تستعد الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، اليوم الأحد، لتفقد متحف الروائي العالمي نجيب محفوظ ب"تكية أبو الدهب" الواقعة خلف الجامع الأزهر، برفقة الدكتور فتحي عبد الوهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، للوقوف علي أخر المستجدات بالتكية. ويعود تاريخ المنطقة التي تعتبر ثاني أهم مجموعة أثرية تجسد روعة العصر الإسلامي بعد مجموعة الغوري، إلى ما يزيد عن مائتي عام، عندما أنشأ محمد بك أبو الدهب، أحد أمراء مصر وولاتها، مجموعته الشهيرة بمنطقة الأزهر والتي شملت مسجد ووكالة وتكية عام 1187ه لتكون مدرسة تساعد الأزهر في رسالته العلمية؛ والوكالة أنشأها لإحياء صناعة وبيع الذهب، لكنها تحولت بعد ذلك إلى وكالة لبيع المحاصيل الزراعية، ثم أسس رجل فلسطيني عام 1890 مكتبة مكانها لبيع الكتب الدينية والأثرية، فيما لا يزال المسجد باقيًا في موضعه، وتحولت التكية إلى مزار بعدما كانت تقدم الطعام والشراب للمحتاجين. وتتمتع تكية أبو الدهب بموقع فريد، فهي تطل على جامع الأزهر من واجهته الجنوبية الشرقية، وعلى شارع الإمام محمد عبده من واجهته الجنوبية الغربية، كما تتقاطع مع شارع الأزهر، وبالقرب منها يوجد خان الزراكشة؛ وتضم سبيلًا وكُتابًا وحوضًا كان يستخدم في السابق للدواب، وبها مسجد مكون من ثلاثة طوابق أنشئ للمتصوفين آنذاك، إضافة إلى حوض وسبيل ملحقين بالمسجد من الناحية الجنوبية، فيما يطل الحوض والسبيل بواجهتهما الرئيسية على شارع الإمام محمد عبده بالأزهر تجاه سوق التبليطة؛ وهي تختلف عن التخطيط المألوف للتكايا؛ وتعتبر واحدة من أهم الملامح التي انتشرت في العصر العثماني، التي تمزج الروحانيات فيه بالعمارة التاريخية، كما تشكل تحولا من نظام "الخانقاوات" الذي كان سائدًا في العصر المملوكي، وذلك لإيواء العاطلين من العثمانيين المهاجرين من الدولة العثمانية الأم والنازحين إلى الولايات الغنية مثل مصر والشام. وبناء على قرار وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني رقم (804) لسنة 2006 تم تخصيص تكية محمد أبو الدهب، وهي الأثر الذي يحمل رقم 68 بمحافظة القاهرة بصندوق التنمية الثقافية ليكون مركزًا ومتحفًا للأديب الكبير نجيب محفوظ؛ حيث من المفترض -بعد انتهاء الأعمال الكاملة- أن يضم الدور الأرضي متحف الأديب الراحل، وهو عدة قاعات توضع بها المتعلقات الشخصية له، ومكتبة لمؤلفات نجيب محفوظ بالعربية، ومكتبة لمؤلفات نجيب محفوظ بالأجنبية، وقاعة عرض سينما، ومكتبة للإعارة الخارجية؛ بينما يضم الدور الأول فصل لدراسة السيناريو، وفصل لدراسة الكتابة الإبداعية، وقاعة المكتبة، وقاعة متعددة الأغراض للندوات والعروض، وقاعة جاليري، ومكتبة التسجيلات الفنية، ومكتبة لكل ما كتب عن نجيب محفوظ بالعربية واللغات الأجنبية؛ على أن يكون الدور الثاني مكاتب إدارية لتفتيش المنطقة الأثرية من موظفي وزارة الآثار، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية بوزارة الآثار على تعديل القرار السابق الخاص بتخصيص الدورين الأول والثاني للمتحف؛ وهو القرار الذي تأخر تنفيذه لسنوات طويلة تغير عبرها العديد من وزراء الثقافة.