حل أمثل للتخلص من حرارة الصيف المحرقة، أمل لكل ظمآن في أن يعادل من درجة الحرارة الصعبة التي يعاني منها كلنا على اختلاف أجسامنا، فهي تثلج القلوب وتنعش الأجسام وتعدل المود.. إنها محلات العصير، تلك البقعة التي يمكنها أن تخفض من درجة حرارة جسدك التي تقارب درجات الانفجار في صيف يوليو، والتي مهما زاد ثمن ما تقدمه لا يغادرها الناس مهما كانت الظروف، حيث وصل كوب العصير في بعض الأماكن إلى 30 جنيهًا، وفي النهاية هي مجرد ثمرة يتم عصرها وتشرب "على الواقف" وهناك آخر لا يختلف عنه إلا في سعر الكوب الذي يصل إلى 3 جنيهات ونصف الجنيه، ولكن يبقى السؤال كيف تظل تلك البيوت مفتوحة في فصل الشتاء الذي قارب دق البيبان. البداية من شارع السودان، حيث يتحدث محمد المغبون، صاحب أحد محلات العصير بالقرب من شارع همفرس حيث يقول: الأمور ببساطة هي "السعي نحو الرزق" ففي الصيف نبيع أكثر من 200 كوب عصير في اليوم، وأحيانًا تكون أكثر من ذلك، ويمكن أن نبيع كل تلك الأكواب بخلاف بيع الجملة من "الشفاشق الكبرى التي تكفي ل100 كوب كامل، وهذا بخلاف المناسبات التي يصادفها المحل بالقرب منه كالشبكة مثلا فيقوم العريس بعزومة "شاب جريء" ويأخذ عدد لا بأس به من أكواب العصير، وفي الشتاء لا نقوم إلا ب"صنعة لطافة". ويتابع: المحل الذي يعصر القصب، يقدم السحلب، هذا بالإضافة إلى نشاطنا العادي، ولكن لا مانع من تقديم حمص الشام، ولا مانع أيضًا من تقديم البليلة، والعام الماضي قدمنا عصير الدوم ساخنًا ولقى رواجًا جيدًا خاصة مع الأفارقة المقيمين بالقرب من المكان، فالأكيد أن المحل فاتح بيوت ولا يمكن لتلك البيوت أن تعيش بشكل موسمي، ولو وصلت يمكن أن أبيع القصب مغليًا. ومن شارع جامعة الدول العربية، وبالقرب من شارع شهاب، تكمن عدد من محلات العصير هناك ليتحدث أيمن عز الرجال، صاحب أحد المحلات هناك ليقول: العصائر أو عصير القصب بشكل خاص لم يكتب على صدر المحل ليكون خاتمًا على ورق رسمي له، وبالتالي فقانون الرزق يتيح لي أن أذهب إلى أي شيء يمكن أن يدر على بيتي وأولادي والصنايعية المتواجدين بالمحل دخلًا يعينني على الحياة، وبالتالي أنا في فصل الشتاء استأجر أحد عربات الكبدة وصاحبها، وأتيح له الوقوف أمام المحل، أو بشكل أدق في رواقه ويبدأ في عمل الكبدة، وبما أنني لدي أماكن مخصصة للجلوس لشرب العصير، فيمكن أن يجلس الزبائن لأكل الكبدة، وأنا من ناحية أخرى أقدم الشعرية والبليلة أيضًا، فالزبون يحب أن يأكل الكبدة التي تعينه على برد الشتاء من ناحية ويمكنه أن "يحليه فمه" بعد ذلك بشعرية باللبن من شغل المحل ويزيد من محاربته لبرد الشتاء. ومن حي العجوزة تتحدث نوا السيد، صاحبة أحد المحلات هناك، والتي تقول: للأسف عصير القصب ليس موضة في مصر، فالآيس كريم مثلًا موضة في مصر، بالناس تتداول على صفحات السوشيال ميديا أكل الآيس كريم في الشتاء وحب الصقيع والشتاء، ولكن للأسف عصير القصب أو البرتقال ليس موضة، وبالتالي نضطر في الشتاء إلى عمل كسكسي بالسكر وشعرية بالسكر، خاصة وأن أغلب المقيمين حولنا من كبار السن، الذي يدأبون على أكل الشعرية والكسكسي بشكل مستمر، وحتى في الصيف يأتون إلى المحل لطلب الأكلات بنفس درجة طلبهم للعصائر.