فى يوم 3 يوليو من عام 1250، اعتقل المصريون ملك فرنسا، لويس التاسع، فى معركة فارسكور خلال الحملة الصليبية السابعة، وهى حملة صليبية قام بها الصليبيون فى عام 1249 ضد مصر بقيادة لويس التاسع، فى عهد السلطان الأيوبى الصالح نجم الدين أيوب، والذى توفى أثناء احتلال الصليبيين لثغر دمياط فى شمال مصر، وبدأت الحملة باستيلاء الصليبيين على مدينة دمياط ثم حاولوا الزحف نحو القاهرة، إلا أن قوات المماليك استطاعت إلحاق الهزيمة بهم عند مدينة المنصورة، ثم فارسكور، وآلت الحملة إلى الفشل وتم أسر الملك لويس التاسع وانتهت برحيل الصليبيين عن مصر. وجاءت أسباب الحملة والتجهيز لها بعد هزيمة الصليبيين عند غزة فى معركة هربيا، وسقوط بيت المقدس والذى أحدث صدى كبيرا فى أوروبا التى أحس ملوكها بأن ممالكهم فى الشام قد أوشكت على السقوط بالكامل، فراح الأوروبيون يجهزون لحملة كبيرة للاستيلاء على مصر، حيث إنهم أدركوا، بعد هزيمة حملتهم الخامسة على مصر، ثم هزيمتهم فى معركة هربيا عند غزة، وضياع بيت المقدس منهم، أن مصر بإمكانياتها البشرية والاقتصادية هى ترسانة العالم الإسلامى وقلعة التصدى لطموحاتهم فى الاستيلاء على بيت المقدس والشرق. جهز الصليبيون حملتهم خلال 3 سنوات، وفى أغسطس 1248م أبحر لويس التاسع وزوجته وأخويه بالأسطول الصليبى الضخم، والذى تكون من نحو 1800 سفينة محملة بنحو 80 ألف مقاتل بسلاحهم وخيولهم، وتوقفت الحملة فى قبرص أدى إلى تسرب أنبائها، مما منح السلطان أيوب فرصة للاستعداد وإقامة التحصينات فأنهى السلطان الصالح أيوب حصاره لحمص وعاد من الشام إلى مصر على محفة بسبب مرضه الشديد، ونزل عند قرية أشموم طناح، على البر الشرقى من الفرع الرئيسى للنيل وأصدر أوامره بالاستعداد وشحن دمياط بالأسلحة والأقوات والأجناد، وتجهيز الأسطول. ثم أبحرت السفن إلى مصر ثم وصلت السفن إلى دمياط، وأرسل لويس رسالة إلى السلطان الصالح أيوب يطالبه فيها بالاستسلام فرد عليه الصالح برسالة يحذره فيها من مغبة مهاجمته لمصر وينبئه بأن بغيه سيصرعه. وفى فجر السبت 5 يونيو 1249 نزل جنود وفرسان الحملة على بر دمياط، وكانت القوات الصليبية تضم نحو 50.000 مقاتل، فنشب قتال شديد بين المسلمين والصليبيين انتهى بتراجع المسلمين، وفى المساء بعد أن ظن أتابك الجيش فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ أن الصالح أيوب قد توفى، انسحب من دمياط فدخلها الصليبيون بسهولة بدون مقاومة واستولوا عليها. بعد الاستيلاء على دمياط هرولت عامة الناس إلى المنصورة للجهاد، وأرسلت الشوانى بالمحاربين والسلاح إلى جبهة القتال، وقامت حرب عصابات ضد الجيش الصليبى وبعد نحو 6 أشهر من احتلال دمياط، خرج الصليبيون من دمياط للمنصورة، وفى تلك الأثناء توفى السلطان الصالح أيوب فى 23 نوفمبر 1249، فتشجع الصليبيون بالهجوم وقاموا بمعسكر فى «جديلة»، وبعد أن احتل الصليبيون معسكر جديلة، وقامت القوات المصرية باستدراج القوات الصليبية ومحاصرتها فى كمين محكم داخل المنصورة بعد أن ظن فرسانها أنها خاوية من الجنود والسكان، فخرج عليهم المماليك البحرية والجمدارية بالسيوف من كل جانب، وقد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس فقتل عدد كبير من القوات الصليبية المهاجمة، واستمر هجوم المسلمين على الصليبيين طوال اليوم، وانتصر المصريون وقبضوا على عدد كبير من الحملة وتم القبض على لويس التاسع وأسره بدار ابن لقمان فى مدينة المنصورة.