زوروها زوروها.. أنصار مرشحي الدائرة الثانية يحتجون على نتائج الحصر العددي بقنا    "الصحة" تنظم جلسة لمناقشة تطبيق التحول الأخضر في المستشفيات وإدارة المخلفات الطبية    عمرو طلعت: الذكاء الاصطناعي ليس منافسًا للإنسان بل أداة لتعزيز الكفاءة الإنتاجية    وزير المالية: مصر أمام فرصة استثنائية حقيقة لتكون مركزا رئيسيا للتصنيع والتصدير.. ويجب ألا نضيعها    منتخب إيطاليا يفوز على مولدوفا بثنائية نظيفة في تصفيات كأس العالم    موجة أمطار رعدية تضرب مدينة الإسكندرية.. وتحذيرات عاجلة للمواطنين    بالصور.. انتشال جثتي شقيقتين من أسفل أنقاض عقار قنا المنهار    الفيلم التركي كما نتنفس يعرض صورة مغايرة للحياة التركية في عرضه الأول بمهرجان القاهرة السينمائي    نانسى عجرم : كنت زمان حاطه ضغط على نفسى بس دلوقتى وصلت لمرحلة لازم أقدّر حالى وأحتفل بنجاحي    ابرز ادعية النجاح في المطر والدعاء التوفيق    دعاء يوم الجمعة لصديقتي.. مودّة باقية ودعاء لا ينقطع    وزير الصحة: نمتلك أكثر من 5400 وحدة صحية تعكس توسيع التغطية الصحية الشاملة للدولة    ماذا فعل رؤساء أمريكا بالشرق الأوسط؟! |مصر دائمًا لاعب محورى فى المعادلة الأمريكية كقوة إقليمية لمواجهة التحديات وتحقيق الاستقرار فى المنطقة    جيش الاحتلال يزعم: هناك محاولات من حزب الله لتهريب أسلحة    بى بى سى تعتذر لترامب عن تحريف فى برنامج وثائقى    روسيا: علاقاتنا مع برلين فى أدنى مستوياتها منذ تأسيس ألمانيا الاتحادية    أول تعليق من الأطباء بعد إصابة طبيب بطلق ناري خلال مشاركته في قافلة بقنا    بين الإبداع والتنوع الثقافي.. «أيام قرطاج المسرحية» تنظم منتدى مسرحيًا عالميًا    كلية الآداب بجامعة عين شمس تستقبل مدير شراكات جامعة إسيكس البريطانية    عيار 21 يسجل 5600 جنيه للجرام.. تعرف علي سعر الذهب الخميس 13-11-2025    نقابة الأطباء: الاعتداء على طبيب قنا جريمة شروع في قتل وتقصير جسيم في تأمين القوافل الطبية    دار الإفتاء الفلسطينية تدين إحراق مستوطنين لمسجد في سلفيت    الصين ترفض بيان مجموعة السبع بسبب «التحريفات والتدخلات»    الرئيس الأوكراني زيلينسكي يزور اليونان الأحد المقبل    خبير: رون ديرمر أحد مهندسي اتفاقات إبراهام.. جيش اسرائيل مرهق للغاية    احتفالية مركز أبحاث طب عين شمس بمرور خمس سنوات علي إنشاءه    خبير اقتصادي: افتتاح المتحف الكبير وجولة السيسي وماكرون رسائل طمأنة للعالم    «بيستخبوا زي الفيران».. 5 أبراج لا تستطيع المواجهة    المشدد 10 سنوات ل3 محامين وعاطل فى تزوير محررات رسمية بالإسكندرية    مسئول أممي: لا أحد بمنأى عن مخاطر تغير المناخ.. والشرق الأوسط من أكثر المناطق تأثرا    كيف تدعم وزارة التعليم العالي وبنك المعرفة الأئمة والدعاة لنشر القيم الصحيحة؟    