صبيحة أول أيام عيد الأضحى، يجتمع المصريون على مائدة لا تخلو من طبقين رئيسيَّين، يعود تاريخهما إلى العصر الفرعوني. الطبق الأول يُعرف الآن «الفتة»، والثانى هو «الرقاق»، بحسب باحثَين فى تاريخ المصريين القدماء. قال دكتور وسيم السيسي، وهو باحث متخصص فى علم المصريات، إن «حياة المصرى القديم، لا سيما فى عصور الترف، كانت قائمة على الخبز واللحم، وهناك أنواع كثيرة للخبز بأشكال مختلفة، ومن الطبيعى أن تتغير الأسماء، وأن تتطور العادات والتقاليد، لكن ما نراه الآن من الفتة والرقاق هو وثيق الصلة بعهد المصرى القديم بصورة كبيرة للغاية، ومن يعود إلى صور قرابين الفراعنة فالفتة لها أثر فى تاريخ الفراعنة، عبر خلط كسرات الخبز مع قطع اللحم». ويشير إلى أنها سُميت بهذا الاسم؛ لأنها تطهى من «فتات» الخبز، والأرز وقطع اللحم، وكان يعتبرها ملوك الفراعنة أكلة رفيعة المستوى. وفى السياق ذاته، يرى محمد عفيفي، الأكاديمى المصرى المتخصص فى التاريخ، أن العادات والتقاليد لا تبقى على حالها، لكن تتعدل مع مرور الزمن، مشيرًا إلى أن المصريين يتمسكون بها بشدة بخلاف بعض الدول العربية. ويُعرف عيد الأضحى، فى مصر باسم «العيد الكبير»؛ لأيامه التى تصل ل4 أيام يسبقها يوم وقفة عرفة، بخلاف عيد الفطر المسمى العيد الصغير، كما يُعرف أيضًا بين عدد من الأوساط ب«عيد اللحمة»؛ لتوزيع لحوم الأضاحى فيه وحرص المصريين على شراء كميات، حتى لو صغيرة، قبل حلوله.