يحسب لإدارة مهرجان الجونة السينمائى الذى ينطلق غدا ويستمر حتى 28 سبتمبر الحالى اختيار ثلاثة من السينمائيين الفلسطينيين للمشاركة فى لجان تحكيم مسابقات المهرجان، وهو تقدير وتكريم ورسالة محبة من مصر للسينما الفلسطينية المناضلة فى مواجهة سينما الاحتلال الإسرائيلى، ففى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة تم اختيار النجم العالمى على سليمان الذى شارك فى عدد من الأفلام العالمية والحائز على العديد من الجوائز الدولية. «الأهرام» تحدثت مع سليمان الذى شارك فى عدد من الأعمال الهوليوودية منها «المملكة» للمخرج بيتر بيرج و«الجنة الآن» للمخرج هانى ابو اسعد و «الزمن الباقى» للمخرج ايليا سليمان و«كتلة أكاذيب» للمخرج « ريدلى سكوت» والناجى الأخير. على سليمان الذى يعرف نفسه على منصة تويتر بأنه ممثل سينما وتليفزيون ومسرح من مواليد مدينة الناصرة، وهو ابن لعائلة فلسطينية تعرضت للتهجير من قريتها صفورية فى النكبة عام 1948، ومع ذلك فهو يسعى على حد قولة إلى ان «أجتهد من أجل الوصول للجمهور، وأن يأتى اليوم الذى يقال فيه على سليمان وليس الفنان الفلسطينى على سليمان، لأننى لا أقدم فنا فلسطينيا فقط، فأنا أريد أن أعطى فنا شاملا ومفتوحا على الجميع، وفى كل القضايا الإنسانية، وحول اختياره فى لجنة التحكيم، وأهم أعماله جاء هذا الحوار: أخيرا تذكرتك المهرجانات المصرية برغم وجودك الواسع فى المهرجانات العالمية؟ تم ذلك قبل عامين فى مهرجان الإسكندرية، ولكن لم أتمكن من الحضور، كما حصلت على جائزة احسن ممثل من المهرجان نفسه عن فيلم «المريخ عند الشروق». أما عن مشاركتى فى لجنة تحكيم مهرجان الجونة فإننى فخور جدا بأن أكون فى لجنة تحكيم مهرجان ولد عملاقا فى مصر العريقة والعظيمة، فمصر بالنسبة لنا كفلسطينيين عظيمة فى كل شىء سينمائيا وفنيا، واختيارى يزيدنى حبا لهذا البلد وأهلها ودائما أقول إن دخولى مصر هو النجاح الحقيقى، فمصر هى الأكبر وهى من تصنع النجومية ووجودى فيها هو تأكيد أننى فى الخريطة الفنية. ولكنك نجم عالمى ولك مشاركات فى أفلام كثيرة؟ نعم يعتبروننى عالميا ولكن أن أكون شعبيا أهم من العالمية ومصر بما تملك من شعب راق ومحب للفن فإن الانتشار فيها أوسع وأسرع، وأنا هدفى أن أكون بينهم ومنهم، فمهما بلغت نجومية الفنان عالميا ولا يشارك فى أعمال فنية مصرية فإنه يظل ينقصه شيء وهو الجماهيرية والشعبية. لجنة التحكيم مهمة صعبة ، فكيف تكون «لاعبا وحكما» ، وما الذى تنحاز له؟ التمثيل ملعبى والتحكيم سبق وأن شاركت فى مهرجانات دولية عدة وبالتأكيد هناك صعوبة فى هذه المهمة ولكن الشىء، الممتع أن تشاهد أفلاما جميلة وهذه واحدة من الأشياء الجميلة، وفى النهاية انحيازى سيكون للمهنة، فأنا أنحاز لمن يبهرنى وأن يكون هناك تكامل وترابط بين الأداء والإخراج والسيناريو وأن يدخل العمل المتفرج فى عالم الفيلم ، وهذه الأفلام قليلة.. تلك التى تستطيع نقلك للمعايشة. السينما المصرية والفنون المصرية لم تنس أبدا القضية الفلسطينية عبر التاريخ ومع ذلك تنسى نجومها؟ هذه معادلة لا أفهمها حقيقية ، بالتاكيد الفن المصرى انتصر للقضية الفلسطينية ولكن لا أعرف أسباب عدم دخول الفنانين الفلسطينيين للفن المصري، مع أن الفن المصرى يفتح الباب للزملاء من كل البلدان العربية وأتمنى أن نعرف من أى باب ندخل. من المخرج المصرى الذى تنتظر أن تعمل معه؟ أنا أعشق السينما المصرية وتربينا على تنوع إنتاجها وأنا أحب أن أدخلها بكل تنوعها، وأتمنى أن أعمل مع إبراهيم البطوط ومروان حامد وشريف عرفة ويسرى نصر الله. وقد ظهرت فى السنوات الماضية أفلام كثيرة كان يمكن مشاركة فنانين من فلسطين فى أدوار وشخصيات تناسبهم فيها. دائما هناك إشادات بأدائك فى كل أعمالك التى قدمتها.. هل هذا يرجع إلى أنك ابن المسرح، وكما تعلمنا فإن الممثل خريج المسرح أقوى من غيره؟ المسرح أساس المهنة، فكل التمثيل جاء من المسرح، فممثل المسرح نجاحه فى قدرته على أن يمسك الجمهور فى لحظة ويشده وهذا يجعله يؤدى بشكل بارع أمام الكاميرا لأن مواجهة الجمهور تحتاج إلى قوة وتميز وموهبة وتدريب وإذا قمنا بمقارنة بين الأداء الأمريكى والبريطانى فستجد التمثيل البريطانى أفضل لأنهم نجوم مسرح بعيدا عن الترويج الأمريكى لأفلامهم، وأنا فى بداية دخولى الفن كنت أريد أن أكون ممثل مسرح فقط ولكن بعد أن تذوقت السينما ومتعتها وجماهيريتها أريد تقديم مسرح من جديد لكى أعمل إعادة تشغيل وشحن للممثل الموجود داخلى. عندما تختار عملا.. هل تضع فى حساباتك حب الجمهور للشخصية التى تقدمها أم أنك تختار ما تحب؟ أختار الدور الذى يجعلنى أتحدى نفسى وأعمل اختبارا لنفسى «لغاية فين أقدر أروح» وأحب التنوع أكثر من تركيزي: هل الجمهور يحب الشخصية أم لا؟ وفى فيلم «زنزانة» قدمت دور قمة الشر فى الكون و فوجئت بأن الجمهور أحب الشخصية، إذن الجمهور يشجع الأداء المتقن بعيدا عن تصنيف الشخصيات. هل مسئولية النجم الفلسطينى أكبر كونه يحمل قضية بلده ؟ كونى فلسطينيا هذا نضال بحد ذاته, أنا لست سياسيا وإنما أقدم كل القضايا التى تنحاز للإنسانية من خلال مشاركتى فى أفلام عربية وعالمية وأجد التشجيع والمساندة وأحصل على جوائز، وهذا فى حد ذاته تقدير لاسم بلدي، ومحمد صلاح هذا اللاعب العالمى أفاد العرب والإنسانية بأخلاقه وأصبح مثلا أعلى فى العالم، وهو أكبر من كل الدعاة بأخلاقه وتميزه, وأنا حاليا فى هوليوود وتعرض لى أفلام ومسلسلات وأحدثها مسلسل «جاك راين» ويحقق نجاحا كبيرا ووجودى، كفلسطينى فى هذا العمل العالمى هو نضال من غير أن أحمل البندقية.