الغورية هى قلب القاهرة الفاطمية فحي الغورية شارع عريق يقع فى منطقة الجمالية فى القاهرة الإسلامية، أسسه السلطان قنصوه الغوري منذ حوالي 500 عام، ويحده شارع الجمالية الذي يحتضن فى طرفه الجامع الأزهر ويفصله عن ضريح مسجد الحسين والسوق ومنطقة خان الخليلي. وكانت به دكاكين لصناعة وخياطة الملابس السلطانية. تضم الغورية كذلك مجمعًا ضخمًا للآثار الإسلامية من العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي، ففيه باب الفتوح وجامع الأقمر وتكية السلحدار والمدرسة الكاملية، وقد اشتهرت الغورية بنظام الوكالات فى البيع والشراء منذ إنشائها وفيها كتب الأديب الراحل نجيب محفوظ ثلاثيته الشهيرة: "قصر الشوق، السكرية، بين القصرين". كذلك فيها العديد من الوكالات التجارية التى أصبحت الآن مباني أثرية فقط وطبعًا من أهم الوكالات فى المنطقة هى وكالة الغورى. أنشئ حي الغورية فى عهد السلطان أبو النصر قنصوه الغورى الشركسى أخر سلاطين دولة المماليك (1250-1517م)، وكان الغورى يحب الشعر ويسمعه بالإضافة إلى ما يستسيغه من التواريخ والسير والقراءة، وكان مولعًا بجمع التحف الثمينة وأضطره ولعه إلى جلب التحف التى كانت مودعه فى خزائن الحجاز من موروث الإسلام الأول، ومنها مقتنيات الرسول الكريم والصحابة، التى صادرها بعد ذلك الأتراك العثمانيون وتقبع اليوم فى متحف طوب قابى فى اسطنبول أو حتى نسخة المصحف الملطخة بدماء الخليفة عثمان بن عفان والتي كان يقرأها عندما اغتيل وتقبع اليوم فى إحدى متاحف آسيا الوسطى. تقع مجموعة السلطان قنصوه الغورى الفريدة من المبانى الأثرية على ناصية شارع المعز التاريخي الذى يعتبر أطول شوارع العالم الأثرية عند تقاطعه مع شارع الغورية. وتعد المجموعة الواقعة فى الشارع عددًا من المواقع الأثرية تتكون من قبة ووكالة وحمام ومنزل ومقعد وسبيل.