عن هذه الإشكاليات ويزعمون دائمًا أن هناك مشكلة على الحدود، مرة يتحدثون عن الأمازيغ، وأخرى عن البدو، والآن عن النوبيين في الجنوب، وهدفهم دائمًا واضح وهو “,”هلهلة الحدود المصرية“,”، والنوبيون لن يسمحوا لهم بذلك؛ لأننا نعلم أن هدفهم هدام وشرير. § تقرير الخارجية الأمريكية قدم معلومة عجيبة الشكل والمضمون، وهي أن النوبيين يرفضون وصف مصر بأنها دولة عربية، وأنهم شعوب محتلة ويطالبون برفع كلمة دولة عربية من الدستور؛ لأنهم أصحاب الأرض الحقيقيين؟ - من قال هذا الكلام الفارغ، ومن سمح لهم بإصدار تقارير مغلوطة عنا، النوبيون مصريون، ويعيشون تحت مظلة مصر، ولا يمكن أن نخرج خارج نطاق مصر العربية، وجمهورية مصر العربية اسم يفخر به كل النوبيين الذين قدموا حياتهم فداء لمصر. § ماذا سيفعل نادي النوبة إذا فعلت الخارجية الأمريكية ذلك التقرير؟ فالاختلاف بين النوبيين يستغله الغرب جيدًا، فهل سيكون النوبيون حصان طروادة؟ - لا يمكن بالطبع أن نكون حصان طروادة، فنحن أول من يُحارب أي تدخل في الشئون المصرية. § مع أن هناك مزاعم تقول أن أوباما أصلة نوبي، هناك بالفعل من دعا النوبيين لدعوة أوباما لبحث هذه القضية؟ - لقد فوجئت بالفعل بأن جد أوباما الرابع من الكنوز، وهي إحدى العائلات النوبية القديمة، وقد دعوني بالفعل لبحث القضية النوبية معه، ولكن إذا كان نوبيًّا فأهلاً وسهلاً به، ولكنه ليس مصريًّا ليحل مشاكلنا، لقد انتخبه الأمريكيون وليس النوبيين مثلما قالت جدته الكينية. § هناك إشكالية أخرى يجب تناولها، وهي مسالة تناولنا الإعلامي عن بعض العرقيات، حتى إن الشارع لا يعلم عن السيناوي شيئًا سوى الخائن وتاجر المخدرات، ولا يعلم عن النوبي سوى البواب والخادم، وهذا بالطبع خلق نوعًا من الحساسية في التعامل بين الجانبين؟ - لا يعيب على الإطلاق أي نوبي مهنته آو حتى مهنة آبائه وأجداده، بل إنهم يتباهون بذلك، وأنا أفخر كون جدي كان “,”سفرجي“,” الملك فاروق، ولم أخجل منه، ولكن المهم الآن كيف أصبحنا، فقد كان الرئيس أنور السادات يعمل “,”تباعًا“,” ثم أصبح رئيسًا، وهذا تاريخ لا ننكره. § النادي قام بتقديم فيلم وثائقي تحدث فيه الفنان الكبير محمد الأدنداني، وأحسست منه وجود حساسية من هذا الأمر؟ - يجب أن نخرج خارج هذا الإطار العقيم، ويجب على الدولة أن تعي هذا، وتعلم أن المجتمع النوبي قدم حياته وراحته فداء لهذا البلد، بل وضحى من أجلها بالغالي والنفيس، ويجب على الدولة أن تهتم بهم الآن؛ لأنهم في ظل هذه التضحيات الكبيرة، والاستغناء عن المنزل والأرض والحضارة والثقافة لم يحصلوا على مستحقاتهم كاملة. § ويجب أيضًا أن يعلم الشارع المصري مدى التضحيات التي قدمها النوبيون من أجل مصر؟ - وهذا يحتم على الإعلام ضرورة الاهتمام بالنوبة وتوعية الشارع المصري بتضحيات النوبيين، وتعريفهم الهجرات الأربع التي بدأت سنة 1902 أثناء بناء سد أسوان، وفي تعليته مرتين إلى أن جاء عام 1964 في مرحلة بناء السد العالي. § ألم يحصلوا على البديل؟ - حتى البديل الذين حصلوا عليه لم يكن مؤهلاً للحياة، فأرض نصر النوبة لم تصلح للبناء أو للزراعة، وهناك وثائق تؤكد ذلك، وقد تأكدت وزارة الإسكان من هذا، ولهذا السبب لم تستطع مدينة نصر النوبة بناء مصنع واحد حتى الآن، مما جعل النوبيين يهاجرون إلى كافة المحافظات المصرية بحثًا عن العمل. § من اختار هذه الأرض للنوبيين؟ - الحكومة في ذلك الوقت منحت هذه الأرض للنوبيين. § دون دراسة؟ - هذا صحيح.. فلم تقم بعمل جسات للأرض لتعرف مدى صلاحياتها للحياة من عدمه، أو حتى لمعرفة أسباب المشكلات لإيجاد الحلول المناسبة لذلك، وقد استلم النوبيون مدينة نصر النوبة، والتي تبلغ مساحتها 50 كيلومترًا بهذه العيوب التي ظهرت عام 1968 ولم نجد لها أي حلول. § ظهرت العيوب سنة 1968، ونامت القضية طوال 40 سنة، لماذا استيقظ الملف النوبي الآن؟ - طوال أربعه عقود كان هناك شخصيات كافحت، وقاموا بمجهودات شاقة؛ من أجل توصيل المعلومة، وللأسف هذه المعلومة لم تصل على الإطلاق بالشكل الصحيح؛ وبالتالي لم يتم دراستها بالشكل السليم، من هنا تأخر الحديث عن الملف النوبي. § معنى هذا أن الوضع تغير الآن؟ - بالفعل.. فقد قمنا بعمل أضخم استبيانات على مستوي جميع الأسر النوبية داخل كل قرى مدينة نصر النوبة، وقمنا بعمل دراسات على المنطقة وعلى الأرض وطبيعتها، وبعد ذلك جلسنا مع كل المسئولين المعنيين بالملف، وكان هناك مساعدات كبيرة جدًّا من جانب المحافظ السابق سمير يوسف، والإنجازات ظهرت مع المحافظ الجديد، ومن هنا ظهرت لأول مرة قاعدة بيانات عن النوبيين وجميع مشاكلهم، وقد حصلت عليها المجالس القومية المتخصصة وجميع الهيئات المعنية، وعلى رأسها الإسكان والري والزراعة، كما أننا قمنا بتجميع كافة القرارات التي صدرت منذ عام 1902 لأول مرة وبشكل هيكلي وسليم. § ولكن الملف استمر قرابة أربعه عقود.. لماذا؟ - الدولة كانت لديها مشاكل كثيرة، وانشغلت بقضايا قومية طوال أربعين عامًا، فبعد التهجير 1964 حدثت نكسة 1967، ثم حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، وعملية السلام، والحرب على الإرهاب، ثم ثورة 25 يناير، فانشغلت الدولة بهذه القضايا، ونسيت مشكلة النوبة لأربعة عقود كاملة، ولا تزال تنساها. § وماذا عن المرحلة القادمة؟ - نحن لا نبني هذه المنازل حتى يسكن فيها النوبيون، بل نسعى في المرحلة المقبلة إلى بناء كيان متكامل لأهل النوبة، والمرحلة المقبلة ستعتمد على دعوة رجال الأعمال والمنظمات المدنية والحكومية لكي تساعد هذه المناطق لبناء كيان للحياة، فسيتم بناء 3 آلاف منزل في وادي كركر، وستقوم الدولة ببناء البنية الأساسية التحتيه، ولكن السؤال الأهم، كيف سيعيش أبناء النوبة، ويتشابه في ذلك مع بقية المناطق الستة، في العلاقي وأبو سنبل وتوشكى وقسطل وإدندان؟ جميعها في حاجة إلى كيان نوبي جديد، خاصة وأن التهجير تم في 1964، أي منذ أكثر من 45 سنه، فإذا كانت المنظمات التراثية تهتم بإنشاء متاحف للمحافظة على التراث مثل اليونسكو، فأين الإنسان الذي قام بهذه الحضارة وصنع التراث؟ فالإنسان النوبي بدأ في الاندثار، وهو الوحيد الحافظ لهذا التراث النوبي، وقد وصل عمرة إلى 70 و 80 سنة؛ لهذا نطالب منظمات المجتمع المدني والدولي أن يحافظوا على هذا التراث قبل أن يموت معهم؛ حتى يكون هناك تواصل للأجيال لنقل الحضارة النوبية من نصر النوبة إلى ضفاف البحيرة من جديد. § وهل تقومون بهذا الدور على أرض الواقع؟ - نحاول أن نقوم به.. فنادي النوبة العام؛ باعتبارة مجلسًا استشاريًّا أعلى، ويتحدث باسم كل رؤوساء الجمعيات النوبية على مستوي الجمهورية؛ نقوم بالتسجيل الصوتي والمرئي مع كل شيوخ النوبة العظام، وكل في تخصصه ومهنته وموهبته، سواء كان في الفن النوبي العريق، أو التاريخ، أو الصناعات والحرف النوبية، والألعاب النوبية التي يلعبها الأطفال، وحتي الأطعمة النوبية؛ فقد وجدنا سيدات نوبيات طاعنات السن يحدثننا عن الطعام النوبي، وهذا يعد توثيقًا للتراث أو التاريخ والحضارة النوبية. § وعلى ماذا سيعتمد الكيان النوبي الجديد؟ - على الإنسان النوبي بالطبع. § أقصد.. هل سيكون هناك مجتمعات صناعية وزراعية داخل مدن النوبة الجديدة؟ - بالطبع.. فهذا هو الكيان المؤهل لذلك، فالمدينة التي سيكون فيها عدد أكثر من المنازل سيكون فيها مصانع وقطع زراعية، بعكس قسطل وإدندان التي بها 134 منزلاً فقط، فمن الصعب أن يكون هناك كيان اقتصادي، وعلى الرغم من ذلك فالنوبيون يوافقون دون أي شرط علي الحياة فيها؛ لأن كيانهم مرتبط بالنيل. “,” “,”