تضافر عمل الكنيسة الكاثوليكية مع ما قام به البابا شنودة الثالث الذى واجه إسرائيل فكريا بعدد من المنشورات، من ذلك بعث البابا بعدد من المنشورات إلى الجنود على الجبهة، والشعب المصرى ككل فى وقت الحرب، وتكلم خلالها عن فكرة أن «إسرائيل هى شعب الله المختار»، مشددًا على أنها لا أساس لها حاليا من الصحة، لأنها كانت تقصد فى ذلك الوقت ما اختارهم الله وخرج بهم موسى النبى من أرض مصر. وأيضا بعث منشور ثانى، قال فيه: «إن سيناء لم تكن يوما موطنا لإسرائيل، بل كانت على العكس، أرض متاهة ومكان تأديب، فعندما خرج بنو إسرائيل من مصر، يقول الكتاب المقدس إن الله شاء أن يتيهوا فى برّية سيناء، وقضوا 40 سنة، حتى مات كل المتمردين والعصاة، ولم يبق من بنى إسرائيل سوى اثنين، فأرض سيناء هى التى شهدت العجل الذهبى الذى صنعه بنو إسرائيل، وسجدوا له، وقدموا له الذبائح، وهكذا نجسوا الصحراء النقية بعبادة الأوثان، وأرض سيناء شهدت تذمر بنى إسرائيل على الرب من أجل الطعام والشراب، وبكوا، وقالوا من يطعمنا لحما؟ بل تمردوا على موسى وهارون، وأرادوا أن يرجموهما فى سيناء». ولكن لم تكن المشاركه بالمنشورات فقط، بل أيضا قام البابا بزيارة جبهة الحرب أكثر من مرة قبل حرب أكتوبر المجيدة وبعدها، وقام بزيارة جنودنا الجرحى فى المستشفيات ودعمت الكنيسة جيشنا فى الحرب بالدعم الروحى والمعنوى والمادى من كافة كل شىء يحتاجون إليه. والشىء المستحيل نسيانه أيضا، أن البابا شنودة كان ضابط احتياط فى شبابه، وكان داعما لمصر فى وقت الحرب عام 1948، كما قام الأنبا أغريغوريوس أسقف البحث العلمى والدراسات، بتفنيد مزاعم إسرائيل فى كتاب صغير بعنوان «مزاعم إسرائيل السبعة» وأيضا كتب الأنبا يؤانس، أسقف الغربية، كتابا على نفس المنوال بعنوان «إسرائيل فى الميزان» ونظمت عدد من كنائس القاهرة تدريبات للأقباط فى الدفاع المدنى وتطوعت راهبات الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، ومنهن الراهبات القبطيات المصريات اللواتى تطوعن فى خدمة التمريض بالمستشفيات لمعالجة المصابين، وزار الأساقفة والكهنة المستشفيات وقاموا بالتبرع بالدم، أما أقباط المهجر فجمعوا التبرعات وقدموها للسفارات المصرية فى أمريكا وأوروبا.