كتب- خالد حريب- عبدالوهاب خضر- عبد الرحمن البشارى- غادة رضوان رؤساء الحزب 1976 – 2003.. خالد محيى الدين 2003 – 2013.. د. رفعت السعيد 2013 وحتى الآن.. سيد عبدالعال
الأمناء العامون 1998 – 2003.. د. رفعت السعيد 2003 – 2008.. حسين عبدالرازق 2008 – 2013.. السيد عبدالعال 2013 – 2019.. مجدى شرابيه 2019.. محمد سعيد
59% نسبة التغيير فى الهيكل القيادى.. و80٪ فى المكتب السياسى أعلن المؤتمر العام لحزب التجمع، فوز السيد عبدالعال، برئاسة الحزب بالتزكية، بحضور 650 من أعضائه بأمانات المحافظات المختلفة.. كما فاز محمد سعيد بمنصب الأمين العام للحزب، وفريدة النقاش وعاطف مغاورى وعادل وديع فلسطين، وهلال الدندراوى كنواب لرئيس الحزب. وفاز بمنصب الأمين العام المساعد محمد فرج، أمين عام مساعد للعمل الجماهيرى، هانى الحسينى، أمين عام مساعد للشئون السياسية، عبدالله أبو الفتوح، أمين عام مساعد للتنظيم، عبدالناصر قنديل أمين عام مساعد للتدريب والتثقيف. كما فاز 20 مرشحًا بعضوية المكتب السياسى بالحزب، وهم الدكتور شريف فياض، الدكتور فرج عبدالفتاح، حسانى عثمان، أحمد سيد حسن، أسامة الحراكي، محمد رفعت، سيد أبوزيد، أحمد عبدالقوي، محمود دوير، محمد عبدالحليم، فاطمة فؤاد، أشرف جلال، صلاح سليمان، أيمن أنور، مصطفى كامل، محمد سليمان فياض، عبدالوهاب خضر، مارسيل سمير، أحمد رجب، وعماد عبيد. ومن جانبه قال سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، إن المؤتمر العام الثامن لحزب التجمع يعتبر بمثابة احتفال مبكر بمهمة شاقة، وسنعمل فيها بهدف إعادة الحزب واتحاد الشباب والنساء وتجهيز قيادة جديدة لحزب التجمع خلال الفترة المقبلة. وأوضح، أن الاختلاف حول موقف الحزب تجاه بعض المواقف كان وسيظل حاضرًا فى كل نقاش بين مناضليه، وهو أمر يدعو للاعتزاز والتقدير، وليس خللًا فى الأداء الحزبى كما يعتقده البعض، نظرًا لما يعكسه من روح الممارسة الديمقراطية داخل حزبنا العظيم. وكانت أمينة النقاش، رئيس تحرير صحيفة «الأهالى» قد أعلنت فوز سيد عبدالعال برئاسة حزب التجمع بالتزكية. وقالت النقاش، إن القائمين على الحزب بذلوا جهدًا كبيرًا لإعادة بنائه مرة أخرى، والعمل على الوصول إلى قيادة حزبية تؤمن بأهداف الحزب ومبادئه، فاليسار هو المستقبل. السيد عبدالعال فى مواجهة أعداء الوطن السيد عبدالعال هو أحد مؤسسى حزب التجمع، وعضو مجلس النواب بالتعيين، لم تشغله طبقة المُرفهين ماديًا، مفضّلًا الاختلاط بالكادحين، يجالسهم على «القهاوي» ويستمع إلى شكواهم. انقسمت حياته بين عمله كخبير اقتصادى وبين ممارساته السياسية والاقتراب من الطبقات الكادحة، متقدمًا مسيرة الشباب الحالم بوجود حزب التجمع ككيان يسارى قادر على التأثير فى المجتمع، مقررًا خوض الانتخابات البرلمانية فى العام 1995، ودوت هتافات مؤيديه فى شوارع منطقة المنيرة «عبدالعال المستقل ضد الباشا المستغل». اختير عبدالعال ضمن قائمة المُعينين فى مجلس النواب، فى برلمان 2015؛ بعد خطوات ثابتة له داخل حزب التجمع منذ بداية التسعينيات. «ضعف الإمكانات المادية للحزب، أدى إلى عدم قدرته على منافسة المال السياسى من بعض المرشحين، وبالتالى