الغورية شارع عريق يقع في منطقة الجمالية في القاهرة، أسسه السلطان قنصوة الغوري آخر سلاطين المماليك الشراكسة الذي انتهى حكمه عام 1517م، بعد دخول العثمانيين مصر، ويحد الغورية شارع الجمالية الذي يحتضن في طرفه الجامع الأزهر، ويفصله عن ضريح مسجد الحسين والسوق ومنطقة خان الخليلي وكان يسمى قديما حي (الشرابشيين) وكانت به دكاكين لصناعة وخياطة الملابس السلطانية. تضم الغورية كذلك مجمعا ضخما للآثار الإسلامية من العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي، ففيه باب الفتوح وجامع الأقمر وتكية السلحدار والمدرسة الكاملية وسبيل ومدرسة الغوري، وقد اشتهرت الغورية بنظام الوكالات في البيع والشراء منذ إنشائها وفيها كتب الأديب الراحل نجيب محفوظ ثلاثيته الشهيرة: " قصر الشوق، السكرية، بين القصرين". فيها العديد من الوكالات التجارية التي أصبحت الآن مباني آثريه فقط، هذا ومن أهم الوكالات في المنطقة هي وكالة الغوري والتي لا تزال تحتفظ بطابعها المعماري الأصلي وهي عبارة عن صحن كبير وحوله محلات متراصة في أربعة طوابق كانت مخصصة لاستقبال التجار ببضائعهم، وكان بها مكان للدواب ومخازن للمحاصيل وأماكن لمبيت التجار الوافدين، غير أنها تتبع الآن وزارة الثقافة باعتبارها أثرًا ومركزًا للفنون. وأما السلطان أبو النصر قنصوة الغوري الشركسي، فهو أخر سلاطين دولة المماليك (1250-1517م) وكان الغوري يحب الطرب والشعر بالإضافة إلى اهتمامه الشديد بالتواريخ والسير والقراءة وكان مولعا بجمع التحف الثمينة، حتى انه جلب التحف التي كانت مودعه في خزائن الحجاز من موروث الإسلام الأول ومنها مقتنيات الرسول الكريم والصحابة، التي صادرها بعدئذ الأتراك العثمانيون والتي تقبع اليوم في متحف طوب قابي في إسطنبول أو حتى نسخة المصحف الملطخة بدماء الخليفة عثمان بن عفان والتي كان يقرأها عندما اغتيل، والتي تقبع اليوم في إحدى متاحف آسيا الوسطى. وقانصوه الغوري هو صاحب مدرسة ومسجد الغوري عند تقاطع الشارع مع شارع الأزهر، ويذكر التاريخ أن فترة حكم الغوري من (1501 1516) كانت واحدة من أهم الفترات الحاسمة في تاريخ القاهرة، وقد كان من الممكن أن يكون الغوري أحد حكام مصر العظام، لكن لسوء حظه ترسبت في تلك الفترة كل مساوئ العصر المملوكي المتداعي.