خناقة بعد مباراة أبو قير للأسمدة وبروكسى فى دورى القسم الثانى    إنشاء جامعة دمياط التكنولوجية    الإيجار القديم بالجيزة: اعرف تصنيف شقتك قبل تطبيق زيادات الإيجار    خالد الجندي: الله يباهي الملائكة بعباده المجتهدين في الطاعات(فيديو)    المصري يحدد ملعبه الثاني لمباريات كأس الكونفدرالية    وزيرة التنمية المحلية: ندعم جميع المبادرات لوضع الإنسان والإبداع فى صميم الاهتمام    وزير الصحة يبحث مع نظيره العراقي تدريب الكوادر الطبية العراقية في مصر    المتهم في جريمة تلميذ الإسماعيلية استخدم الذكاء الاصطناعي للتخطيط وإخفاء الأدلة    تعليم القاهرة تعلن عن مقترح جداول امتحانات شهر نوفمبر    مصطفى حسني: تجربتي في لجنة تحكيم دولة التلاوة لا تُنسى.. ودوّر على النبي في حياتك    مدير التعليم الفني بالمنوفية يتابع سير العملية التعليمية بعدد من المدارس    بروتوكول بين الهيئة المصرية البترول ومصر الخير عضو التحالف الوطني لدعم القرى بمطروح    بسبب فشل الأجهزة التنفيذية فى كسح تجمعات المياه…الأمطار تغرق شوارع بورسعيد وتعطل مصالح المواطنين    3.6 مليار جنيه استثمارات حكومية لتنمية جنوب سيناء بخطة 2025/2026    أرسنال يقترب من تجديد عقد بوكايو ساكا براتب ضخم    الدقيقة الأخيرة قبل الانتحار    بث مباشر مباراة العراق والإمارات اليوم في تصفيات كأس العالم 2026 – ملحق آسيا    نيابة الحامول تأمر بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان عروسة كفرالشيخ    جراديشار يصدم النادي الأهلي.. ما القصة؟    عاجل- أشرف صبحي: عائد الطرح الاستثماري في مجال الشباب والرياضة 34 مليار جنيه بين 2018 و2025    وزير الصحة يُطلق الاستراتيجية الوطنية للأمراض النادرة    إجراء 1161 عملية جراحية متنوعة خلال شهر أكتوبر بالمنيا    البورصة المصرية تعلن بدء التداول على أسهم شركة توسع للتخصيم في سوق    موعد شهر رمضان 2026.. وأول أيامه فلكيًا    ندب قضاة ومنفعة عامة.. قرارات جديدة لرئيس الوزراء    إسعاد يونس: أتمنى استضافة عادل إمام وعبلة كامل وإنعام سالوسة «لكنهم يرفضون الظهور إعلاميا»    كرة يد - تألق الخماسي المصري بفوز باريس سان جيرمان وفيزبريم في أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفتي الجمهورية في حواره ل"البوابة نيوز": فوانيس رمضان وتعليق الزينة عادة مصرية أصيلة لا يوجد ما يحرمها.. الإرهاب الفكرى أخطر من حمل السلاح.. ورصدنا 10 فتاوى مثيرة للجدل أغربها تحريم "الإمساكية"
نشر في البوابة يوم 09 - 05 - 2019

تخصص دار الإفتاء سنويًّا خطًّا ساخنًا للإجابة عن تساؤلات الجمهور، كما تستثمر شهر رمضان الفضيل فى ظهور علماء الدار في عدد من البرامج الدينية الرمضانية للتعريف بصحيح الدين وبث العلم من أهله، فضلًا عن خدمة البث المباشر عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، والتي تتيح إمكانية طرح المواطنين الأسئلة خلال مواعيد البث المباشر للرد على الفتاوى مباشرة.
أعلنت دار الافتاء، هلال شهر رمضان المعظم لعام 1440 ه، وأكد الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، أن الرأى الفصل فى مسألة الأهلة من خلال الدار ومراصدها المنتتشرة فى أرجاء الجمهورية، لافتًا إلى أن الصيام وما يتعلق به من إمساك عن الطعام أو إفطار مرتبطان بوقت معلوم ليس شرطًا المدفع أو الأذان، حيث إن غروب الشمس هو الوقت الشرعى للإفطار.
وتابع المفتي، فى حواره إلى «البوابة نيوز» أن تحريم البعض للمظاهر الرمضانية التى يعرفها المصريون جهل بالدين، حيث إن تلك المظاهر من العادات التى لا توجد نصوص قرآنية أو من السنة تحرمها، وإلى نص الحوار..
