يعد الفنان الفلسطينى كامل الباشا من أهم الفنانين العرب وأشهرهم، خاصة بعد حصوله على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان فينيسيا السينمائي، عن دوره فى فيلم «القضية 23»، وبالرغم من ذلك لم يستطع ذلك النجاح إبعاده عن عشقة الأول، وهو المسرح، الذى نشأ من خلاله، وقدم فيه عددا من العروض المسرحية التى شاركت فى مهرجانات محلية ودولية، كما شارك في تأسيس مدرسة لفن التمثيل بالمسرح الوطنى بفلسطين بمشاركة المخرج الإيطالى جابرييل فاشيز . يستعد كامل الباشا هذه الفترة للمشاركة فى أول أعماله بالسينما المصرية أمام الفنانة إلهام شاهين وأمينة خليل، فى فيلم «حظر تجوال» للمخرج أمير رمسيس، كما شارك مؤخرا فى تقديم ورشة فنية بالدورة الرابعة لمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي. التقت «البوابة» كامل الباشا وتحدث عن آخر أعماله، وتأثير نشأته تحت قنابل ورصاص الاحتلال فى فنه.. فإلى الحوار. ■ ما الجديد لديك تلك الفترة؟ - أستعد لتقديم أول عمل مصرى لى مع المخرج أمير رمسيس فى السينما بعنوان «حظر تجوال»، وهو فيلم اجتماعى يدور حول 3 شخصيات أساسية. ■ بعد حصولك على جائزة عالمية.. ما الذى دفعك لتقديم عمل داخل مصر؟ - الأعمال التى عرضت على لم تكن فى مستوى طموحي، فليس لدى استعداد للعب دور إرهابى فى السينما العالمية، فإذا كانوا يريدون تقديم الشخصية فليستعينوا بممثل أمريكى للعب الدور، وليس من الضرورى أن يكون ممثلا عربيا، فأنا ممثل فلسطينى لدى قضية ومسئولية لا بد من الحفاظ عليها، ولن أقدم دورا للشهرة أو المال، ولن أتنازل عن مسئوليتى حتى لو قدمت دورا صغيرا، لذلك عندما عرض على أمير رمسيس الدور وافقت عليه. ■ هل غيرت الجائزة شيئا فى مشوارك؟ - الجائزة قدمت لى شيئا كبيرا على مستوى العالم بأكمله، وفتحت أمامى عروضا كثيرة، ولكن حملتنى أيضا مسئولية، لأن النجاح يوصلك لمكان معين يجعلك تخشى النزول عنه، ويصعب عليك الاختيار فيما بعد، فرفضت عروضا كثيرة عربية وأجنبية، ويوجد لدى مخططات كثيرة لكن دون أن تبعدنى عن المسرح. ■ قلت فى أحد الحوارات إن المخرج كان ينبهك أن أداءك مسرحى أثناء تصوير الفيلم.. فما تعليقك؟ - التمثيل المسرحى فيه استعراض أكثر من السينما وأستطيع القول إنه به جزء من المبالغة، لأن الجمهور يكون بعيدا عنك، على عكس السينما، فأحيانا كان يأخذنى حماسى لتقديم الدور بالطريقة المسرحية فينبهنى المخرج، فأعود مرة أخري، فهى نفس التقنية لكن الأداء مختلف. ■ هل يمكن للسينما تطوير أداء الممثل مثل المسرح؟ - السينما تطور أداء الممثل إذا عملت مع أشخاص مختلفين كل مرة، ولكن إذا عملت مع نفس المخرج 10 سنوات ما الذى سوف يتطور لديك؟!، فكل مخرج هو مدرسة بذاته تتعلم منها حين العمل معه، وأنا لا أريد أن أصبح مليونيرا أو مشهورا، لذلك لن أعمل مع شخص لا يضيف لى ولعملي. ■ متى يمكنك التوقف عن تقديم المسرح؟ - أنا ابن المسرح وولدت على خشبته، ولا أستطيع الاستغناء عنه حتى لو لدى أشغال كثيرة، لا بد من تقديم عمل واحد على الأقل أو ورشة تدريب، هذا يشعرنى بوجودى ويطور مهاراتي. ■ كيف أثرت نشأتك الفلسطينية على مشوارك الفني؟ - نشأتى الفلسطينية أثرت على مشوارى عن طريق المعوقات التى واجهتها، حيث يجعلنا الأمر لدينا إصرار أكثر، فأنا ولدت وبلدى تحت الاحتلال، وكذلك طفولة والدى كانت تحت الاحتلال، مما جعلنا لدينا القدرة على المواجهة والعناد على تقديم ما نريده. ■ هل جاءت إليك الشهرة متأخرة؟ الشهرة لم تأت لى متأخرة بل جاءت فى الوقت الذى أصبحت فيه ناضجا فكريا، ولدى وعى لاختياراتي، وليس لدى طمع فى أى شىء ولا حتى الشهرة، وهذا المعيار الذى أقبل به أعمالي، فلن أقدم عملا غير مقتنع به. ■ كفنان فلسطيني.. كيف رأيت الأحداث الأخيرة من نقل السفارة الأمريكية وغيرها من الانتهاكات بحق الفلسطينيين؟ - الأحداث السياسية الأخيرة زادت حياتنا مرارا، لكنها لم تغير شيئا على أرض الواقع، لأن فلسطين محتلة منذ 48، ومن قبلها الاحتلال الإنجليزى ومن قبلها العثمانيون، لذلك كنت دائما أحافظ على ظهور الإنسان الفلسطينى بشكل أخلاقى فى المهرجانات العالمية لإرسال رسالة للعالم عن من نحن. ■ هل الثقافة تستطيع تغيير الواقع؟ - الثقافة تحدث تغييرا بطيئا فى بنيان المجتمع.. لكن لا تحقق المعجزات، لذلك أعلم أولادى أن فلسطين هى الخط الأحمر الذى لا يتغير، حتى لو طردوا آخر فلسطينى من أرضه، لأن تحرير الأرض لن يأتى بالصراخ وفرض رأى على الآخر، وليس المقصود بالآخر هنا الإسرائيلى لأنه النقيض لنا، الآخر هو الفلسطينى المختلف عني، والبناء يأتى بتضافر جهودنا معا، فالاختلاف فى الرأى شيء مقدس، لكن لا يجعلنا نقتل بعضنا، كل هذه القضايا بنحكى عنها فى أعمالنا لتغير شيئا داخل المجتمع. ■ ماذا عن مشاركتك الأخيرة فى مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي؟ - هذه المرة الثالثة التى يتم فيها دعوتى إلى المهرجان وأحضر، ففى المرتين السابقتين كان لدى جوالات مسرحية فى فرنسا، ولكن هذه المرة الحمد لله استطعت الحضور، وقدمت خلالها ورشة عن تدريب الممثل بتقنية إيطالية تدعى «اسكيرا»، والتى يستخدمها المخرج الإيطالى جابرييل فاشيز ، حيث عملت معه خلال الفترة من 2008 إلى 2013، وأقدمنا معا مدرسة فى فلسطين تحت اسم المسرح الصيفى بالمسرح الفلسطينى بالقدس وكنت المدير الفنى لتلك المدرسة، وهذه التقنية تعتمد على الحركة الجسدية للممثل، وبعدها يتم تركيب الكلام على الحركة. ■ ما تقييمك للمهرجان؟ - مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى ينجز أشياء كثيرة لم تستطع القيام بها شخصيات كبيرة، رغم ضعف إمكانياتهم، لذلك أقول إن إنجازاتهم كبيرة. ■ حضرت مؤخرا مهرجان الجونة السينمائى أيضا.. كيف ترى الاختلاف بين المهرجانين؟ - مهرجان الجونه يبدو غنيا باذخا لارتباطه بمنتجع الجونه ولكنه في حقيقة الأمر فقير من ناحية الميزانيات كغيره من المهرجانات وليت وسائل الإعلام ركزت على المستوى الرفيع للمهرجان مضمونا وشكلا بدلا من تتبع ملابس الممثلات.