جلست السيدة الأربعينية على سرير نجلها، تشم رائحة ملابسه، عيناها كجمرة من نار لم تطفئها الدموع، مسكينة تلك السيدة الأربعينية، فروحها معلقة بابنها القتيل، كيف يمكنها أن تنساه، وتنسى أمنياته وأحلامه، عيناها تنظر بين الحين والآخر نحو باب المنزل لعله يعود، تلتمس الأمل وهى تعلم أنه لن يعود، فقد ذهب فى رحلة اللاعودة، رحلة الموت، الموت على يد صديقه وعشرة عمره. "إسلام طارق" صاحب ال 17 عامًا، قتل على يد صديقه بسكين على كوبري قرية سقارة بمركز البدرشين جنوبالجيزة، وتم القبض على المتهم واعترف بارتكابه الواقعة لوجود خلاف مالى بينهما على 140 جنيهًا. "البوابة نيوز" انتقلت إلى مسرح الجريمة، وكشفت كواليس وتفاصيل تلك الواقعة المأساوية التى شهدتها قرية سقارة التابعة لمركز البدرشين، جنوب محافظة الجيزة، من خلال روايات والد ووالدة المجنى عليه، وكذلك الأهالى وشهود العيان. يقول طارق صلاح جاد الحق، والد الضحية إسلام 17 سن، أن المتهم الشهير ب "بالوظة"، كان دائنًا لنجلى بمبلغ 140 جنيهًا، وعندما طالب المتهم نجلى بالمبلغ، أكد له الأخير أنه ليس لديه أموال حتى يعطيها له، وطلب منه أن يمهله يومين. وأضاف والد الضحية، أن المتهم عقب ذلك توجه إلى خال نجلى، فأخبره الأخير بأنه سوف يعطيه ذلك المبلغ، فتجاهل المتهم كلام خال نجلى، وترصد لنجلى فجرًا وحاول الاعتداء عليه وتدخل الأهالى، وأسرع نجلى الى منزل خاله للاحتماء به من المتهم، حيث كان يحمل سلاحا أبيض، وبعدها أخبرنى ابني بما حدث، وقال لى "مكنش معايا فلوس". أما الأم، فلم تتوقف دموعها حزنًا على نجلها الضحية، وأكدت أنه كان يساعد والده بالعمل على التوك توك ليلًا ونهارًا، حيث يخرج للعمل فى السادسة صباحا ليعود فى الرابعة فجرًا، وقد ترك المدرسة وهو فى الصف السادس الابتدائى من أجل مساعدة والده حيث كان وقتها قد أجرى عملية جراحية. أما عن لحظة مقتل الضحية، فقد أوضحت الأم المكلومة أن نجلها كان متوجها لمصالحة المتهم، وأثناء حديثه معه فوجئ به يطعنه بسكين، فسقط على الأرض، وقام المتهم بحمل نجلى إلى المستشفى وعندما تيقن بأنه سيموت فر هاربًا، ولكن تم ضبطه.