■ بداية... مع اقتراب شهر رمضان.. تسيطر بعض الحالات التى تحدث تخبطًا فيما يخص استطلاع الأهلَّة وموعدها فى ظل تباين الرؤية الشرعية والرؤية الفلكية.. فما هو الضابط فى هذا الأمر؟
- يجب على كُلِّ أهل بلدٍ متابعةُ إمامهم فى رؤية الهلال من عدمها؛ بشرط إمكان الرؤية بالحساب الفلكي، وقد تختلف رؤية الأهلة فى بعض الدول عن بعضها نتيجة لاختلاف المطالع بينها، فإذا استحالت رؤية الهلال فى بلد كانت دعوى رؤيته فى بلد آخر غير ملزمة لهم، إلا أن الحج هو حيث يحج الناس، وهذا واحد لا اختلاف فيه؛ جمعًا لكلمة المسلمين، ومن المقرر أن رؤية المشرقى حجة على المغربي، لا العكس، ولدينا رؤية علمية وقطعية، أما العلمية فهى ما تقرر شرعًا من أن القطعى مقدَّم على الظني؛ أى أن الحساب القطعى لا يمكن أن يعارض الرؤية الصحيحة، ولذلك صدر قرار مجمع البحوث الإسلامية سنة 1964م، واتفقت المؤتمرات الفقهية كمؤتمر جدة وغيره على الاستئناس بالحسابات الفلكية القطعية مع الاعتماد على الرؤية البصرية الصحيحة، وهذا يعنى أن الحساب ينفى ولا يثبت، فإذا نفى الحساب القطعى طلوع الهلال فلا عبرة بقول من يَدَّعِيه، وإذا لم ينفِ ذلك فالاعتماد حينئذٍ على الرؤية البصرية فى إثبات طلوعه من عدمه.
■ هناك من يروِّجون دائمًا إلى أن الإفطار يحين بغروب الشمس وأن الأمر ليس مرتبطًا بأذان المغرب.. فما هو الرأى الشرعى فيما يخص موعد دخول السحور أو الإفطار بالنسبة للصائم؟
- الفطر للصائم يكون بغروب الشمس، فإذا غربت الشمس فقد أفطر الصائم، فلا يجوز الفطر قبل غروب الشمس لقوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}، والعِبرة بغروب الشمس لا بالأذان ولا مدفع الإفطار، فعن عُمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا أقبل الليل من ها هُنا، وأدبر النهار من ها هُنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم»، أخرجه البخارى فى صحيحه.
■ تحذر الدولة كما تحذرون دائمًا من خطورة الشائعات.. فهل جاء فى حكم ترويج الشائعات خاصة المتعلقة بالأمور الدينية؟
- حرم الإسلام نشر الشائعات وترويجها، وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الأليم فى الدنيا والآخرة، فقال تعالى فى سورة النور: {إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وهذا الوعيد الشديد فيمن أحب وأراد أن تشيع الفاحشة بين المسلمين، فكيف الحال بمن يعمل على نشر الشائعات بالفعل، كما أشارت النصوص الشرعية إلى أن نشر الشائعات من شأن المنافقين وضعاف النفوس، وداخل فى نطاق الكذب، وهو محرم شرعًا.
■ تتجدد بعض الأمور فى حياة المسلم بعضها يتعلق بالصيام من مفسدات أصبحت دخيلة على عصرنا.. فما هو الضابط الذى تراه الدار فى هذا؟
- النميمة والغيبة والشائعات والكذب، جميعها أمور فيها مستحدثات تبطل الصوم، مثل دور وسائل الاتصال الحديثة، فإنها تساهم بدور كبير فى سرعة انتشار الشائعة ووصولها لقطاعٍ عريض من الناس، ولهذا كله، وفى سبيل التصدى لنشر الشائعات جفف الإسلام منابعها، فألزم المسلمين بالتثبت من الأخبار قبل بناء الأحكام عليها، وأمرنا برد الأمور إلى أولى الأمر والعلم قبل إذاعتها والتكلم فيها، والشرع الشريف بيَّن سمات المعالجة الحكيمة عند وصول خبر غير موثوق منه، فأمرنا بإحسان الظن بالغير، والتحقق من الخبر، ومطالبة مروجى الشائعة بأدلتهم عليها والسؤال عمن شهدها، وعدم تلقى الشائعة بالألسن وتناقلها، وعدم الخوض فيما لا علم للإنسان به ولم يقم عليه دليل صحيح، وعدم التهاون والتساهل فى أمر الشائعة، بل اعتبرها أمرًا عظيمًا.
