«من فات قديمه تاه» مثل شعبى قديم ومشهور، قد يبرز الشخصية المصرية التراثية التى نبعت من حواريها وشوارعها وأقاليمها المختلفة من كل الفنون التراثية التى تزخر بها مصر، والتراث ما خلفه الأجداد لكى يكون عبرة من الماضى ونهجا يستقى منه الأبناء الدروس ليعبروا بها من الحاضر إلى المستقبل، وهو ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية، وهو علم يدرس الآن فى الكثير من الجامعات والمعاهد الأجنبية والعربية لذا فإن الاهتمام به من الأولويات الملحة. استعد الدكتور عادل عبده، رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، لإطلاق وتفعيل مشروع جمع التراث الشعبي، وتم طرحه أثناء اجتماع لجنة الفنون الشعبية والتراث بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور الدكتور سميح شعلان، مقرر اللجنة، همت مصطفى، أمين اللجنة، وباقى أعضاء اللجنة، لتقديم وإضافة بعض المقترحات، ورحب الدكتور سعيد المصري، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، بالمشروع مؤكدا أنه مهم جدا ويعمل على حفاظ طمس الهوية المصرية التراثية، وقد اهتم جميع أعضاء اللجنة بهذا المشروع على رأسهم الدكتور محمد شبانة، الدكتور مرسى الصباغ، سمير جابر، وهذا المشروع برعاية وزارة الثقافة وقطاع شئون الإنتاج الثقافى، وتحت إشراف الفنان أشرف عزب، مدير إدارة البحوث والتراث بالبيت الفنى للفنون الشعبية، وقد قدم هذا المشروع قبل سابق منذ فترة تولى البيت فى عهد الفنان عبدالغفار عودة، والفنان حمدى الجابري، والفنان عبدالرحمن الشافعى وتم جمع هذا التراث دون أى استفادة منه، واليوم نعيد إطلاقه وتفعيله حتى تسفيد منه فرق البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية. وقال الدكتور عادل عبده، إن التراث الشعبى غنى بمئات الموضوعات مثل «العادات والتقاليد، المعتقدات، الأدب الشعبي، فنون الأداء الشعبي، الثقافة المادية، التى تتضمن ما يسمى عادات «دورة الحياة» مثل الزواج والميلاد والوفاة، والأعياد، العادات اليومية، وأيضا «المعتقدات» التى تتضمن «الطب الشعبي، المعتقدات الخاصة بالأولياء، والأحلام، والسحر، والأحجار والألوان. أما «الأدب الشعبي» فيتضمن الحكايات الشعبية، والمواويل، السير الشعبية، الأمثال، الرقى والتعاويذ، نداءات الباعة، كذلك فنون الأداء الشعبى التى تتضمن المسرح الشعبي، الرقص الشعبي، الألعاب الشعبية، الموسيقى الشعبية، أما الثقافة المادية تتضمن الحرف الشعبية، العمارة الشعبية، الحلى والأزياء، الأسلحة. وأضاف «عبده»، أن الأهمية الكبيرة لجمع التراث الشعبى كمادة خصبة للاستلهام منها فى أعمال الفرق الفنية للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية، كما أنها بمثابة دافع الوطنية والهم القومى لمواجهة محاولات طمس الهوية المصرية، وقد يستلزم هذا الجمع فى شكل بعثات رسمية للجمع الميدانى تتكون من «خبير التراث الشعبي» وهم أحمد مرسي، محمد الجوهري، سميح شعلان، عطار شكرى وغيرهم، و«مصمم استعراضات» فرقة رضا، الفرقة القومية، الفرقة الاستعراضية، و«ملحن موسيقي» عطاف سعيد القومية للموسيقى الشعبية، والفرقة القومية للفنون الشعبية، فرقة رضا، أنغام الشباب، و«مصور فوتوغرافى» من العلاقات العامة، «مصور فيديو التراث»، «موثق «التراث»، «جامع بيانات واستبيانات التراث». وأوضح «عبده»، أن أسلوب تنفيذ المشروع يتضمن حصر وتحديد المحافظات والمناطق التى يشملها البحث ويتم بها وضع اعتبار ظروف المناخ والظروف السياسية واختيار التوقيت المناسب للمحافظة، كما يتم مخاطبة المحافظة بالمادة التراثية المراد جمعها لترتيب إجراءات الاستضافة مثل محافظة مرسى مطروح، وواحة سيوة، والواحات الداخلة والخارجة، حلايب وشلاتين، سيناء الشمالية والجنوبية، النوبة، البحر الأحمر، فيما يتم تقسيم مجموعات العمل وفق خطة للجمع تحت إشراف إدارة التراث الفنان أشرف عزب، على أن تشمل كل بعثة خبيرا تراثيا، ومصورين، ومصممين، وموثق، وجامع بيانات، كما تهتم البعثة بجمع الموسيقى الشعبية، والرقصات، وبعض الأدوات والحرف التقليدية، والأمثال، والمرويات، والحكايات الشعبية، والحلي، والأطعمة، والمناسبات، والاحتفالات، وتحضر البعثة احتفالات الزواج وغيرها من الاحتفالات الشعبية، وخاصة إذا كان لها مردود أو مدلول اجتماعى أو طقوس دينية أو عقائدية، على أن تشمل مدة كل بعثة 15 يوما كاملا ويحق لرئيس البعثة قطع المدة قبل انتهائها فى حالة استكمال كل البيانات. كما يعتمد أسلوب الجمع على التصوير الفوتوغرافى وتصوير الفيديو، إلى جانب التسجيلات مع بعض الإخباريين فى حالة عدم وجود بعض العادات الموروثة، وبعد جمع كل البيانات يتم وضعها فى غلاف الأسطوانات للمادة المصورة والمسجلة، وفى حالة عدم توافر مادة تراثية فى إحدى المحافظات لاختلاف الموسم يتم الرجوع إليها فى وقت لاحق، فيما يتم تجهيز استمارات الجمع والاستبيان والإخبارى عن طريق إدارة التراث وكذلك كاميرا الفيديو، كما يتم جمع المادة التراثية فى شكل نشرات دورية شهرية يتم إصدارها طوال العام.