تتسابق الأسر لشراء الملابس مع اقتراب عيد الفطر، تشهد جميع محلات الملابس الجاهزة بمختلف المناطق فى هذه الأيام إقبالًا كثيفًا من المواطنين لشراء ملابس العيد. فعلى بعد أمتار قليلة من كورنيش النيل تقع سوق وكالة البلح الذى يعد أشهر سوق للملابس الجاهزة المستعملة، وفى ظل سعى المواطن البسيط للبحث عن المكان المناسب لشراء ملابس العيد بسعر مخفض، غالبًا ما تأخذه غايته لمنطقة وكالة البلح، قبلة الملابس الجديدة والمستعملة «البالة»، منتجات محلية ومستوردة، ماركات وغيره. الزبائن يبحثون عن ملابس جيدة بأسعار زهيدة يتراص الباعة ويفترشون بضائعهم فى الشوارع والطرق، ثم ينادون «تعالى يا بيه.. اتفضلى يا مدام.. ببلاش ولا تمن القماش.. بضاعة وبنصفيها يا نولع فيها.. التاجر محبوس وعايز فلوس.. بهذه العبارات يبدأون الترويج لجذب الزبائن، فى محاولة منهم للحفاظ على ما تبقى من زبائنهم بشتى الطرق. فى البداية، قال عادل أحمد أحد تجار وكالة البلح، زبائن الوكالة ليسوا فقط من محدودى الدخل، فهناك زبائن من الطبقة العليا يقصدون الوكالة بحثًا عن ماركات أجنبية بأسعار معقولة. مضيفًا أن الأسعار هنا مش موجودة فى مكان تانى، والملابس هنا ممتازة وحالتها كويسة جدًا، والأسعار تناسب جميع الطبقات وبنكسب قليل عشان نبيع كتير لكن المبيعات بتعوضنا. مؤكدًا أن، جميع الطبقات الاجتماعية تأتى لوكالة البلح لشراء مستلزماتها من الملابس المستعملة، مشيرا إلى أن ليست كل الملابس مستعملة، فهناك ملابس جديدة، وبورقتها، على حسب قوله. ويتفق معه أشرف على، صاحب أحد المحلات بوكالة البلح، قائلًا: معظم زباين الوكالة من الطبقة العليا، وبيشتروا بأسعار عالية مش رخيصة، مؤكدًا أن الزبون هو عارف بيشترى أى لأنه بيروح «البراندات العالمية» وبيشوف الأسعار عاملة إزاى فبيجى الوكالة وبيلاقى الحاجات اللى شافها هناك وبيشتريها من الوكالة بربع التمن على حسب تعبيره. مضيفًا «الزبون النضيف بيجى أول الموسم وبيشترى الحاجات النضيفة، وهناك زباين تأتى إلينا مخصوص من التجمع الخامس، القاهرة الجديدة، مدينة نصر لشراء ملابس البالة. وبيجيلى زباين كتير بتشترى منى جملة وبتبيع فى مناطق راقية جدًا، وبيجى كمان عندنا لاعبين كرة وممثلين وفنانين وناس تقيلة فى البلد بسبب جودة الشغل، مؤكدًا أن الوكالة لها شهرة فى كل المناطق». فيما يقول عبدالرحمن أحمد، صاحب أحد المحلات بوكالة البلح: يتردد الكل على وكالة البلح لشراء مستلزماته من الملابس بأسعار تناسب الجميع، وفيه ناس كتيرة واخدة فكرة غلط عن الوكالة، وهى أن هذه الملابس لا تصلح للاستخدام الآدمى لكن ده غلط عشان الملابس اللى هنا 80٪ منها جديدة أو مستعملة استعمال خفيف جدًا، ولا نقوم برفع الأسعار على الزبون فنحن نخدم طبقة اجتماعية كبيرة يأتى إلينا المواطنون من كل مكان نظرًا لانخفاض الأسعار وجودة الملابس. وأكد أن زبائنه ليسوا من القاهرة فقط، بل أيضًا من الدلتا وصعيد مصر، فالزبائن تأتى إلى وكالة البلح من كل مكان نظرًا لانخفاض الأسعار وجودة السلع. وتضيف «فريدة»، أحد الزبائن، الوكالة هى المكان المناسب للجميع حيث الجأ لشراء الملابس منها بسبب ظروفى التى لا تسمح بشراء الملابس من المحلات الكبيرة خصوصًا أن الأسعار هنا رخيصة، وفى متناول الجميع، والناس كلها بتيجى وكالة البلح عشان هى أرخص وأفضل من المحلات التجارية. وأضافت عندى ثلاثة أولاد ولو ذهبت لمكان آخر غير الوكالة مش هعرف اشترى ليهم حاجة، لكن هنا أستطيع أن أشترى لهم كل ما يلزمهم من ملابس العيد وغيره، خاصة أن الأسعار نار فى جميع المحلات الكبيرة. فيما يقول «سيد»، 50 عامًا، الأسعار هنا كويسة جدًا وفى بواقى تصدير كتير، وعيوب تصنيع خفيفة، وأسعار لبس الأطفال بره فى وسط البلد والمولات نار، والعيل ما بيفرقش معاه موضة ولا مش موضة، موضحًا أن، كبير السن اللى زى حالاتى مش شاب يعنى مش هتفرق معاه الموضة، أهم حاجة السعر يكون رخيص والملابس تكون جودتها كويسة. مؤكدًا أن الباعة فى الوكالة دول ناس غلابة زينا بيراعوا الغلبان ومتوسط الحال، علشان كده تلاقى دايمًا ملابس «تشرفك» وعلى قد جيبك وكمان حالتها نضيفة وممتازة. بائعون أطفالًا: نعمل لتوفير الكسوة والمصاريف قبيل عيد الفطر المبارك، وبعد انتهاء الامتحانات، يأتى الأطفال من جنوب الصعيد يبحثون عن رزقهم، ويقومون بالعمل محلات وشوارع وكالة البلح للإنفاق على أسرهم وشراء كسوة العيد. يقول عبدالرحمن، طالب بالصف السادس الابتدائى من محافظة المنيا، بعد ما خلصت امتحانات نزلت اشتغل مع أخويا الكبير عشان أجيب كسوة العيد وأجيب اللى نفسى واعتمد على نفسى، مؤكدًا أنه مش بتعب من الشغل خالص لأنى متعود عليه، وأضاف أخويا الكبير بيدينى «مصروف» كويس جدًا وبحوش منه كتير عشان أصرف منه على نفسى لما أرجع للدراسة. كما يقول «محمد»، 11 سنوات، شغال هنا فى الوكالة، وما بعرفش اقعد فى البيت واتعودت على كده من زمان، مضيفًا أن ده عيد وإحنا نازلين نسترزق فيه والكل بيتراضى، موضحًا أن الشغل فى الوكالة سهل علينا عشان متعودين عليه ومع اقتراب العيد الناس بيكون الشغل ضعفين عشان كل الطبقات بتنزل تشترى كسوة العيد.