على خلاف باقى الأطفال فى مثل سنه، تغاضى مؤقتًا عن فرحة وبهجة العيد من أجل «لقمة العيش»، قادمًا من جنوب الصعيد سعيًا وراء الرزق، بكلمات أكبر من سنه، فالإجازة الصيفية بالنسبة له لا تعنى سوى العمل، من أجل ادخار نقود قليلة يساعد بها أسرته فى مصاريف العام الدراسي. وهو ما اعتاد عليه «مصطفى» 12 عاما، فبعد أن أنهى فترة الامتحانات الدراسية، قرر أن يأتى مع شقيقه الأكبر للقاهرة للعمل داخل «قهوة» بمنطقة وسط البلد، 3 أسابيع تعلم فيها «الصنعة» جيدًا؛ حتى أطلق عليه الزبائن لقب «أصغر قهوجي»، ورغم احتفالات عيد الفطر المبارك، رفض العودة لبلدته بصعيد مصر، لأنه يرى أن العمل فى شهر رمضان المبارك لم يكن على ما يرام، بسبب قله عدد الزبائن، فقرر أن ينتظر حتى ينتهى أسبوع العيد، كى يأخذ «العيدية» من الزبائن، ويحصل على إجازة خاطفة من عمله. يقول مصطفى: «العيد بالنسبة لى شغل، وأنا نازل الشغل فى القهوة عشان ألم عيديتى من الزبائن، وطوال شهر رمضان المبارك كنت بشتغل بالليل بس، عشان الناس صايمة». وأضاف: «لازم أشتغل فى الوقت ده بالذات، عشان المصاريف غالية، وأشتريت لبس العيد من عرق جبيني، وبعد انتهاء العيد هسافر بلدى عشان أعيد مع أهلى واخواتي، وما بتعبش من الشغل أبدًا، لأنى متعود عليه فى الصعيد، والصعايدة رجالة وبيحبوا الشغل، واللى بيتعب فى الشغل ربنا بيكرمه والشغل أحسن من النوم فى البيت».