أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس. واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول إننا نتابع اليوم التعليم حول السؤال الخامس من "صلاة الأبانا" ونتوقّف عند عبارة "فَقَد أَعْفَينا نَحنُ أَيضًا مَن لنا عَلَيه" (متى 6، 12). لقد رأينا أن الإنسان هو مديون أمام الله: منه نلنا كل شيء على صعيد الطبيعة والنعمة. فهو لم يُرد لنا الحياة وحسب ولكنّه أحبّها أيضًا، وبالتالي ليس هناك مجال للغرور عندما نجمع أيدينا للصلاة. إذ لا يوجد في الكنيسة أشخاص صنعوا أنفسهم بأنفسهم: جميعنا مديونون لله وللعديد من الأشخاص الذين قدّموا لنا أوضاع حياة ملائمة. إن هويتنا تُبنى انطلاقًا من الخير الذي نلناه؛ والأول هو الحياة. تابع الأب يقول إنَّ الذي يصلّي يتعلّم أن يقول "شكرًا"؛ وغالبًا ما ننسى أن نشكر لأننا أنانيّون! إنَّ الذي يصلّي يتعلّم أن يشكر وأن يطلب من الله أن يكون محبًّا معه. لكن بقدر ما نجتهد يبقى هناك دين كبير أمام الله لا يمكننا تسديده: هو يحبنا بشكل لا يعرف الحدود وأكثر مما نحبّه. ومن ثمَّ بقدر ما نلتزم لنعيش بحسب التعاليم المسيحية سيكون هناك على الدوام شيء في حياتنا ينبغي علينا أن نطلب المغفرة عليه: لنفكّر بالأيام التي أمضيناها بالكسل، والأوقات التي ملء الحقد فيها قلبنا... إنها للأسف خبرات غير نادرة تجعلنا نتوسّل قائلين: "أَعفِنا مِمَّا علَينا". وأضاف الحبر يقول إن فكّرنا جيدًا كان من الممكن أن يُحدَّ الطلب بهذا الجزء الأول، لكن يسوع يدمجه بعبارة تشكّل جزءًا لا يتجزأ من الأولى. إن علاقة المحبة العامودية تجاه الله تنعكس وتُدعى لتُترجم إلى علاقة جديدة نعيشها مع إخوتنا. إنَّ الله الصالح يدعونا لنكون جميعًا صالحين. ولذلك يُربط الجزآن من الطلب بأداة وصل قاسية، إذ نطلب من الرب أن يغفر خطايانا "كما" نحن نغفر لأصدقائنا والأشخاص الذين يعيشون معنا وجيراننا والأشخاص الذين سببوا لنا الأذى. كل مسيحي يعرف أنّ هناك مغفرة للخطايا؛ إنّه أمر نعرفه جميعًا: الله يغفر كلَّ شيء وعلى الدوام. عندما أخبر يسوع تلاميذه عن وجه الله، رسمه لهم من خلال عبارات مفعمة بالرحمة والحنان، ويقول لهم إنّه يكونُ الفَرَحُ في السَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوبُ أَكثَرَ مِنه بِتِسعَةٍ وتِسعينَ مِنَ الأَبرارِ لا يَحتاجونَ إِلى التَّوبَة. لا شيء في الاناجيل يجعلنا نشكُّ أنَّ الله لا يغفر خطايا من هو مُستعدٌّ ويطلب بأن يُعانق من جديد.