يحل اليوم علينا ذكرى رحيل الرئيس جمال بعد الناصر الثامنة والأربعون، وكان الرئيس عبدالناصر أول رئيس قام بمساواة المرأة بالرجل وتحقيقها بشكل واقعي، حيث أصبحت المرأة في عصرة نائبة ووزيرة، ورئيسة تحرير، جعل المرأة ذو قوة وصوت ورأي وأيضًا معارضة، ومن أبرز السيدات التي كان لها نضال كبير، ولكن لها صدام مع الرئيس الراحل، هي "درية شرف"، وتبرز "البوابة نيوز" تفاصيل هذا الصدام. وبدأ الصدام بين "عبدالناصر"، و"درية"، عندما دخل نظام الرئيس "جمال عبد الناصر" في مواجهة مع "درية شفيق" وذلك بعد محاولات درية تحويل جمعية "بنت النيل" إلى حزب سياسي ينادي بحرية المرأة. وأدى هذا الصدام إلى أن إعلان الحكومة منع عضوات "بنت النيل" من الترشح للبرلمان، إلا أن "درية" قامت بوصف حكم عبد الناصر بالديكتاتور، مما أدى إلى عزلها سياسيا عن المجتمع بعد أن اصدر جمال عبدالناصر قرارا بتحديد إقامتها في بيتها، وظلت في وحدتها هذه حتي وفاتها عام 1975. وفي يوم 6 فبراير عام 1957، بدأت صرعاتها الحقيقية مع عبد الناصر، عندما دخلت "درية شفيق" السفارة الهندية على بعد خطوات من مسكنها بالزمالك، وأرسلت بيانا ل" عبد الناصر" جاء فيه: "نظرا للظروف العصيبة التي تمر بها مصر قررت بحزم أن أضرب عن الطعام حتى الموت.. وأنا كمصرية وكعربية أطالب السلطات الدولية بإجبار القوات الإسرائيلية على الإنسحاب فورا من الأراضي المصرية.. وأطالب السطات المصرية بإعادة الحرية الكاملة لمصريين رجالا ونساءً وبوضع حد للحكم الديكتاتوري الذي يدفع بلادنا إلى الإفلاس والفوضى، واخترت السفارة الهندية لأن الهند بلد محايد ولن أتهم بأنني فضلت معسكرا ما". واستشاط "جمال عبد الناصر" غضبا لأن الشرطة المصرية لا تستطيع أن تدخل السفارة الهندية للقبض على "درية"، وقد أفردت الصحافة الأجنبية مساحات واسعة عن إضراب "درية" ومطالبتها بإنهاء الدكتاتورية في مصر وخرجت صحيفة"لندن تايمز" آنذاك بعنوان "المدافعة المصرية عن حقوق المرأة تضرب عن الطعام في السفارة الهندية"، أما الصحيفة الألمانية (دي فيلت) خرجت بعنوان "إمرأة من وادي النيل ترفع راية المقاومة ضد عبد الناصر". وولدت درية في مدينة طنطا عام 1908، ودرست في مدرسة البعثة الفرنسية بها، وكان جدها من أعيان طنطا، ووالدها مهندسًا بالسكة الحديد، وقامت بالعديد من التضحيات وناضلت من أجل حصول المرأة على حريتها حتى دفعت حياتها ثمنًا لذلك النضال، كما لقبت ب"الزعيمة المعطرة"، "وزعيمة المارون جلاسيه"، وذلك بسبب جمالها الفائق، فلم ترحمها الانتقادات ولكنها لم تتأثر بهم واستكملت مسيرتها النضالية للمساواة بين الرجل والمرأة ودفعت حياتها ثمنًا لذلك. وقامت بإنشاء أول مجلة نسائية ناطقة بالعربية، وأدخلت المرأة البرلمان، وتسببت في إعطائها حق الترشح للانتخابات العامة، كما أنشأت أول حزب نسائي في مصر، وكرّست حياتها للإهتمام بالمرأة، ولكن دخل حياتها عدة رجال أثروا في حياتها تارة بالسلب، وأخرى بالإيجاب.