في آواخر شهر رمضان تستعد البيوت المصرية لاستقبال العيد بالإعداد للبسكويت والكعك والبيتي فور، حيث تعد فرحة كبيرة بين الأسر المصرية، فتبدأ المجمعات الاستهلاكية والمحلات التجارية ومحال الحلويات في عرض تشكيلات كبيرة ومختلفة من مخبوزات العيد بأسعار متفاوتة تناسب كل فئات من الجمهور. وترجع فكرة صناعة الكعك في قوالب منقوشة بمختلف الأشكال في الدولة الطولونية، حيث وجد علماء الآثار الكثير من العلامات والصور منقوشة على جدران المعابد بالأماكن الأثرية القديمة، ومن هنا اعتقد المصريين أن الكعك "الكحك" له هدف سامي وكبير خاصة في الدين وهناك بعض الحلوى كان ينقش عليه رمز الإله رع وعبارة كل واشكر. كثير من العصور اهتمت بصناعة الكعك في الأعياد خاصة عيد الفطر المبارك نظرا لخروج المسلمين من شهر الصيام، ففي العصر الفاطمي اهتم أبو بمر المادرالي بصناعته وكان يحشوه ذهبا، ويخصص الخليفة الفاطمي 20 ألف دينار لصناعته وتبدأ صناعته بداية شهر رجب، تطورت فكرة صناعة الكعك من جيل إلى جيل وباتت عادة عند المصريين لا يمكن التنازل عنها وهي سر سعادة البيت في الأعياد والمناسبات. كما نجد أمام الأفران هذه الأيام طوابير أطفال وكبار يحملون الصاجات والصواني المليئة بالكعك، ويملأ وجوههم الفرحة والبهجة والسرور لديهم، كما تهادي بعض الأسر بعضهم الحلويات المختلفة وهو شيء أساسي في مهاداة العرائس. بالرغم من ارتفاع الأسعار الذي لحق المواد الغذائية والخامات مثل الدقيق والتكوينات التي تدخل في صناعة الكعك وظروف المعيشة إلا أنها عادة لا يمكن الاستغناء عنها، ويحرص المصريون خاصة البيوت الريفية على شراء المستلزمات وصناعته في المنزل ليلا بعد الإفطار في الأيام الأخيرة من رمضان، فتتجمع ربات البيوت لعمل كميات كبيرة من الكعك والبسكويت ويعملون على صناعة خبز جيد وشكله مبهر وجذاب. وفي هذا السياق قال حسن على موسى، عضو شعبة الحلويات بغرفة القاهرة التجارية، عيد الفطر من أكثر الأعياد احتفالا بالكعك والبسكويت والحلويات الشرقية والغربية وخاصة الكعك المحشو بالملبن والعجوة والمكسرات بأنواعها، مؤكدا أن هناك الكثير من المستلزمات ارتفعت سعرها في الفترة الأخيرة خاصة الدقيق لأنه أساس صناعة الكعك في الأصل ولا يمكن الاستغناء عنه. وتابع: "نعمل دائما على خفض الأسعار نظرا للظروف الذي يمرون بها المواطنين ولمساندتهم من خلال التنازل عن هامش الربح تلاشي زيادة الأسعار، خفض الأسعار بالمستلزمات تدفع عجلة الاستثمار والمبيعات التي تقييد التاجر والمستهلك ويعود التقييد بالخسارة على الدولة ليس على التاجر فقط". وأضاف: "تعرض محلات الحلويات المتخصصة وكذلك المجمعات الاستهلاكية الحلويات قبل العيد بفترة كافية كي يتمكن المواطنين شراء مستلزماتهم، حيث وصل سعر الكيلو الدقيق الأبيض 9 جنيهات، بينما سعر الملبن وصل ما يقرب من 100 جنيه وكذلك البيتي فور الجاهز السادة وصل إلى 110 جنيهات للكيلو الواحد، والبيتي فور بالمكسرات وصل لسعر 150 جنيها للكيلو، أما الفستق وعين الجمل وصلت أسعارهم لما يقارب 150 جنيها تقريبا". وأشار إلى أن أسعار البسكويت متفاوتة في بعض الأماكن ويبدأ سعره من 60 وصولا إلى 90 جنيها للكيلو، ويبدأ سعر البسبوسة من 30 جنيها إلى 55 جنيها، وصوابع زينب من 35 إلى 45 جنيها للكيلو، وبلح الشام من 45 إلى 50 جنيها للكيلو، بقلاوة من 120 إلى 130 جنيها، كيلو بلح الشام من 45 إلى 50 جنيها، وتابع كما يوجد تلك المعروضات بالمجمعات الاستهلاكية والتي تتفاوت أسعارهم ويكون هناك حلويات أقل في السعر، حيث يبلغ سعر الكعك والبيتي فور والغريبة والبسكويت بداية من 50 جنيها وصولا إلى ما يقرب من 150 جنيها، وهناك الكثير من العلب المشكلة التي تضم الكثير من الأنواع من الغريبة والبيتي فور والبسكويت والكعك وزن 2 كيلو بسعر 140 جنيها. واتفق معه رأفت رزيقة رئيس شعبة السكر والحلويات بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، مؤكدا أن ارتفاع الأسعار بات أمرا طبيعيا بالنسبة للكثير من السلع ولكننا نعمل على تخفيض ما يمكن تخفيضه لتخفيف العبء على المواطن البسيط، ارتفاع الماضي كان كبيرا جدا لكن هذا العام يقابله انخفاضا بعض الشيء خاصة في أسعار السكر والتي شهدت استقرارا في الآونة الأخيرة على مدار العام. وتابع: "الارتفاع الملحوظ في الأسعار يعود أولا لأسعار الدقيق لأنه المنتج الأساسي ويستخرج من القمح، فضلا عن أسعار الطاقة المستهلكة وأجور الصنايعية بمصانع الحلويات"، مشيرا إلى أن سعر كيلو السكر تراوح بداية من 8 جنيهات وصولا إلى 12 جنيها بأنواعه خلاف الأسعار المرتفعة والمتداولة ببعض المحلات. وأوضح أن هناك الكثير من المحلات غير المشهورة تعرض أسعارا للكعك متوسطة في متناول الجميع، مؤكدا هناك أماكن كثيرة نفقد الثقة بها وتستخدم مستلزمات الكعك أقل جودة أحيانا، ولكن الإقبال هذا العام يشهد ركود عن الأعوام الماضية بالرغم من قلة الأيام الباقية على عيد الفطر المبارك، فالكثير من ربات البيوت يلجأون لعمل الكعك بالبيوت مع ارتفاع أسعار المستلزمات بداية من الدقيق والسكر والسمن والحشو بأنواعه ويظل عمل المنزل أرخص وأعلى جودة.