تمتلك مدينة سانت كاترين العديد من المقومات السياحية، حيث تعد من أكثر مدن جنوبسيناء خصوصية وتميزًا، فهى أعلى الأماكن المأهولة فى سيناء، حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها مجموعة جبال هى الأعلى فى سيناء بل فى مصر كلها، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وغيرها. وارتفاع سانت كاترين جعل للمدينة مناخًا متميزًا، فهو معتدل فى الصيف، شديد البرودة فى الشتاء، ما يعطى لها جمالًا وتميزًا، خاصة عندما تكسو الثلوج قمم الجبال. وتتمتع مدينة سانت كاترين بكل مقومات السياحة الشتوية، خاصة مع تراكم الثلوج لعدة أسابيع خلال العام، ما يتطلب تسويقًا سياحيًا، والإسراع فى تنفيذ مشروع التلفريك بها، وبالرغم من أن عدة مستثمرين تقدموا بطلبات لعمل مشروع التلفريك للتنقل بين جبال المدينة، فإن هذه الطلبات تم رفضها لأسباب غير معلومة. ويقول خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى: «طالبت مرارًا بعمل تلفريك بالوادى المقدس طوى بسانت كاترين، وأرى أنه من المشروعات المهمة لإحياء وتنشيط السياحة الدينية بسيناء، ولن يؤثر على جلال وهيبة الجبال وطبيعة الوادى المقدس طوى بل سيتيح الاستمتاع بروحانية المكان بشكل أكبر، مع رؤية جبل موسى وجبل كاترين وقمة المناجاة من أعلى، ولن يؤثر على أصحاب الجمال بالمنطقة بل سيتيح الصعود للجبل بكل الوسائل، فهناك من يفضل صعوده على الأقدام، ومن يفضل ركوب جمل، وسنجد من يفضل التلفريك للوصول لقمم عدة جبال بالمنطقة، كما طالبت بمشروع للصوت والضوء بالمنطقة لتكتمل المنظومة الروحانية بالوادى المقدس طوى». على جانب آخر، أرجع المهندس السيد عبدالصادق، رئيس مدينة سانت كاترين (السابق) فى تصريحات ل«البوابة» معوقات التنمية فى المدينة، إلى تعدد جهات الولاية على الأراضى، والتى تعرقل التنمية على أرض المدينة، معللًا بأن سانت كاترين هى مدينة داخل محمية طبيعية، وهناك أكثر من جهة ولاية على أراضى المدينة، سواء الآثار أو الموارد المائية أو البيئة أو القوات المسلحة وغيرها، مشيرًا إلى أن هناك مخططًا إستراتيجيًا للمدينة حتى عام 2027، لكن تعدد جهات الولاية يقف حائلًا أمام تنفيذ هذا المخطط. وأضاف «عبدالصادق» أن تفويج الأتوبيسات على الطرق المؤدية إلى كاترين، يمثل عامل طرد للسائح، لأنه مضيعة للوقت، وقد يستغرق ساعات طويلة تربك للسائح والزائر برنامجه الزمنى لزيارة المدينة، مطالبًا بضرورة فتح طريق «فيران - كاترين» طوال اليوم وليس لساعات محدودة. كما طالب «عبدالصادق» بضرورة إدراج مطار سانت كاترين ضمن خطة البرنامج السياحى ولو برحلات نهارية، فيمكن للمطار أن يستقبل السائح، ثم يغير بعد ذلك الاتجاه إلى شرم الشيخ، مؤكدًا أن تشغيل مطار سانت كاترين من العوامل الأساسية فى ازدهار السياحة بالمدينة، وهو الحل لمشكلة التفويج ومضيعة الوقت وسوء حالة الطرق خاصة طريق سعال، مشيرًا إلى أنه جارٍ بحث موضوع التلفريك من الناحية الأمنية، فالموضوع يحتاج دراسة مستفيضة لبحث وتحديد مواقع محطات التلفريك. وقال الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو جمعيتى مستثمرى جنوبسيناء ومرسى علم، إن الاتجاه الحالى من قبل وزارة الطيران المدنى لتطوير وإعادة مطار سانت كاترين للخدمة مهم جدًا لتنشيط السياحة إلى سانت كاترين والمدن المجاورة. وأكد «عبداللطيف» أن خطة التوسع والتطوير الجديدة التى تم الإعلان عنها مؤخرًا ستعمل على رفع كفاءة التشغيل ومضاعفة المساحة الكلية لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار وإنشاء ممر إضافى وحقل طائرات جديد وصالاتى سفر ووصول جديدتين، ومنطقة انتظار سيارات وإقامة عدد من المنشآت الإدارية والفنية للصيانة وكل هذا يعيد مطار سانت كاترين إلى الحياة من جديد. وطالب عضو جمعية مستثمرى سيناء بضرورة تفعيل الطيران الداخلى بين كل المدن السياحية من خلال تسيير رحلات بطائرات صغيرة من سانت كاترين إلى شرم الشيخ أو من شرم إلى الغردقة أو مرسى علم والأقصر وبرج العرب، من خلال تفعيل نظام التاكسى الطائر لنقل الحركة بين المدن السياحية، مؤكدًا أن كل هذا سيساعد على تنشيط رحلات اليوم الواحد بين المدن السياحية. وعن حال الأهالى كل عام فى مثل هذه الأيام، قال سليمان محمود الجبالى، أحد أبناء سانت كاترين، من قبيلة الجبالية: «فى هذا الوقت من العام ننتظر بين لحظة وأخرى أن تكسو الثلوج المدينة فى منظر رائع وكأنها لوحة فنية، حيث يأتى الزوار والسياح للاستمتاع برؤيته وللصعود أعلى جبل موسى لمشاهدة شروق الشمس». بينما قال عطية صبرى، أحد زوار المدينة، إن الجو شديد البرودة، إلا أنه فى الوقت نفسه يجمل المدينة، خاصة عند تساقط الثلوج وتلون الغيوم والسحب قمم الجبال، فالسياح يصعدون إلى قمة جبل موسى ليقتربوا من السحب والغيوم ويشاهدوا شروق الشمس من هناك.