عدم حصوله على أى مقاعد» فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. التفسير الذى ارتضاه عبدالعال لسبب خسارة الحزب فى انتخابات المرحلة الأولى، والتى لحقتها النتيجة ذاتها فى المرحلة الثانية. فى العام 2009، كان عبدالعال أمينًا عامًا للحزب، وحاول بث الروح النضالية فى أعضاء اللجنة المركزية، قبل 25 يناير، وجاء فى خطابه الذى سبق انتخابات مجلس الشعب فى العام 2010: «لن ننخدع ولا ينخدع أحد فى حزبنا.. لا توجد تفاهمات مع أحد، ولن توجد طالما ما زلتم رافعين شعار «التغيير السياسى والاقتصادى الشامل». وجاء فوز عبدالعال برئاسة الحزب ليقود دفة اليسار فى مواجهة أعداء الوطن. «التجمع».. 43 سنة نضالاً.. والمسيرة لا تزال مستمرة رئيس الحزب: نسعى لنقل القيادة لجيل جديد من أبنائنا معركة المعاشات تجربة ملهمة للحصول على الحقوق بالنضال السلمى عارضنا الصعود الإخوانى منذ اللحظة الأولى لخطورة الجماعة على وحدة المصريين نعارض أو نؤيد حيثما كانت مصلحة مصر والمصريين سارت كلمة رئيس حزب التجمع، سيد عبدالعال، والذى فاز برئاسة «الحزب» بالتزكية خلال المؤتمر العام الثامن الذى انعقد يوم الخميس، فى نفس اتجاه مبادئ هذا التنظيم السياسى العريق، صاحب التاريخ النضالى الطويل، فالقراءة المتأنية لهذا الخطاب الذى اعتبره المراقبون خارطة طريق مستقبلية، ورؤية تاريخية بشكل مفصل تكشف عن توجهات يجب التركيز عليها وإبرازها. كلمة «عبدالعال» تليق بحزب استطاع خلال أكثر من أربعين عاما من النضال الوطنى، أن يقدم لشعب مصر دليلا قويا على عمق تبنيه لقضايا مجتمعه. ولعل السطور التى ختم بها رئيس الحزب كلمته وقوله: «عاش حزب التجمع.. عاش حزب التجمع.. عاش حزب خالد محيى الدين»، كانت درسا للجيل الجديد بالفخر والاعتزاز بالقيادات التاريخية والسير على نهجهم وأفكارهم التى نشأت من أجلها فكرة تأسيس الحزب منذ إشراقة ثورة 1952. شباب الحزب حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى أثبت بمؤتمره هذا قدرة تنظيمية ورؤية سياسية بوصلتها الوطن وتعتمد على الرغبة نحو تجديد الدماء وتسليم الراية لجيل من الشباب الواعى والمثقف وصاحب النقد البناء والمعارضة الحقيقية، إنها فعلا مدرسة خالد محيى الدين ورفعت السعيد وحسين عبدالرازق وإسماعيل صبرى عبدالله، والدكتور جودة عبدالخالق وغيرهم، تتقدم وتجدد شبابها وتثبت أنها بيت رائد من بيوت الوطنية المصرية، وهذا ما عبر عنه رئيس الحزب فى كلمته. وعبر «عبدالعال» عن موقف الحزب من الشباب فى كلمته قائلًا: «نسعى إلى التمهيد لنقل قيادة الحزب لجيل جديد من أبناء الحزب هو فى أغلبه لم يحظ بالنضال تحت قيادة قادتنا من الراحلين وعلينا بذل الجهد للتعريف بهم ونضالهم وتضحياتهم فى سبيل الوطن وحزبنا هذا». المعاشات رغم بعض الظروف المحيطة إلا أن «الحزب» لم يبتعد عن الشارع لحظة واحدة، ولا يمكن هنا أن نضرب مثالا واقعيا وحقيقيا أهم من «اتحاد المعاشات» والدور الذى لعبته قيادات الحزب حتى حصلوا على حقوقهم وانتزعوها نزعا. وأضاف: «أتوجه بالتحية لاتحاد أصحاب المعاشات والمناضل والمعلم الجسور البدرى فرغلى، وزملائه فى الاتحاد، وذلك على تجربتهم الملهمة فى