استمعت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تعقد بلاهاي في هولندا اليوم الى مرافعتين تمهيديتين من فريقا الدفاع عن المتهمين باغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري حسين عنيسي ومصطفى بدر الدين. ورفض رئيس مكتب الدفاع فرنسوا رو خلال الجلسة أن يغيب فريق الدفاع عن المتهم حسن مرعي مشيرا الى أن محاميي مرعي يحضرون بصفة مراقب معتبرا انه لا وجود لمحام صامت ومبديا تحفظه على حضورهم كمراقبين. ولفت الى أن المتهم مرعي ذكره الادعاء 124 مرة دون أن يكون لفريق الدفاع عنه فرصة للرد منبها الى أن فريق الدفاع عن المتهم مرعي غائب عن الجلسة لأن قرار الاتهام الذي وجه إليه منفصلا عن المتهمين الآخرين مطالبا المحكمة أن توقف انتهاكات حقوق المتهم حسن مرعي. وأكد محامي الدفاع عن مصطفى بدرالدين أنطوان قرقماز على ضرورة الحرص أن لا تتحول المحكمة إلى محكمة وهمية مشيرا الى أن منفذي الاعتداء مازالوا مجهولين وكذلك من امر بالعملية. وأشار قرقماز الى ضرورة التنبه من الوقوع في الفخ وان تقف السياسة خارج ابواب المحكمة مشددا على ان ملف التحقيقات تشوبه ثغرات كبيرة واختلال في التوازن". واعتبر قرقماز بان المحكمة باتت تخدم غايات لا تزال غير معروفة حتى هذه اللحظة مضيفا بانه بالرغم من المواد الضخمة التي يملكها الادعاء الا انه لايزال مكتب المدعي العام غير قادر على الامساك بزمام المحاكمة. ولفت قرقماز الى أن الدفاع يعاني من عدم تعاون الحكومة اللبنانية باستثناء بعض الحالات وذلك يدل على ان الحكومة اللبنانية تكيل بمكيالين في انتهاك صارخ لواجباتها القاضية بالتعاون مع الفريقين. وأوضح قرقماز غياب صور الأقمار الصناعية لمكان الانفجار في وقوعه كما أنه ما من أدلة تثبت فرضية وجود انتحاري على مسرح الجريمة لافتا الى ان التوصيف القانوني للعمل الارهابي خلال جلسات الادعاء لا أساس له، كما ان فريق الدفاع لن يفوت فرصة ليضع فيها المحكمة أمام مسؤولياتها". وبدوره طالب محامي الدفاع عن المتهم حسين عنيسي فانسان كورسيلابروس المساعدة في التوازن مع الادعاء حول وفرة الموارد مشيرا الى ان الدفاع متفاجئ من أن بعض العناصر التي يتضمنها الملف اختفت فجأة ومؤكدا ان هذا الملف هو اتهام سياسي وامامنا ملف بلا دافع. وشدد على حق الدفاع بالسؤال عن سبب التخلي عن بعض خيوط التحقيق وقال نحن ضحية غموض وضعنا به المدعي العام، وسأل عن سبب عدم عرض كل الأدلة عن التحقيق مؤكدا ان هناك ثغرات في نظرية المدعي العام. ودعا المحكمة الى مراقبة التحقيقات التي جرت مشيرا الى ان المدعي العام تخلى عن بعض الخيوط والأدلة وانتقى أخرى لإظهارها. ورفعت المحكمة جلساتها بعد ذلك على ان تستأنفها بعد غد الاربعاء. واوضح الناطق الرسمي باسم المحكمة مارتن يوسف انه سيتم بعد غد الاربعاء تقديم الادعاء الجزء الاول من الملف بدعوة 8 من الشهود الى المحكمة و7 منهم داخل المحكمة وشخص واحد على الفيديو. وحول تصريح للرئيس السوري بشار الاسد بان ما يحدث في المحكمة مسيس وهدفه الضغط على حزب الله .. قال يوسف في تصريح للوكالة الوطنية للاعلام الرسمية اللبنانية "ليس لدي الحق في الرد، ولكن ما أريد قوله أن الاجراءات في المحكمة قانونية وقضائية بحتة، وليس لها علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد، وحاليا نحن في مرحلة أن يتهم الادعاء أشخاصا فقط، ولا يتهم أحزابا أو حكومات، والدفاع له مطلق الحق في الترافع والدفاع عن المتهمين، وأهم جزء من الاجراءات في هذه المحكمة هو سماع صوت المتضررين".