أعلن سيرجي إيفانوف، مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحفاظ على الطبيعة والبيئة والنقل، أن الكرملين يرى أن الجيش الأمريكي لم يستبعد إمكانية نشر أنظمة الدرع الصاروخي الخاصة به في جزر الكوريل الجنوبية المتنازع عليها بين موسكوواليابان، في حال نُقِلَت السيادة على الجزر من روسيا إلى طوكيو. وقال إيفانوف - في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "تاس" الروسية، اليوم الثلاثاء - "لقد سمعتم رد الجنرال الأمريكي (على سؤال حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تخطط لإقامة قاعدة عسكرية في جزيرة شيكوتان ، إذا نقلت روسيا السيادة عليها لطوكيو): ' كلا لا نخطط لذلك حتى الآن'. أريد الإشارة إلى كلمة (حتى الآن)". وأشار إيفانوف إلى أن جنرالاً أمريكياً آخر - لم يكشف هويته أيضاً- صرّح بأن جزيرة ايتوروب (وهي إحدى جزر الكوريل الأربع) مثالية لنشر نظام درع صاروخي ضد صواريخ كوريا الشمالية. وتابع المبعوث الروسي: "يبدو أنهم يعاملوننا كالحمقى. أي صواريخ كورية شمالية؟ سيستهدف ذلك (الدرع الصاروخي) روسيا الاتحادية وليست إيران أو كوريا الشمالية. تلك حكايات خرافية للحمقى"، على حد تعبيره. وتشهد العلاقات الروسية اليابانية تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة ، رغم قضية الجزر التي تعكر صفوها، إذ يتنازع البلدان على ملكية جزر الكوريل الجنوبية الأربع، وهي جزر [إيتوروب، كوناشير، شيكوتان وهابوماي] . وتسعى موسكووطوكيو لإبرام معاهدة سلام لم تُوقَع منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد اتفاق الطرفين في نوفمبر الماضي على تسريع مفاوضاتهما في هذا الصدد وفقا للإعلان السوفييتي- الياباني المشترك عام 1956، والذي أنهى الأعمال العدائية بين الدولتين وأعاد العلاقات الدبلوماسية بينهما، ومهّد لتوقيع اتفاق سلام بين الجانبين. وتعهدت موسكو في الإعلان المشترك عام 1956 بنقل السيادة على جزيرتي هابوماي وشيكوتان إلى اليابان، بعد إبرام المعاهدة، وهما جزيرتان فقط من جزر الكوريل الأربع المتنازع عليها بين البلدين والخاضعة حاليا لسيطرة روسيا. وجعلت طوكيو من عودة الجزر الأربع، أحد شروط معاهدة السلام مع روسيا، في حين تصر موسكو على أن جزر الكوريل الجنوبية الأربع أصبحت في حقيقة الأمر جزء من الاتحاد السوفييتي السابق، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأن السيادة الروسية عليها مسجلة ضمن مواثيق القانون الدولي، بحيث لا يمكن لأحد التشكيك في صحتها نهائياً.