سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدكتورة هبة عوف في حوارها ل"البوابة نيوز": الزوجة غير مأمورة بأعمال المنزل.. الجهل بأصول الحياة الزوجية زاد من معدلات الطلاق.. وشياطين الإنس والشهوات سبب ارتكاب المعاصي في رمضان
تحاصر الأسرة المصرية العديد من الأمور الحياتية، وفي شهر رمضان تنتشر بعض العادات الخاطئة عن الحكمة من الصوم، فالبعض يزيد من البذخ في الموائد، وآخر تكسر الديون كاهله، وهناك مشاكل زوجية تصل إلى الطلاق؛ بسبب إعداد الموائد أو الإنفاق، وأكدت الدكتورة هبة عوف أستاذ التفسير بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر في حوارها مع "البوابة نيوز" أن هناك مباحا وغير مباح في الشهر الفضيل، خاصة فيما يخص الأسرة وموائد الرحمن. وإلى نص الحوار.. - رغم أن في رمضان الشياطين مسلسلة لماذا ترتكب المعاصي؟ المعاصي التي يرتكبها الإنسان قد يكون سببها الشيطان وقد تكون من ضغط الدنيا علينا بشهواتها ورغباتها وقد تكون من النفس الأمارة بالسوء التي بين جنبيك وليست من الشيطان وحده، وأيضا هناك شياطين الإنس وهذا ما جاء فى قول الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا)، فالله هنا ذكر نوعين من الشياطيين الجن، والآخر من بنى البشر، وهذا الأخطر لأن الجن ما عليه إلا أن يوسوس لك دون سطوة منه عليك. - ما جزاء المجاهرين بالإفطار في نهار رمضان؟ وما رأيك فى فرض عقوبة عليهم؟ من أفطر يوما حتى ولو سرا وقع في معصية كبيرة، فإذا انضم إلى فطره مجاهرته في ذلك فقد ازداد عصيانا وإثما، حيث أنه أظهر المعصية وتلبس بأفعال أهل المجون، وحسابه يكون على الله تعالى، أما فيما يتعلق بتطبيق قانون عليهم وعقوبة، فهذا أمر يختص به ولي الأمر، وإنى أرى أن الأمر صعب فى تحديد عذره من الإفطار. - ما تعليقك على البذخ والإسراف فى الموائد الرمضانية؟ أتعجب كثيرا من الأرقام الفلكية التي تصرف على موائد السحور والإفطار، كل عام، والإسلام أمرنا ألا نكون بخلاء أو مسرفين، وحدد الإنفاق أن يكون وسطا، ومن يفعل غير ذلك، فإنه يرتكب أمرا غير شرعي، وجاء هذا فى قول الله: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)، وشهر رمضان يعتبر مدرسة للطاعات والتسارع إلى فعل الخيرات، فبدلًا من الإسراف في الموائد يمكن أن نكثر من إطعام الفقراء والمساكين، ونحول ما نتناوله إسرافا وبذخا إلى أجر وثواب عظيم، والله سبحانه وتعالى سيسألنا عن أموالنا، وهذا ما جاء فى حديث النبى محمد صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه". - دائما تحدث مشاكل زوجية فى رمضان بسبب تجهيز الموائد والأعمال المنزلية.. ما حكم الدين فى ذلك؟ الزوجات هن من يقمن بالعمل الشاق فى المطبخ والبيت، ويفعلن ذلك من باب الفضل منهن، فلم يأمرهن الدين، وليس واجب عليهن، بل أوجب على الزوج أن يوفر للزوجة من يخدمها ويقوم على خدمة البيت، لكن نتيجة الظروف الصعبة، عليها أن تكون عون لزوجها وتساعده، وأيضا وجب على الرجل أن يشكرها على ما تقوم به، أسوة بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم، الذى كان يشكر زوجاته ويساعدهن فى أعمال المنزل من خياطة ثوبه، وخصف نعله، وحلب شاته، أما الآن تجد الرجال يتعصبون على زوجاتهم فى حال تقصيرهن فى أمر ما، رغم أن الواجب عليه هو مساعدته. - ما جزاء من تخدم زوجها دون أمر من الله؟ كل ما تقوم به من أعمال منزلية ونيتها لله، فإن الله سيعطيها جزاء كبيرا، وفى حال أن زوجها يعنفها أو يغضبها فإن جزائه لعنة الملائكة، وهذا من الظلم، ومخالف لوصية رسول الله: "رفقا بالقوارير"، فالنبي قال: "خيركم خير كم لأهله"، وهنا ذكر الزوجة قبل الأم، لأنها ليس لها غير زوجة الذي أخذها بأمانة الله تعالى، وعليه أن يحافظ عليها ويصونها. - البعض يرى أن بعض الفتاوى الزوجية سببا فى زيادة معدلات الطلاق.. ما تعليقك ؟ المجتمع جاهل بأصول الحياة الزوجية، فكل طرف من الزوجين يعتقد أن الحياة الزوجية أخذ فقط، أو أن الأمر عطاء فقط وهذا أمر خطأ والطرف الآخر يتعود على هذا، فبعض الأسر تقول لبناتها: "كل شيء لزوجك"، بل يجب التوعية بأن الأمر مشاركة فى كل شيء، والدين والشرع وسنة النبي كل طرف منهم ما له وما عليه، منها طاعة المرأة لزوجها وواجبات الزوج تجاه زوجته من مأكل وملبس ورعاية ونفقة. - معظم قضايا الطلاق تنحصر فى المشاكل المالية.. ما قولك في ذلك؟ لو الزوجة تعمل فمن حقها الحصول على راتبها وإجبارها على الإنفاق على المنزل، مخالف لشرع الله، لأن الله أمر الرجال بالإنفاق وهذا ما جاء فى قول الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)، الآية هنا واضحة بأن الرجال ينفقوا، وأما إذا فعلت الزوجة وساعدت زوجة فى أمور المعيشة الصعبة فهذا فضل منها تؤجر عليه من عند الله سبحانه وتعالى، فالزوج لو عرف هذه الأمر لن يطلب منها هذا، وسيعاملها بمودة ورحمة ويشكر زوجته.