النضال السلمى لنيل الحقوق، هذه التجربة التى علمت الملايين طريق النضال الديمقراطى عبر التنظيم المبدع للجماهير». مواقف تاريخية خارطة طريق الحزب التى رسمها «عبدالعال» فى كلمته الافتتاحية كان لا يمكن وبأى حال من الأحوال أن تنسى الموقف التاريخى الذى كان وما زال من جماعة الإخوان الإرهابية والموقف الثابت منها على مدار التاريخ وما تحتويه مكتبة «التجمع» من مؤلفات ودراسات عن خطورة هذه «الجماعة». «عبدالعال» رصد فى كلمته استكمال هذا التوجه داعيا الجميع للفخر والاعتزاز بما قدمه «الحزب» خلال السنوات السابقة من عمر المؤتمر العام السابع والذى بدأ فى مارس 2013، وقال: «إنها سنوات من النضال شهدت سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بثورة شعبنا فى 30 يونيو 2013، تلك الجماعة التى اتخذت من الشعب المصرى عدوًا لها لعدم قناعته بمشروع دولتهم الاستبدادية، وكان حزبنا ولا يزال من أشد المعارضين لوجود هذه الجماعة ولكل من تحالف معها، سواء كان ذلك قبل ثورة 25 يناير أو بعدها، وموقفنا هذا نابع من قناعة كاملة بأنهم يشكلون خطرًا على وحدة الشعب وسلامة أراضيه». واستطرد: «كان موقفنا المبكر والثابت من هذه الجماعة محل نقد من بعض الأحزاب والشخصيات التى تحالفت مع جماعة الإخوان مبكرًا فى انتخابات الإعادة بين مرشح الإخوان للرئاسة ومنافسه آخر رئيس وزراء فى حكم مبارك، واستمر البعض منهم مدافعًا عنها حتى هذه اللحظة باسم الدفاع عن الحريات والديمقراطية، ولم يستسلم حزبنا لحسابات اللحظة الزمنية والتى كانت تشير إلى اختلال موازين القوى بين الجماعة الإرهابية وباقى القوى السياسية والشعبية، ورفضنا الاستسلام لهذا التحليل، إيمانًا منا بقدرة شعبنا على تجاوز كل الحسابات والتصدى لهذه العصابة الحاكمة، وكذلك ثقتنا فى جيش مصر العظيم بأنه لن يكون أبدًا أداة فى يد تلك العصابة ضد الشعب، واتجهت قيادة حزبنا لموقف أكثر تشددًا وصلابة يعمل على تحويل موازين القوى لصالح التمهيد لفعل ثورى شعبى كنا نتوقعه، وانطلقنا نحو المبادرات العملية الميدانية التى تعطى للشعارات قوة الدفع المطلوبة لتتحول لأهداف ملموسة وبرزت قيادات حزبنا وبعد 60 يوما فقط من حكم محمد مرسى فى كل ميادين مصر، وخاصة مظاهرات 24 أغسطس 2012 رافعين شعار يسقط حكم المرشد». وأضاف: «ومن جانب آخر رفض نواب الحزب بالبرلمان الدخول فى لجنة المائة التى شكلت لصياغة دستور الإخوان ودخلت معهم أحزاب أخرى وشخصيات انسحبوا فيما بعد تحت ضغط شعبى وفشل فى التفاوض مع الإخوان». وتابع: اسمحوا لى بالتوجه لهؤلاء النواب بالتحية وبالاسم (البدرى فرغلى، هلال الدندراوى، عاطف المغاورى). كما استجابت قيادة الحزب بتقديم كل الدعم والتأييد لشباب حركة تمرد مع أول اتصال منهم بقيادة التجمع. وتحدث رئيس الحزب عن جبهة الإنقاذ وقال: «أعلن حزبنا بوضوح أننا لن نشارك بانتخابات فى ظل حكم الإخوان وحزبنا لا يرى سوى الشعب والتحضير ليوم 30 يونيو فى ثورة على حكم الإخوان، بينما كان معظم أطراف جبهة الإنقاذ يتسابقون على التفاهمات الانتخابية مع الإخوان والسلفيين ويحضرون لانتخابات برلمان أكتوبر 2013 التى لم تأت إطلاقا وسقط الإخوان قبلها فى 30 