بحث وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة اليوم الثلاثاء مع وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن ، الذي يزور عمان حاليا ، مستجدات الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها. وأكد الوزيران على أهمية المفاوضات المباشرة التي تجري حاليا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وضرورة تضافر جهود جميع الجهات ذات العلاقة لتحقيق التقدم المطلوب على هذه المفاوضات وخلال الفترة الزمنية المحددة لها. وعرض جودة مع أسلبورن نتائج جولته إلى لندنوباريس واللقاءات التي أجراها وزيارات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة ، ونتائج لقائه بلجنة مبادرة السلام العربية في باريس أمس الأول الأحد. وجدد وزير الخارجية الأردني التأكيد على موقف المملكة الثابت التي تعتبر أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والمتواصلة جغرافيا وعاصمتها القدسالشرقية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 استنادا إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية هي مصلحة وطنية أردنية عليا..مشددا على أن الأردن معني بجميع قضايا الحل النهائي التي ترتبط بمصالح حيويه أردنية. وناقش الجانبان التحضيرات الجارية لمؤتمر (جنيف 2) المنوي عقدة في الثاني والعشرين من يناير الجاري بهدف التوصل إلى حل سياسي للوضع في سوريا ، ووقف نزيف الدماء هناك. وقال جودة إن موقف الأردن منذ بداية الأزمة السورية يدعو إلى وقف نزيف الدماء والعنف والتوصل إلى حل سياسي يضمن أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري. وأشار إلى العبء الكبير الذي يتحمله الأردن نتيجة وجود أكثر من 600 ألف لاجئ سوري على آراضيه وتقديم الخدمات لهم ، مؤكدا على أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته في دعم ومساندة الأردن لتمكينه من الاستمرار بأداء هذا الدور الإنساني المهم الذي يتحمله نيابة عن العالم. وتطرق الجانبان للدور الذي سوف يلعبه الأردن من خلال عضويته في مجلس الأمن وأهمية القضايا التي ستطرح خلال الشهر الحالي ، إضافة إلى القضايا التي سيتم طرحها عندما تتولى لوكسبورج الرئاسة في مارس القادم والتنسيق بين الطرفين. ومن جهته .. عبر وزير خارجية لوكسمبورج عن تقدير بلاده ودعمها للدور المحوري الأردني بقيادة الملك عبدالله الثاني لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وهو ما يحظى بتقدير واحترام المجتمع الدولي..مؤكدا تقدير بلاده لاستضافة الأردن للاجئين السوريين وتقديم الخدمات لهم. وأكد استمرار لوكسمبورج في دعم الأردن لتمكينه من الاستمرار بإيواء وخدمة هؤلاء اللاجئين. وقال جودة - في تصريحات عقب اللقاء – "إن لوكسمبورج عضو غير دائم في مجلس الأمن والتنسيق بيننا ضروري ومستمر في هذه المرحلة وسوف يشارك أسلبورن شخصيا في الجلسة التي يعقدها المجلس في العشرين من الشهر الحالي حول حالة الشرق الأوسط والقضايا المختلفة التي سيتم طرحها". ووصف العلاقات على المستوى الثنائي بأنها "ممتازة" ، علاوة على أن الأردن يحصل على الوضع المتقدم في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي ودائما لوكسمبورج صوت يقف إلى جانب المملكة وكل ما من شأنه أن يعزز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وبدوره .. قال وزير خارجية لوكسمبورج "إننا ندرك في أوروبا وفي بلادنا حجم العبء الكبير الذي يتحمله الأردن نتيجة النزاع في سوريا ..وأننا سوف نستمر بدعم المملكة"..مشيرا إلى أنه سوف يشارك في مؤتمر المانحين بالكويت غدا الأربعاء وسوف يتعهد بمبلغ 5 ملايين يورو من لوكسمبورج إضافة إلى تقديم مساعدات مالية مباشرة للحكومة الأردنية وسيارات إسعاف لمخيمات اللاجئين جرى تقديمها في وقت سابق. وأعلن أن بلاده سوف تخصص خلال رئاستها لمجلس الأمن في مارس القادم جلسة للمساعدات الإنسانية بخصوص سوريا ..داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته في مساعدة ودعم الأردن لتمكينه من الاستمرار بأداء دوره الإنساني. وعبر أسلبورن عن أمله في أن يعقد مؤتمر (جنيف 2) للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا ، قائلا "إن لدى الأردن ولوكسمبورج إرادة سياسية لإيجاد حل سياسي لهذا الصراع".