كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن قلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تردي الأوضاع في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس - الفرع الفلسطيني للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية المحظورة - خاصة وأن تقديرات المنظومة الأمنية بشأن اتفاق التهدئة الموقّع في أعقاب عملية "عامود السحاب" - بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية - في طريقها إلى التلاشي، بالرغم من أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن حركة "حماس" ليست معنية بتفجير الأوضاع، وأن لديها رغبة الآن في المحافظة على الهدوء في هذه المرحلة. وأوضحت مصادر عسكرية إسرائيلية للصحيفة، أن السلطات المصرية الحالية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لا تمارس ضغوطا على حركة "حماس"، بل إن العلاقات بين الجانبين قد انخفضت بشكل دراماتيكي، وكان هذا مغايرا لما كانت عليه الأمور في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، والذي كان متواجدا وقت التوصل إلى تفاهمات الهدنة مع "حماس". وأضافت "معاريف" أن الجهات السياسية الإسرائيلية تشير إلى أن السلطات المصرية تطلب من إسرائيل عدم الرد على الصورايخ التي يتم إطلاقها من قطاع غزة، خاصة وأن نشاط الجيش المصري في تدمير وإغلاق الأنفاق في رفح يصبّ في مصلحة إسرائيل، وأشارت إلى أن عدم اهتمام الجانب المصري بالضغط على "حماس" في الوقت الراهن، أدى إلى ارتفاع وتيرة إجراء تجارب صاروخية بعيدة المدى، والتي تصل إلى مسافات بعيدة، وهو ما يُعدّ خرقا للتفاهمات الموقعة بين حماس وإسرائيل، وأن "حماس" لا تمنع المظاهرات الأسبوعية التي تجري على الجدار الحدودي على بعد 100 متر فقط من السياج الحدودي. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل لا تجري اتصالات مع حركة "حماس"، كونها المسيطرة على قطاع غزة منذ 2007، أما الجانب المصري فلا يقوم بدوره في هذه المرحلة كوسيط - بحسب اتفاق وقف إطلاق النار بعد عملية "عامود السحاب" - بسبب انخفاض مستوى الاتصالات مع حماس لأدنى مستوى بعد عزل محمد مرسي وإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة. وأوضحت أن الجانب المصري يرفض المطالب الإسرائيلية بالضغط على "حماس"، لأنه في حال الموافقة على الدخول في حوار مع "حماس" فإنه سيضطر إلى وقف المداهمات وعمليات إغلاق الأنفاق، كما أنه سيضطر إلى وقف الحرب التي يشنّها ضد جماعة الإخوان الإرهابية وعناصر حركة "حماس" في سيناء، كما لفتت الصحيفة إلى أن المصريين يعتقدون أن هدم الأنفاق على الحدود مع "غزة" يعتبر المواجهة الأكثر أهمية، التي يمكن أن تقوم بها مصر أمام "حماس"، في حين نقلت الصحيفة - عن مصادر مقربة من وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي - قولها إن هدم الأنفاق مع "غزة" خطوة تخدم المصالح الإسرائيلية. وأشارت "معاريف" إلى أن الجانب المصري وجّه انتقادات أكثر من مرة لإسرائيل حول سياسة وزير الدفاع "موشيه يعالون"، المتعلقة بالرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، موضِّحين أنهم يدركون تعقّد الأمور على أرض الواقع، لكنهم طالبوا إسرائيل بالتصرف بعقلانية، وعدم استخدام الطائرات للرد على إطلاق الصواريخ من غزة. وأوضحت مصادر مقربة من المخابرات المصرية، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة أصبحت لا تحتمل، نتيجة إغلاق أكثر من 90 % من الأنفاق، وعدم سماح إسرائيل بإدخال مواد البناء، الأمر الذي يصعب على "حماس" السيطرة والضغط على فصائل مقاومة صغيرة، وأشارت الصحيفة إلى أن الاتصالات التي تجري بين حماس وأجهزة الأمن المصرية، تؤكد "حماس" - من خلالها - عدم رغبتها في تدهور الأوضاع، ورغبتها في استمرار الهدوء وتفاهمات الهدنة، وهذا ما يفسر الموقف المصري الغاضب من ردود الفعل التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي تجاه كل صاروخ يطلق من قطاع غزة، والذي قد يقود إلى تدهور خطير وتفجير جديد مع قطاع غزة.