يونيو». ثقافة الاختلاف رئيس الحزب قال: «إن الاختلاف حول موقف الحزب لا يشكل إزعاجا لنا، فهذا الاختلاف تجاه بعض مواقف الحزب كان وسيظل حاضرًا فى كل نقاش بين مناضلى الحزب، بل إن هذا الاختلاف يشكل اعتزازا وتقديرًا للزملاء أكثر مما يشكل خللًا فى الأداء الحزبى نظرًا لما يعكسه من روح الممارسة الديمقراطية داخل حزبنا العظيم وعند كل نقاش حزبى لا بد من إنتاج موقف معلن يعبر عن الحزب فى مجمله أو أغلبيته». وأضاف: ما يهمنى هو ما ينتهجه بعض من يدعون ارتباطهم بتقاليد الحزب وقيمه التنظيمية، وقد اختاروا نهج الخروج على الحزب باختراق قواعد التنظيم الحزبى وآليات اتخاذ القرار بالهيئات القيادية، فإننى أختلف مع هؤلاء ليس بسبب مواقفهم داخل الهيئات، بل لطبيعة أسلوبهم فى ممارسة سياسية تتلاقى أو على الأقل تفتح الطريق أمام خصوم الحزب للهجوم عليه. برنامج عاجل ويعود رئيس الحزب ليكشف عن تلك الثروة القومية والمتمثلة فى عقول أعضاء هذا التنظيم السياسى العريق وتمسكهم على مدار التاريخ بالثوابت الوطنية، معلنا عن المهمة المطروحة علينا وقال: «فى المرحلة الراهنة تتلخص تلك المهمة فى هدف محاصرة وعزل قوى الثورة المضادة عن طريق سياسات ديمقراطية هجومية، وحتى نكون أكثر وضوحًا فى ذلك نتقدم لشعبنا ومن خلال مؤتمركم هذا ببرنامج سياسى يعبر عن هذا الهدف وطبيعة المرحلة الانتقالية التى يعيشها الوطن وخصائصها وتناقضاتها السياسية والاجتماعية»، مضيفا: «إنه برنامج عاجل سياسى – اجتماعى – ديمقراطى، يستهدف انتزاع أقصى حد من الإصلاحات الاجتماعية والديمقراطية عبر نضال ديمقراطى سلمى يعتمد على الجماهير الشعبية المنظمة فى نقاباتها واتحاداتها ومراكز وجودها الطبيعية بالأحياء والقرى والمصانع والجامعات». تحديات لم ولن يكون الطريق مفروشا بالورود فى الاستمرار بالنضال من أجل تحقيق أهداف الحزب بل هناك تحديات رصدها رئيس الحزب وقال: إن التحديات التى رصدها برنامجنا الانتقالى تتطلب تجاوز الكثير من العوائق وأهمها: 1- تشتت وانقسام قوى اليسار، مع عجز عن تفسير مقنع لحالة الضعف وعدم القدرة على العمل المشترك فى مواجهة التوحش الرأسمالى ومخطط إضعاف الدولة. 2- غياب الجهد السياسى والتنظيمى فى تنظيم الجماهير حول مطالبها على نسق تجربة اتحاد المعاشات والتى قادها المناضل العملاق البدرى فرغلى لتفتح الأمل أمام كل الشعب لإمكانية النضال السلمى المتصاعد وبكل أشكاله وأساليبه. 3- تحديد واضح وجسور لمكونات الحلف السياسى الوطنى الديمقراطى لاجتياز المرحلة الانتقالية. 4- الجسارة فى وضوح موقفنا المساند للسلطة الحالية ورئيسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، باعتبارها من أهم نتائج ثورة شعبنا فى 30 يونيو ضد سلطة كانت تسعى لتفكيك الدولة. وتابع: «نحن لا نؤيد فى المطلق ولا نعارض دون تقديم البديل، نساند أو نعارض السلطة وفقًا لمدى اقترابها أو ابتعادها من أهداف شعبنا المحددة»، وحددها «عبدالعال» فى: دعم بنية الدولة وتقوية مؤسساتها المختلفة، مع إزالة كل العوائق أمام المشاركة الشعبية الديمقراطية فى تحقيق هذا الهدف، وتطوير وتحديث البنية الاقتصادية المصرية فى كل قطاعاتها الإنتاجية، مع