فى صحراء مصر الغربية بمحافظة مطروح، يبقى الضأن من نوع «البرقى» هو سيد الأضحيات، وتنتشر خراف «البرقى» منذ القدم فهى السلالة التى يتم تربيتها فى الصحراء، ويرجع تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى موطنها الأصلى فى إقليم «برقة» فى ليبيا منذ مئات السنين. اعتاد أهالى مطروح على شراء الأضحية سنويًا، وذبح لحم الخروف «البرقى» وهو ما يسمى فى مطروح ب «الحُولى» للذكر و«الحُولية» للأنثى منه، حتى أن 99٪ من الأسر المطروحية تحرص على ذبح الضأن «البرقى»، والنسبة المتبقية تنحر الماعز أو الأبقار. وتمتاز أضحية البرقى عن غيرها فى ربوع مصر باللحم الأحمر، وقلة الدهون، ووجود لية صغيرة لا تتجاوز الكيلو الواحد، أما الدهون فتكون موزعة على باقى الجسم ولا تشعر بوجودها، بخلاف المذاق الطيب لمرعاها الطبيعى على النباتات والحشائش الصحراوية الطبيعية. أبناء القبائل البدوية يتمسكون بالعادات والتقاليد المتوارثة من الأجداد للآباء ووصولا للأبناء، حيث يطلقون على عيد الأضحى «عيد اللحم»، ويحرصون على النحر، فلا تجد بيتا يخلو من الأضحية فى العيد، ويهتمون بالأضحية ويقومون بتجهيزها قبل العيد بمدة طويلة تصل لأربعة أشهر، ويطلق على هذا التجهيز مصطلح «يشمّلوها» أى يحضروها ويسمنوها للعيد، بربطها طوال هذه المدة والاهتمام بعلفها من نواة التمر المدقوق والشعير والقمح، وفى صباح يوم العيد يذهب الرجال لصلاة العيد بينما تجر العجوز «الأم» الأضحية وتقوم بربطها فى مقدمة المنزل، اعتقادا بأن الأضحية تقوم بالتسبيح فى هذا اليوم، ثم يقوم أكبر الرجال «الشايب» فى النجع بعملية ذبح كل الأضاحي، ويتولى الشباب مهمة سلخها وتقطيعها. ويفضل الغالبية العظمى من أهل البادية الأغنام من سلالة البرقى الشهيرة التى تربى وترعى بالصحراء الغربية، والبعض من أهالى المحافظة لا سيما أبناء وادى النيل يفضلون نحر الأبقار، حيث يشترك البعض من الأقارب أو الأصحاب والجيران فى بقرة واحدة، ويتم إشعال النار بجوار كل بيت وما إن تنتزع الكبد والرئتين والقلب «الفشة» حتى تلقى فى النار المباشرة كما هي، ثم ترفع عن النار وتقطع قطع صغيرة قبل أن توضع على الجمر «الفحم أو الحطب» مرة أخرى للشواء وهى وجبة الإفطار فى ذلك اليوم، أما وجبة الغداء فتكون من الربعين الأيمنين للأضحية مع الطبيخ والمرق «الشربة»، وذلك فى بيت كبير النجع، حيث يأتى كل بيت بقصعة ويتغدى الرجال جميعهم معا فى بيت والنساء والأطفال جميعهم أيضا فى بيت آخر أو يبقى الجميع فى بيت واحد مع وضع «حجبة» من الصوف تقسم البيت لجزءين. وتختلف البيوت فى نوعية طبيخة أول يوم للعيد، فمنهم من كانت «سنته» أو عادته التى لا يغيرها طبخ الفاصوليا البيضاء، ومنهم من يطبخ الملوخية أو البطاطس، ونادرا ما يطبخ الأرز فى أول أيام العيد، وفى اليوم الثانى للعيد يتم تقديد ثلث لحم الأضحية، لأن باقى الأضحية يقدم كهدايا للتزاور. ومن طقوس عيد الأضحى قديما «القديد»، وهو لحم مملح ومجفف يحفظ لأوقات طويلة وتستخدمه النساء فى الطهى بعد ذبح الشاه وتقطيعها لقطع كبيرة، ويتم تعليقها ليوم كامل فى مكان جيد التهوية بعيدا عن ضوء الشمس المباشر، وفى اليوم التالى يقوم الرجل والمرأة