كشف بيان صادر عن رئاسة الأركان الفرنسية، تفاصيل ضربة جوية أسفرت عن مقتل القيادي ب"تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى"، محمد أغ المنير، وأحد مقربيه في شمال مالي. ونقلت "فرانس برس" عن البيان القول، إن الجيش الفرنسي شن غارة جوية ليل الاثنين استهدفت موقع مجموعة داعشية في منطقة ميناكا في شمال مالي، أعقبها تحرك بري للسيطرة على الموقع. وأضاف البيان أن العملية العسكرية بدأت ليلا بضربة جوية نفذتها مقاتلتان من طراز "ميراج-2000"، فيما انتشرت قوات على الأرض بعد انتهائها، ولاحظت مقتل محمد أغ المنير وأحد حراسه القريبين، بالإضافة إلى مقتل مدنيين اثنين هما امرأة وفتى، وإصابة أحد عناصر المجموعة الإرهابية ومدنيين اثنين آخرين. وأعربت رئاسة الأركان الفرنسية في بيانها عن "أسفها"، لسقوط ضحايا مدنيين وقدمت تعازيها إلى عائلتي القتيلين، كما أشارت إلى إجراء تحقيق "لتحديد كيفية مقتل المدنيين في هذه الضربة"، مضيفة أن "المعايير الفرنسية لإطلاق النار حازمة جدا وتهدف إلى تجنب سقوط مدنيين". ويتواجد "تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى"، على الحدود بين مالي وبوركينا فاسو ويقوده المدعو عدنان أبو الوليد الصحراوي، الذي انشق عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وشارك أيضا في قيادة "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، وهي تنظيم مالي متطرف. وفي 1 يوليو، أصيب ثمانية جنود فرنسيين على الأقل في هجوم استهدف دورية عسكرية في منطقة غاو في شمال مالي المضطرب. ونقلت "فرانس برس"، عن الناطق باسم وزارة الدفاع في مالي أبو بكر ديالو، قوله حينها إن هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف دورية عسكرية مشتركة لجنود من ماليوفرنسا، ما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين وإصابة ثمانية جنود فرنسيين على الأقل. وبدوره، قال الناطق باسم الجيش الفرنسي باتريك شتايجر، إن عددا من المدنيين قتلوا في هجوم بمدينة جاو، وإنهم يسعون للتحقق من حالة 30 جنديا فرنسيا كانوا في الدورية التي تعرضت للهجوم، مشيرا إلى أن الانفجار وقع قرب ثلاث مركبات فرنسية. وتابع: "مدرعات لقوة برخان العسكرية الفرنسية كانت تسير دورية في غاو في شمال مالي، عندما وقع انفجار مجهول المصدر وتسبب بعدد كبير من الضحايا المدنيين، بينهم أطفال". وجاء انفجار غاو بعد يومين من هجوم انتحاري الجمعة الموافق 29 يونيو على مقر قيادة قوة مجموعة الساحل الأفريقية في مدينة سيفاري في وسط مالي. وقالت "فرانس برس"، حينها إن الهجوم وقع في وسط مالي بعد ظهر الجمعة، ونفذه عدد من المسلحين الذين استخدموا صواريخ وسيارة ملغومة لمهاجمة مقر القوة الإفريقية، مشيرة إلى أن بعضهم خاض معركة بالأسلحة النارية مع قوات مالية. والهجوم هو الأول على المقر العام لقوة مجموعة الساحل التي تشارك فيها مالي وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا وتشاد وتشكلت عام 2017 للتصدي للجماعات المتشددة في منطقة الساحل في غرب افريقيا، خاصة تنظيمي القاعدة وداعش. وسيطرت جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة على شمال مالي من مارس 2012 إلى يناير 2013 عندما أطلقت عملية عسكرية دولية بمبادرة من فرنسا. وعلى الرغم من تشتيت هذه الجماعات وطردها، ما زالت مناطق بأكملها من البلاد خارجة عن سيطرة القوات المالية والفرنسية وقوة الأممالمتحدة، بالإضافة إلى ظهور داعش أيضا.