■ هل تخضع الدراما الرمضانية لحكم المبطلات والمفسدات للصوم كما يزعم السلفيون؟ وما هو ضابط المشاهدة لتلك الأعمال فى هذا الشهر؟
- الدراما الهادفة والإعلام بشكل عام تقع عليه مسئولية كبيرة فى معالجة الكثير من الأمور، حتى نصل إلى بر الأمان فى الأمن الفكري، بخاصة فى تلك الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد، من خلال عرض العلماء المتخصصين المتعمقين فى الفكر على الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، وإلا فنحن نكون كمن يحرث فى الماء، لذا أناشد صنًاع الدراما بأن يقوموا بدورهم فى حماية الأسرة بتقديم الأعمال الدرامية التى تحث على الأخلاق والقيم والفضيلة، وتقديم أعمال تحل المشكلات الأسرية ولا تكتفى بالطرح والتوصيف فقط.
■ النقاب مسألة تجد جدلًا دائمًا.. فما هو القول الفصل بها؟ وهل الحجاب والنقاب يقعان فى حكم واحد؟
- الاختلاف الفقهى للعلماء منطقة واسعة، ولو أُخذ بالمعايير المنضبطة فسيكون ذلك رحمة للأمة، وفى قضية النقاب أثنى كثيرًا على قول الشيخ الإمام محمود شلتوت، الذى رأى أن أمر اللباس والهيئات الشخصية من العادات التى ينبغى أن ينزل المرء فيها على استحسان البيئة، ومن درجات بيئته على استحسان شيء منها كان عليه أن يساير بيئته.
وأجمع جمهور الأمَّةِ على أن النقاب ليس واجبًا وأنه يجوز لها أن تكشفَ وجههَا وكفَّيهَا أخذًا من قول الله تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾، حيث فسَّر جمهورُ العلماء من الصحابة ومَن بعدهم الزينةَ الظاهرةَ بالوجهِ والكفينِ، نُقِل ذلك عن ابن عباس وأنس وعائشة رضى الله عنهم، وأخذًا من قوله تعالى: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ فالخمارُ هو غطاءُ الرأسِ، والجيبُ هو فتحةُ الصدرِ من القميصِ ونحوه، فأمر الله تعالى المرأةَ المسلمةَ أن تغطِّى بخمارِها صدرَها، ولو كان سترُ الوجهِ واجبًا لصرَّحت به الآية الكريمة.
■ البعض يرى ضرورة حضور الدار بأفرع لها خاصة فى المحافظات الرئيسية كالإسكندرية.. محافظات الدلتا أو الصعيد.. فهل لديكم رؤية لتحقيق ذلك؟
- لدينا بالفعل فرع للدار فى أسيوط، وهذا الفرع يخدم منطقة الصعيد ويغطيها بالكامل، كذلك لدينا فرع فى محافظة الإسكندرية ويخدم المواطنين فى الوجه البحري، وما دون ذلك فتهتم الدار بالتواصل مع كافة المناطق الأخرى من خلال آلياتها الحديثة من وسائل اتصال مباشرة أو من خلال حسابات الدار عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
■ ماذا عن الإرهاب؟..وهل هناك نوع واحد منه يتمثل فى حمل السلاح فقط؟ أم أن هناك أنواعا أخرى للإرهاب؟
- الإرهاب الفكرى أخطر وأضل سبيلًا من إرهاب السلاح، لأن الفكر لا يحارب إلا بالفكر، فدار الإفتاء المصرية تبذل جهودا حثيثة فى مجال تفكيك «البنية الفكرية» للأفكار والآراء والفتاوى المتطرفة التى يتغذى عليها الإرهاب وتنظيماته المتعددة على تنوعها، مثل «الإخوان» و«داعش» و«جبهة النصرة» و«أنصار بيت المقدس» و«القاعدة» وغيرها، وتلك المجموعات والتنظيمات الإرهابية قامت بأكبر حملة فى تاريخ الإنسانية لتصدير صورة مشوهة للدين الإسلامى الحنيف أمام العالم، والذى هو فى حقيقته دين الرحمة والرفق والسلام والتعايش بين البشر.