الحفاظ على ملكية الشعب فى مؤسساته الاقتصادية، وكذلك التصفية الفكرية والسياسية للتنظيمات الإرهابية. مهام مستقبلية وفى النهاية حدد «عبدالعال» المهام المستقبلية المتمثلة فى: الحفاظ على هذا الحزب العظيم وعلى تراثه الفكرى والسياسى والتنظيمى للأجيال القادمة، والبدء فى عملية إعادة بناء جوهرها ببناء الحزب اليسارى الحامل للمشروع الوطنى الديمقراطى وتأكيد دور الحزب فى طليعة المشاركين بالتصدى لقضايا الوطن والطبقات الاجتماعية التى تأسس دفاعًا عن مصالحها الاقتصادية والسياسية. عهد ووعد وأنهى رئيس «الحزب» كلمته قائلا: «نتعهد أمامكم بأننا سنترك لأبنائنا ما سيفخرون به أيضا.. نقوم بما يمليه علينا ضميرنا الوطنى وشرفنا السياسى، نعارض ونؤيد.. حيثما كانت مصلحة مصر والمصريين». محمد سعيد.. سبيكة تجمعية نادرة قبل أربعين عامًا كان الزعيم خالد محيى الدين، مدعوا لمؤتمر سياسى وجماهيرى بالسيدة زينب، كوادر حزب التجمع هناك فى حالة طوارئ منذ الصباح، لافتات على الحوائط.. بيانات يتم توزيعها على النواصى، منصة لائقة وكراسى واطمئنان على الإضاءة والميكروفون، السعادة غامرة بين الجميع، خالد محيى الدين الذى أسس حزبًا علنيًا لليسار يزورهم ليشد عزمهم، كانت منطقة قلعة الكبش تحديدًا كتلة يسارية يشار إليها بالبنان، تجاوب كبير وحضور حاشد، المخبرون فى حالة فزع لما يشاهدونه، لا يستطيعون التدخل، الضباط الصغار فى سيارات صغيرة يراقبون عن بعد، لا يعرفون كيف ستنتهى هذه الليلة. وصل خالد محيى الدين، نزل من سيارته واشتعل الهتاف، هتافات حادة واضحة وصريحة ومباشرة، تلعن الفساد والاستبداد وتبشر بالمستقبل، مسيرة تشبه المظاهرة تتقدم نحو منصة المؤتمر، يصعد محيى الدين بابتسامته المشرقة رافعا علامة النصر، يمسك بالميكروفون ليبدأ الكلام، وفجأة قطع التيار الكهربائى عن المؤتمر. فعلتها الثعالب الصغيرة «المخبرون والضباط صغار الرتبة» بتعليمات من وزير الداخلية، الكهرباء موصولة فى كامل المنطقة إلا مكان انعقاد المؤتمر، ترد الجماهير بغضب على هذا التصرف بالهتاف الذى طال رأس الدولة وقتها، وبينما الحال هكذا يتسلل شاب صغير السن من أبناء السيدة يمسك بالكابل الكهربائى الرئيسى المفصول عنه التيار، يعمل بكل سرعة ومهارة لإضافة وصلة جديدة عليه، يصعد إلى أقرب عمارة قريبة من المنصة يستأذن صديق له بتوصيل تيار من عنده يتم التوصيل الإضاءة تعود للمنصة، الميكروفون يعمل، الهتافات تعلو وينجح المؤتمر ويسقط وزير الداخلية. الشاب صغير السن والذى كان فى نهاية العشرينيات من عمره الذى أنقذ المؤتمر وتحدى الوزير، اسمه محمد سعيد. هل عرفتم لماذا استطالت هذه المقدمة، استطالت لكى أقول لكم إن هذا الفتى الجسور الذى اسمه محمد سعيد زكى الحاصل على ليسانس الحقوق، يبلغ من العمر الآن سبعون عاما، هذا الفتى السبعينى بعد كل هذا العمر تم انتخابه الخميس الماضى أمينًا عامًا لحزب التجمع الذى أسسه خالد محيى الدين، وما بين المؤتمر الجماهيرى فى السيدة زينب فى سبعينيات القرن الماضى، والمؤتمر التنظيمى لحزب التجمع الذى انعقد الخميس الماضى، جرت مياه كثيرة فى النهر، تلك المياه من فرط عذوبتها تستحق الكتابة والتوثيق، محمد