لم يكمل عامه ال13، ملامحه ما زالت تؤكد براءة الطفولة، إلا أنه يعيش كما الرجال، يعمل بجد ويجتهد، لأن له حلمًا أكبر من سنوات عمره، اعتاد الشقاء منذ أيام طفولته المبكرة، فاختياره لطريق الكسب والحرفة، لم يكن برغبته، لأنه وجد صعوبة فى التعلم، وشجعه والداه على ترك المدرسة، بزعم أن «الصنعة» هى الأبقى له والأمان، فصار كل ما يشغله أن يجنى النقود، فبها يقوى ولا يحتاج لأحد، هكذا كان شعاره. «رامى أحمد عبدالله»، يقول: «تسربت عن التعليم، وتركت المدرسة، وقتما كنت بالصف الرابع الابتدائي، لأننى وجدت صعوبة فى تعلم القراءة والكتابة، ولم يساعدنى أحد على تخطى هذه العقبة، لم أشعر بالندم لأنى غير مؤهل للتعليم، وأخذت بنصيحة والدي، وصارت هى عقيدتى «أن الصنعة أبقى من التعليم، ولن يفيدنى التعليم ولن يجنى لى ما أجنيه من حصيلة مشقتى فى العمل الذى احترفته ويتابع: «كانت أبواب المصانع بالعاشر من رمضان، فاتحة أبوابها على مصراعيها لكل من أراد، ففى نفس الشهر، الذى تركت المدرسة، التحقت بمصنع للملابس الجاهزة، كنت أصغر عامل هناك، ساعدنى الجميع فى التعلم والاحتراف، وبمرور 4 سنوات شربت الصنعة، وتعلمت الحياكة والتفصيل، وأستطيع أن أقوم بها بنفسي». يروى «رامي» والفخر على نبرة صوته: «أنا بشتغل زى الرجالة، اشتغلت أربع سنين فى مصنع الملابس، وأتقنت الصنعة، وآن الوقت لأصنع لنفسى مشروعا خاصا، من حصيلة ما ادخرته من راتبي، فأخذت أجازة من المصنع، واشتريت بتحويشة العمر، توكتوك دفعت 9 آلاف جنيه، على أن أسدد الباقى على مدار عامين، بواقع ألف ونصف جنيه شهريا، وسأعود للمصنع مرة أخرى، بعد الاطمئنان على التوكتوك مع رجل أمين، يتقاضى يوميته ويترك لى الباقى ليدخل فى رصيدى، ويضيف رامي: «أنا فخور بنفسى رغم أنى ما كملتش فى المدرسة، لكن اتعلمت إنى أعتمد على نفسي، وأساعد أبويا وأمي».