يجلس منحنيًا أمام الماكينة داخل ورشته التى ورثها عن أبيه بمنطقة العمرانية، ليصنع أرقى أحذية فن الباليه، على أنغام مقطوعات موسيقية ل«تشايكوفسكي » و«موتسارت »، باستخدام أفضل أنواع الأقمشة، إنه محمود صالح، 46 عامًا، الماركة المسجلة فى صناعة أحذية الباليه فى مصر، وواحد من أكبر مبدعيها وأقدم صانعيها فى الشرق الأوسط. يقول عم محمود: «بدأت المهنة فى سن 13 عامًا، ووالدى هو سبب الفضل عليا عندما الحقنى بمصنع المعهد العالى للباليه، واتعلمت أصول المهنة على يد الروس، وحبيت الشغل واحترفته بعد ما كنت مش غاوى المهنة ». مضيفًا: «بدأت أتعلم كل حاجة فيها التفصيل والخياطة وانواع القماش اللى بستخدمها، كذلك الحرير والاقمشة القطنية، كل خامتنا مصرية، ومراحل تصنيع حذاء الباليه تمر بعدة خطوات، أولها التفصيل والتجهيز، بعدها بنجمع كل الأجزاء على المكنة، وتليها مرحلة تركيب القماش على القالب المخصص له وصولً للخياطة اليدوية». وعن أسعار أحذية الباليه يقول: «تترواح الأسعار ما بين 400 و450 جنيهًا وكل حذاء يحتوى على مقاس خاص محدد برقم أسفله، وله طريقة معينة فى الخياطة والشغل كله يدوى بجودة مصرية مائة فى المائة، الأدوات التى نقوم باستخدامها كل أسمائها أرمينية ». وعن المدة التى يجلسها فى ورشته يقول عم محمود: «بروح الورشة كل يوم وبقعد اشتغل 12 ساعة متواصلة، وفى اليوم بعمل من 5 إلى 7 أزواج أحذية، والشغل بتاعى المصرى بيساوى الصناعة الألمانية فى الدقة والجودة وقضى على الشغل الصينى فى السوق».