■ كيف تستثمر المؤسسات الدينية شهر الصيام فى تحقيق مكاسب فاعلة فى مجال تجديد الخطاب الدينى وتحصين الشباب؟
- تخصص دار الإفتاء سنويًّا خطًّا ساخنًا للإجابة عن تساؤلات الجمهور، كما تستثمر الشهر الفضيل فى ظهور علماء الدار فى عدد من البرامج الدينية الرمضانية للتعريف بصحيح الدين وبث العلم من أهله، فضلًا عن خدمة البث المباشر عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، والتى تتيح إمكانية طرح المواطنين الأسئلة خلال مواعيد البث المباشر للرد على الفتاوى مباشرة.
■ الجماعات الإرهابية تظل الفتوى إحدى أدواتها الرئيسية فى استغلال الشعوب.. فهل رصدت الدار بعضًا من الفتاوى المتعلقة بشهر رمضان والصيام تخالف ما تحمله الشريعة من تيسير؟
- رصد مؤشر الفتوى العالمي، التابع لدار الإفتاء المصرية، أكثر (10 فتاوى) إثارة للجدل بين الجماعة السلفية الجهادية وتنظيم داعش الإرهابي، كان أشهرها فتوى السلفيين بتحريم «إمساكية رمضان» التقويمية، حيث قالوا إن ما تسمى الإمساكية هى «تقويم ليمسك الصائم قبل الفجر ليحتاط الصائم، موضحين أنها مخالفة لسنة تعجيل الفطر وتأخير السحور»، وزعموا أنها بدعة قديمة أنكرها أهل العلم فى زمانهم، كون وقت الإمساك المذكور فيها يسبق وقت أذان الفجر بربع ساعة، مؤكدين أن هذا خطأ وليس بالصواب، كذلك تم رصد بعض الفتاوى الداعشية الشاذة التى منها فتوى بجواز عدم صيام مقاتلى داعش، وكذلك فتوى أخرى مفادها أن من لا يحب التنظيم يبطل صيامه.
■ لماذا تأخر مشروع الفتوى حتى الآن؟
- ننتظر العرض الأخير من اللجنة الدينية بمجلس النواب، ومن المؤكد أن هذا القانون سيسهم بشكل كبير فى تنظيم الفتوى فى مصر، وعندما يصدر سيتم حل العديد من المشكلات التى تطرأ على الساحة، ومن ضمنها تنظيم الفتوى ومن يتصدر للفتوى لمصر.
■ بعض الشخصيات البارزة التى لها تاريخ فى العلم الدينى لكنها مؤخرًا تمارس السياسة وتحشد وتوجه ضد الدول.. كيف يمكن للناس التعامل معهم؟
- رجل الدين يجب أن يكون بعيدًا عن السياسة والحزبية؛ لأن البعض يستغل علاقة الدين بالسياسة لتحقيق مآرب وأغراض سياسية، لذلك فلا بد من توضيح علاقة الدين بالسياسة من منظور فقهى أصولي، حتى ينكشف هذا الاستغلال، وينبغى أن ننحى الدين عن أمور السياسة؛ لكن الدين كتشريع لا بد أن يكون ضابطًا لأمور الناس فى الأسرة والتجارة والصناعة، وغيرها من القضايا المعقدة تدرس بصورة فردية وبالتالى الأحكام تأتى مبتورة.
■ ماذا عما يسمى بفتاوى «الديلفري»، والفضائيات؟ وهل يمكن للدار المطالبة بضبطية قضائية لملاحقة هؤلاء؟
«قائمة الخمسين» الذين وقع عليهم الاختيار من مشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، لتصدر المشهد بوسائل الإعلام فى مجال الفتوى، حاصرت هذه الظاهرة بشكل كبير، حيث تضم القائمة كافة الأعمار والتخصصات التى لها علاقة بالفتوى فى جميع أقسام الفتوى، وشملت القائمة ثلاثة مفتين للديار المصرية، كما أنها ضمت 30 عالمًا رشحتهم مشيخة الأزهر، بالإضافة إلى 20 رشحتهم دار الإفتاء، وذلك لحين إصدار قانون تنظيم الفتوى.
■ ما الدور الذى يمكن أن يحققه التدريب الأكاديمى لأئمة ومفتى الخارج داخل مصر؟
- أقامت دار الإفتاء المصرية عددًا من برامج التدريب لنشر قيم الإفتاء المنضبط الذى يحقق مقاصدَ الشرع الشريف ويرسخ للأمن المجتمعي، وبلغت البرامج المنفذة من قِبل دار الإفتاء المصرية خلال 2018 أربعةَ برامج أساسية داخل مصر وخارجها أبرزها: تدريب أئمة بريطانيا وإمدادهم بمهارات وعلوم الإفتاء - برنامج تدريب الطلاب التايلانديين على (تفكيك الفكر المتطرف) - برنامج تحسين المهارات الإفتائية للعاملين فى مجال الشئون الإسلامية بدولة ماليزيا - إضافة إلى البرنامج التأهيلى للمقبلين على الزواج - بجانب برنامج تدريب الوافدين.
■ ماذا عن ظاهرة الإسلاموفوبيا وخريطة انتشارها؟ وهل هى فى ازدياد أم تناقص؟
- لدينا تقارير إحصائية أصدرها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع للدار، حول الأسباب الرئيسية لتفاقم ظاهرة الإسلاموفوبيا وكراهية الإسلام فى الغرب فى الآونة الأخيرة، وانتشارها خاصة بين فئات الشباب فى المجتمعات الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وأشار المرصد فى تقريره الرصدى إلى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا أصبحت أشد سوءًا فى أوروبا؛ حيث سُجل فى بريطانيا وحدها خلال 6 أشهر فقط (608) حوادث مرتبطة بظاهرة «الإسلاموفوبيا» من أصل (685) حادثة مرتبطة بالعنصرية عمومًا فى البلاد.
وأكدنا أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تتزايد فى المجال العام الواقعى والافتراضي، حيث أوضح تقرير صدر من بريطانيا أن 45.3٪ من الحوادث التى جرى الإبلاغ عنها خلال فترة الرصد، تمت بشكل مباشر بين «الضحية ومرتكب الجريمة، أو أدت إلى تمييز فعلى أو إضرار بالممتلكات».
كما وجد التقرير أن 207 من حوادث الإسلاموفوبيا المذكورة، ارتكبت عبر الإنترنت، أى بنسبة 34٪ من إجمالى هذه الحوادث، وبحسب التقرير، مثلت حوادث الإسلاموفوبيا المرتكبة عبر تويتر 59٪ من إجمالى الحوادث عبر مواقع الإنترنت، بينما انقسمت النسبة المتبقية بين فيس بوك ومنصات التواصل الاجتماعى الأخرى، وأشار المرصد إلى وجود سببين لتفاقم هذه الظاهرة فى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، هما: المتطرفون من جهة، وتركيز وسائل الإعلام الغربية على هجمات المتطرفين المسلمين دون غيرها من جهة أخرى.
وانتهينا إلى أن تكثيف التغطية الإعلامية للهجمات الإرهابية التى شنها مسلمون تعمل على إبراز هذا النوع من العمليات، وتصور للمواطنين الأوروبيين والأمريكيين أنهم لا يواجهون سوى الإرهاب الذى يقوم به مسلمون.
■ كيف تنظرون إلى تلك الأعمال التى تستهدف دور العبادة من كنائس ومساجد؟ وهل أنتم مع تغليظ عقوبة التعدى عليها؟
- الاعتداء على حرمة دور العبادة من مساجد أو كنائس واستهدافها وترويع الآمنين فيها هو أمر تحرمه الشريعة الإسلامية، وتأباه الفطرة الإنسانية السليمة، والجماعات الإرهابية المتطرفة التى تقوم بمثل تلك العمليات هم خصوم للنبى صلى الله عليه وآله وسلم الذى قال: «ألاَ مَنْ ظلم مُعاهِدًا أو انتقصه أو كلَّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طِيبِ نفسٍ فأنا حجيجه يوم القيامة» أي: خصمُه، وأشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإصبعه إلى صدره «ألاَ ومَن قتل مُعاهَدًا له ذمة الله وذمة رسوله حُرِّم عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا»، وبالفعل التغليظ مطلوب وضرورة.
■ ما حكم تناول الأدوية والعقاقير للمرضى فى رمضان سواء أكانوا من المصابين بالسكر أو فيروس الكبد الوبائى سي؟ وهل الحقن تفطر الوريدية؟
- حقن الأنسولين لا تفطر، لأنها تؤخذ تحت الجلد ولا تدخل إلى الحنجرة أو مكان الطعام والشراب، وحقن الوريد أو العضل لا تفطر الصائم إذا أخذها فى أى موضع من مواضع ظاهر البدن، سواء أكانت للتداوى أو للتغذية أو للتخدير، لأن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلى الجوف من منفذ مفتوح ظاهر حسًّا، والمادة التى يُحقَن بها لا تصل إلى الجوف أصلًا، ولا تدخل من منفذ طبَيعى مفتوح ظاهر حسًّا، فوصولها إلى الجسم من طريق المسام لا ينقض الصوم.
■ البعض يحرم اقتناء فوانيس رمضان وتعليق الزينة وغيرها من الأمور التى يحرص عليها المسلمون فى رمضان.. فكيف يمكن الرد عليهم؟
- فوانيس رمضان وتعليق الزينة عادة مصرية أصيلة، ولا توجد أى نصوص قرآنية أو أحاديث تحرم الاحتفالات بالزينة والفوانيس خلال شهر رمضان، وما يصدر من مثل هذه الفتاوى أو التصريحات يكون غرضها تعكير فرحة المسلمين بالشهر الكريم.
■ نرى مظاهر الوحدة الوطنية بارزة فى الشهر الكريم سواء بإفطار المسلم والمسيحى على مائدة واحدة أو ما رأيناه قبل أيام من تبرع مسيحى بتذكرة عمرة لسيدة مسلمة.. لكن تلك المظاهر تجد من يحرمها ويدعى أنها لا تقبل، فما موقفكم من هذا؟
- مثل هذه المواقف والمشاهد تؤكد أن التجربة المصرية فى العيش المشترك والمواطنة والوئام هى تجربة تستحق أن تدرس، فالشعب المصرى بجناحيه المسلمين والمسيحيين هم نسيج واحد على مر التاريخ يتشاركون الأفراح والأتراح، فهم إخوة فى وطن واحد.
أما ما يحاول المتشددون والمتطرفون فعله عبر تحريم مثل هذه المظاهر الإنسانية، فهو تفكيك للنسيج الوطنى مما يضعف بنية الأوطان المجتمعية ويصبح المجتمع من داخله مهلهلًا مفككًا مليئًا بالصراعات، وبالتالى يمكنهم السيطرة عليه لتحقيق مآربهم.
والنص القرآنى واضح وصريح فى بر غير المسلمين المسالمين، وبين أن الله سبحانه وتعالى يحب المقسطين فيقول: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
■ البعض يفتى ببطلان صيام المرأة غير المحجبة.. فما قولكم؟
- الزى الشرعى للمرأة المسلمة هو أمر فرضه الله تعالى عليها، وحرم عليها أن تُظهِر ما أمرها بستره عن الرجال الأجانب، والزى الشرعى هو ما كان ساترًا لكل جسمها ما عدا وجهها وكفيها؛ بحيث لا يكشف ولا يصف ولا يشف. والواجبات الشرعية المختلفة لا تنوب عن بعضها فى الأداء؛ فمن صلَّى مثلًا، فإن ذلك ليس مسوِّغًا له أن يترك الصوم، ومن صَلَّتْ وصَامَتْ فإن ذلك لا يبرِّر لها ترك ارتداء الزى الشرعي.
والمسلمة التى تصلى وتصوم ولا تلتزم بالزِّيِّ الذى أمرها الله تعالى به شرعًا هى محسنةٌ بصلاتها وصيامها، ولكنها مُسيئةٌ بتركها لحجابها الواجب عليها، ومسألة القبول هذه أمرها إلى الله تعالى، غير أن المسلم مكلَّفٌ أن يُحسِنَ الظن بربه سبحانه حتى ولو قارف ذنبًا أو معصية، وعليه أن يعلم أنَّ من رحمة ربِّه سبحانه به أنْ جعل الحسنات يُذهِبْنَ السيئات، وليس العكس، وأن يفتح مع ربه صفحة بيضاء يتوب فيها من ذنوبه، ويجعل شهر رمضان منطَلَقًا للأعمال الصالحات التى تسلك به الطريق إلى الله تعالى، وتجعله فى محل رضاه.
وعلى المسلمة التى أكرمها الله تعالى بطاعته والالتزام بالصلاة والصيام فى شهر رمضان أن تشكر ربها على ذلك بأداء الواجبات التى قصَّرَت فيها؛ فإنَّ من علامة قبول الحسنة التوفيقَ إلى الحسنة بعدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.