صراخ وعويل اهتزت له جدران العقار المتهالك، الكائن بشارع الغريب بمنطقة ميت عقبة.. بكاء استمر لساعات طويلة دون توقف.. حتى انتهى بجلطة أصابت الأم فى القدم .. فلم تتحمل السيدة الأربعينية فقدانها نجلها الأكبر وعريس الغد على يد مسجل خطر، فهو عائل الأسرة الوحيد ، وحفل زفافه بعد شهر. جلست على مقعد خشبى ترتدى جلبابًا أسود وحولها النساء اللاتى حضرن لتأدية واجب العزاء تحتضن صورة نجلها وتبكى ..هذا حال والدة المجنى عليه «اسلام عاطف» الذى لقى مصرعه على يد مسجل خطر. التقت « الوفد» الأم المكلومة، حيث أكدت أن نجلها البالغ من العمر 28 عاماً، أخبرها منذ عدة سنوات أنه يريد خطبة إحدى الفتيات التى يحبها، وهذا ما رفضته الأم لسوء سمعة الفتاة وأكدت له أنها ستزوجه من أخرى أفضل منها، وبالفعل اختارت له عروسًا يشهد لها الجميع بحسن أخلاقها ، وافق الشاب عليها لما سمعه عنها من حسن الخلق فضلا عن تمتعها بقدر عالٍ من الجمال وفي حفل عائلي بهيج تمت مراسم الخطبة وسط فرحة الأهل والأصدقاء، سرعان ما نشأت بين الطرفين اللذين ارتبطا بطريقة تقليدية قصة حب شهد لها الجميع ، أيام قليلة وفوجئ إسلام باتصال من أحد الأشخاص يخبره بأنه خطيب محبوبته الأولى التى رفضتها والدته ويطلب لقاءه ، خلال اللقاء الذي جمعهما طلب المتصل من إسلام الصور التى يحفظها على هاتفه والتى تخص محبوبته السابقة وخطيبة الأخير حاول المجنى عليه إقناعه بأنه لايملك أى صور لها وأن ما كان بينهما قصة حب وانتهت وحاول إقناعه أن هذا الكلام ليس له أساس من الصحة، إلا أن المتهم تشاجر معه فى بداية الأمر، وعندما وجد أن ما يفعله معه لن يجدى نفعًا، تظاهر المتهم بأنه اقتنع بكلام المجنى عليه وأوهمه بأنه يريد أن يكون صديقاً له فوافق الضحية وظل الحال كذلك لمدة ثلاث سنوات كان يخدم فيها فى الخدمة العسكرية طيلة هذه المدة وهو يخطط لارتكاب جريمته وينتظر حتى تتيح له الظروف ذلك. وسردت الأم تفاصيل الواقعة، حيث أكدت أنه قبل الحادث بيوم كان ابنها الضحية يقضى سهرته برفقة شقيقه وأحد أصدقائه، ثم تركهم وعاد إلى منزله قبل آذان الفجر وأثناء ذلك تربص له المتهم وتعدى عليه بسلاح أبيض بالاشتراك مع آخرين محاولين قتله إلا أنه أصيب بذراعيه ، تصادف ذلك أثناء مرور دورية لرجال الشرطة لتمشيط المنطقة وقاموا باصطحاب «إسلام» إلى نقطة شرطة المهندسين وحرروا المحضر رقم 2937 لسنة 2016 ، وذلك بعدما تمكن المتهمون من الهرب. وأضافت الأم، يوم الحادث قام نجلى «محمد»، باصطحاب شقيقه إلى المستشفى لتلقى العلاج بعدما أصابه المتهم قبل الوفاة بساعات ، وبعدها بدقائق حضر أحد شباب المنطقة وأخبرنى أن « ملوخية» قتل «إسلام» لم أصدق ما سمعته وهرولت إلى الشارع لإنقاذ ابنى، وعلمت أنه تم نقله إلى المستشفى ، أسرعت إليها وشاهدت نجلى ملقى على السرير وملابسه ملطخة بالدماء، ظللت أصرخ وأبكى على فقدانى فلذة كبدى، الذى لقى ربه قبل زفافه بشهر واحد، مؤكدة أن نجلها راح ضحية لتقاعس رجال الشرطة عن أداء عملهم ولم يتمكنوا من القبض على المتهمين وانتظروا حتى قتلوا ابنى. تبكى الأم عندما تذكرت ما حدث لنجلها ، ثم تتمالك نفسها وتستكمل حديثها قائلة: أنا مريضة سكر وضغط ، وزوجى رجل مسن لا يستطيع العمل، ولدى ولدان وفتاة مطلقة ، وقرر «إسلام» منذ 5 سنوات أن يتحمل مسئولية أشقائه ووالده، فكان يعمل «سائق» وليس لدينا أى مصدر للرزق بعد وفاته، مطالبة المحامين الشرفاء بتولى قضية نجلها حتى لايضيع حقه،حيث إنها لا تستطيع توكيل محامٍ عنها ، فهو كان العائل الوحيد للعائلة. التقط منها الحديث»محمد» شقيق المجنى عليه وأحد الشهود على الواقعة، وأكد أنه أثناء ذهابه إلى المستشفى برفقة شقيقه فوجئ بالمتهم»محمد» وشهرته «ملوخية»، وأصدقائه بإطلاق وابل من الأعيرة النارية فى الهواء و أثناء محاولتى الابتعاد أنا وإسلام أصابت احدى الطلقات شقيقى الذي سقط على الفور غارقًا فى دمائه فأسرعت بنقله إلى المستشفى فى محاولة منى لانقاذه إلا أنه توفى قبل وصوله المستشفى. فى حالة يرثي لها جلست جدة المجنى عليه تصرخ وتبكى على فقدانها حفيدها ، مطالبة بإعدام المتهمين وظلت جدة المجنى عليه تنادى عليه فى غرف المنزل وتترجاه بأن يجيبها غير مصدقة بأن عائلهم قد مات نتيجة الغدر. شاهد بالفيديو: