أكد خبراء الصحة بكلية هارفارد الطبية أن الأضواء الاصطناعية تُعطل الساعة البيولوجية للجسم وتؤثر سلبًا على المواد الكيميائية التي يفرزها الدماغ وتدفع الأشخاص إلى استخدام منشطات مثل الكافيين من أجل البقاء مستيقظين لفترة طويلة. وحسب ورقة بحثية نُشرت في الدورية العلمية الأسبوعية "نيتشر-Nature" ذكر فيها البروفيسور الاستشاري في طب النوم شارليز تشياسلر أن الضوء الاصطناعي، بما في ذلك ضوء "LED" الناتج عن الأجهزة الإلكترونية مثل الكمبيوترات المكتبية والأخرى المحمولة كالهواتف الذكية والحواسيب اللوحية تلعب دورًا محوريًا في اضطرابات النوم وتقلبات المزاج. وفسر تشياسلر أن الضوء الاصطناعي يقلص إفراز الدماغ للمواد الكيمائية "الناقلات العصبية" وبالتالي إلى انخفاض إنتاج هرمون "ميلاتونين" الذي يقل بزيادة كمية الضوء، ما يؤدي إلى اضطرابات النوم، كما ينشط الأعصاب المحفزة لليقظة. ودعا تشياسلر إلى التركيز على أبحاث تساعد في تطوير الأساليب السلوكية والتقنية لمواجهة التأثير السلبي للإضاءة الاصطناعية ومسبباته في العصر الحديث. وأشار تشياسلر إلى أن انخفاض في عدد ساعات النوم كل ليلة لا يتسبب في مشكلات تتعلق بأنماط النوم فحسب، بل يمتد تأثيرها على المدى الطويل لتكون سببًا في حدوث أمراض عصرية خطيرة مثل السمنة والسكري وأمراض القلب والسكتات الدماغية لدى البالغين وعدم التركيز لدى الأطفال بشكل ملحوظ، نظرًا للتغيرات الطبيعية في الناقلات العصبية بالدماغ. وقال تشياسلر "هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس تستيقظ وهي منهكة ومتعبة وغير قادرة على العمل بكفاءة، رغم نومها لمدة 7 ساعات متواصلة، إذ تبين وجود عامل مهم لم يُلتفت إلىه وهو الضوء الاصطناعي، الذي هو محور أبحاث عديدة في الوقت الراهن". وأضاف تشياسلر في ورقته البحثية أن تأثير الضوء الاصطناعي السلبي على ايقاعات الساعة البيولوجية أكبر من الأدوية، مشيرًا إلى الضوء الصادر من الأجهزة الإلكترونية له تأثير أقوى من نظيره الناتج من مصابيح الإضاءة الكهربائية التقليدية.