قال ديفيد مالباس، رئيس مجموعة البنك الدولي: إن أولويته هي مساعدة البلدان لتحقيق نتائج تنمية جيدة، ففي رحلته الأولى في أفريقيا جنوب الصحراء ومصر، استمعتُ إلى التحديات المُحددة التي يواجهها كل بلد، واطلعت على المحاور التي ستساعدهم على تحقيق نواتج جيدة السلام والاستقرار، والريادة القطرية، والترابط، والمرونة، ومناخ سليم لأنشطة الأعمال، وإدارة متينة للديون. وأضاف مالباس، في مقال نشره موقع البنك الدولي اليوم الخميس: في مدغشقر وجدت أن 78% من السكان يعيشون في فقر مدقع على الرغم من وفرة مواردها، في عام 2018، شهد هذا البلد أول انتقال دستوري وسلمي للسلطة منذ الاستقلال في 1960. وأدى هذا إلى إعلان الرئيس راجولينا "خطة النهوض" التي تتركز على تحقيق تحسينات في ربط الطرق، والطاقة، والحصول على المياه (الذي يعوقه في الوقت الحالي سوء تشغيل الشركة المملوكة للدولة وضعف وضعها المالي)، وكذلك تحسين الخدمات الاجتماعية. ومن المتوقع أن تساعد هذه الخطة على إطلاق العنان لإمكانيات مدغشقر الزراعية، ومع افتراض نجاح الحكومة في توفير بيئة مواتية لأنشطة الأعمال، أن تساند الأنشطة الاقتصادية الجديدة التي تهدف إلى تحسين مستويات المعيشة لجميع مواطني مدغشقر. وقال: في أثيوبيا، أكبر متلق لمساعدات المؤسسة الدولية للتنمية في أفريقيا الآن، فقد لعب رئيس الوزراء أبي أحمد دورًا رئيسيًا في تحقيق استقرار البلاد وبناء السلام مع إريتريا، وحينما ألتقينا في أديس أبابا الشهر الماضي، ناقشنا رؤيته لإثيوبيا، ولقد أطلق برنامجًا إصلاحيًا طموحًا في قطاعات استراتيجية تهيمن عليها الدولة، منها الاتصالات السلكية واللاسلكية والطاقة والقطاع المالي والشحن واللوجستيات، وسيكون المضي قدمًا في تنفيذ هذه الإصلاحات المهمة، إلى جانب إنهاء نظام الصرف الأجنبي ذي المستويين عاملًا حيويًا لتحقيق نمو البلاد، وفتْح الباب أمام مزيد من استثمارات القطاع الخاص، وتحسين الخدمات، واستدامة المالية العامة. وقال رئيس البنك الدويل: ولمساندة هذه الإصلاحات المهمة، ساعدت مجموعة البنك الدولي الحكومة الإثيوبية على إنشاء أكبر برنامج في أفريقيا لشبكات الأمان بالمناطق الحضرية، ويُقدم هذا البرنامج منحا نقدية إلى أشد السكان ضعفًا وحرمانًا، ويعمل على بناء قدرات قادة المجتمع المحلي، ويتيح فرصا من خلال تقديم المال مقابل العمل، مثل حماية الغابات من آثار التعرية على جانب جبل إنتوتو، ويساعد في الوقت ذاته الناس على التدرُب على وظائف جديدة. وقال: سافرتُ إلى موزامبيق حيث شهدت أهمية مرافق البنية التحتية القادرة على مجابهة تقلبات ظروف المناخ، وتنسيق جهود المانحين، والدور الرائد للبلد المعني في الاستجابة للأزمات، لقد تضرر هذا البلد بشدة من جراء الإعصارين إيداي وكينيث، وأطلعني الرئيس نيوسي على الآثار الكارثية التي تأثر بها ملايين من الناس. التقيت مع ممثلي البلدان المانحة وزرتُ البيرة ثاني أكبر ميناء في موزامبيق الذي تعرَّض لأضرار مباشرة من جراء الإعصار إيداي، وبالتعاون مع المعهد الوطني لإدارة الكوارث الطبيعية، وبالدعم المقدم من أكثر من 14 بلدًا، قادت الحكومة استجابة واسعة للأزمة شارك فيها ألف من عمال الإغاثة من 188 منظمة. وأشار إلى أن البنك قام بتنسيق جهوده بشكل وثيق مع الحكومة ووكالات الأممالمتحدة والمانحين لتوفير استجابة متوائمة، وفي خلال شهر من اجتياح الإعصار إيداي للبلاد، تلقى أكثر من مليون شخص مساعدات غذائية، وحصل نحو 907 آلاف شخص على الماء النظيف، وتم تحصين 745 ألف شخص للوقاية من الكوليرا، وعاد الميناء أيضا للعمل مع تطهير المدينة من مخلفات الإعصار. وأشار إلى أنه أعلن عن تقديم 700 مليون دولار دعما لموزامبيق، بالإضافة إلى ملاوي وزيمبابوي، وستحصل موزامبيق على 350 مليون دولار تمويلا من نافذة التصدي للأزمات في المؤسسة الدولية للتنمية لإعادة إنشاء إمدادات المياه، وإعادة بناء مرافق البنية التحتية العامة والمحاصيل المتضررة، ومساندة جهود الوقاية من الأمراض، والأمن الغذائي، والحماية الاجتماعية، وأنظمة الإنذار المبكر في المجتمعات المحلية المتضررة.