سعيد وهب عمره ووقته وصحته وضحى بوظيفته الحكومية لكى يبقى كما هو محمد سعيد وفقط، لذلك ببساطة خطف الدموع من عين محبيه لحظة تكريمه فى مؤتمر القاهرة قبل شهر، ولحظة انتخابه أمينًا عاما للحزب، قبل يومين. وفى ظنى أنه لا يوجد يسارى حقيقى فى مصر لا يعرف محمد سعيد، لا يوجد مناضل فى صفوف الحركة الوطنية المصرية بشكل عام إلا ويعرف قيمة وقامة محمد سعيد، ذلك الزاهد دون إدعاء، قائد الشارع والميدان والهتاف والتظاهر، سنوات طوال ينحت فى الصخر مع كل طلائع الحركة الوطنية المصرية لانتزاع حق التظاهر. ويعتبر محمد سعيد واحدا من أهم صناع المظاهرات فى مصر، قبل أن يعرف الناس طريق ميدان التحرير فى يناير 2011، قبل ذلك بسنوات طوال كان من الممكن لك أن عشرات من الكوادر السياسية فى جانب من الميدان يرفعون اللافتات ويهتفون لصالح قضية ما، وقتها لو مررت قريبا من تلك المظاهرة الصغيرة كنت سترى محمد سعيد محمولا على الأعناق يهتف يتجاوز صوته الكردون الأمنى المحيط بهم، يهتف شعارات هى من صنعه وحقوق الملكية الفكرية تعود إليه فيقول مثلاً فى مظاهرة لدعم فلسطين (جهزوا جيش الخلاص.. بكره الدعم هيبقى رصاص) ويكمل (بكرة الدعم هيبقى بنادق.. لما ننزل الخنادق). ودور «سعيد» فى التظاهر ليس مجرد الهتاف، فهو ومن معه سواء داخل الحزب وخارجه اختاروا موضوع المظاهرة وحددوا موعدها ومكان تنظيمها ووجهوا الدعوة لكل من استطاع إلى التظاهر سبيلا، ويعود بعد تلك الاتفاقات إلى ورشة الخطاط بالحزب وقتها كانت اللافتات من قماش ولم ينتشر البانر البلاستيك، فيصوغ محمد سعيد المطالب يتم كتابتها يتم تثبيت اللافتة بالأخشاب لسهولة رفعها، ينظم خدعته للأمن لتوصيل اللافتات بسلام إلى المكان والزمان المتفق عليه، كردون الأمن الغشيم يطبق عليهم، تنجح مهمة المظاهرة ويعود إلى 1 شارع كريم الدولة، حيث مقر حزب التجمع، وهو واثق أن هذا التراكم سوف يؤتى ثماره وبالفعل شهدنا يناير ومن بعدها يونيو. لذلك عرفته السجون كثيرًا، سجن طرة وسجن القناطر، وسجن الاستئناف.. هو قال لى إنه أحب سجن الاستئناف.. سألت مندهشًا وهل هناك سجن يمكن للمسجون أن يحبه.. أجاب.. لم أقصد هذا بالتحديد ولكن خلف سجين أسرة تتعذب فى الزيارات، وكنت عندما يتم إيداعى فى سجن الاستئناف أفرح لأن أمى وهى التى تسكن فى السيدة زينب لن تتعب عند زيارتى. يتكلم «سعيد» عن السجن باعتباره أمرًا عاديا طالما اخترت طريق المواجهة والدفاع عن حقوق الناس طالما تمسكت بالحلم والبحث عن مستقبل أفضل لمصر وشعبها، فلا توجد أحلام بدون ثمن. محمد سعيد سبيكة تجمعية نادرة، لذلك لم أهنأه بموقع الأمين العام ولكننى قلت، فاز موقع الأمين العام بمحمد سعيد. اجتماع لأمناء المحافظات لوضع خطة العمل هنأ محمد سعيد، الفائز بمنصب الأمين العام لحزب التجمع، الفائزين فى الانتخابات الحزب التى أجريت أمس الأول، وأشاد بما وصفه بالعرس الديمقراطى الذى شهده «التجمع»، والاتحاد والتماسك، والنزاهة والحرية، مؤكدًا تماسك قيادات الحزب بمحافظات مصر قبل وبعد العملية الانتخابية. وأعلن الفائز بمنصب الأمين العام لحزب التجمع، عن اجتماع مع أمناء المحافظات خلال الفترة المقبلة، لوضع خطة للحزب.