حائط الصواريخ، هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية في إطار توفير الدفاع الجوي عن التجميع الرئيسي للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن «15» كم شرق القناة. هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها، تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها، وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولي لإسرائيل المتمثل في قواتها الجوية، لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوي بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية، في ظل توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح في معظم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوي بدراسة بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين: الخيار الأول: القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات. والخيار الثاني: الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها «أسلوب الزحف البطيء»، وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له، وهكذا، وهو ما استقر الرأي عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة، وتم احتلالها دون رد فعل من العدو وتم التخطيط لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوي.