على الرغم من أن ما تبقى من عام 2018 مازال طويلا بتجاوزه الشهور الخمسة، إلا أن العديد من الأحداث والظواهر الفلكية المهمة التي شاهدها سكان كوكب الارض على مدى أيامه وحتى الآن والمتوقعة خلال الفترة المتبقية، نصبت هذا العام "عاما فلكيا بامتياز" مقارنة بالعام السابق. ومن بين هذه الظواهر الفلكية، ينتظر سكان مصر والعالم العربي فى وقت لاحق مساء اليوم (الجمعة) خسوف كلي رائع للقمر وسيرون زخات شهب لامعة بديعة تتخطى المائة في غياب قمر يحجب روعتها، بالإضافة إلى مجموعة علمية مهمة من الاقترانات والأحداث الفلكية الأخرى. بشائر الامتياز بدأت مع بداية العام وفي يومه الأول، بكون كوكب عطارد أقرب كواكب المجموعة الشمسية للشمس في أقصى استطالة له حول الشمس، وحيثيات التنصيب جاءت لما احتضنته الشهور السبعة الأولى من العام من وصول القمر في حضيض مداره حول الأرض ثم الأرض في حضيض مدارها حول الشمس، واقتران كوكب الزهرة اقترانا علويا مع الشمس، واقتران كوكب بلوتو معها، ووصول القمر في أوج مداره حول الأرض ثم تقابل كويكب سيروس مع الأرض والشمس. وشهد العالم خسوفا كليا للقمر في 31 يناير، استمر لمدة ثلاث ساعات وثلث لم يظهر في مصر والمنطقة العربية كاملا، حيث لم تر مصر إلا دخول القمر في منطقة شبه الظل، فيما يمثل الخسوف الكلي العظيم والذي وصف بالدموي لتحول لون القمر خلاله للون النحاسي أهم حدث فلكي في عام، إلى جانب ثلاثة كسوفات جزئية للشمس خلال العام الميلادي لم ير سكان الوطن العربي أيا منها. وهناك زختا شهب رائعتين خلال العام الحالي، وهما (البرشاويات في أغسطس المقبل والتوأميات في ديسمبر القادم)، حيث تحدث الزخات الشهابية عند مرور الأرض في بقايا مذنب أو كويكب ما أثناء دورتها حول الشمس، فتدخل تلك البقايا للغلاف الجوي بسرعات عالية تصل إلى 70 كيلو في الثانية، ونتيجة احتكاكها بالغلاف الجوي تحترق وتظهر كشهب. ورغم حدوث أول زخات عام 2018 في شهر يناير الماضي (شهب الرباعيات) إلا إن تزامنها مع اكتمال القمر البدر جعل من رؤية شهبها اللامعة والتي بلغت 120 شهابًا في الساعة متعذرا. وسيترك القمر خلال زختى الشهب الباقيتين السماء غروبا مبكرا جدا لتبقى على أهبة الاستعداد لاستقبال الشهب بأعداد مهولة تتراوح ما بين 80 إلى 120 شهابًا في الساعة الواحدة تحديدا في المناطق النائية، وتحدث الزخة الأولى من الشهب وهي "البرشاويات"، ومصدرها بقايا المذنب "سوفت تتل" بداية من الساعة 2 فجرا حتى شروق شمس يوم 12 أغسطس المقبل، حيث تكون ذروة تلك الزخة الشهابية، ويمكن في الليالي المحيطة بذلك الموعد رؤية شهب بعدد جيد، يمكن رؤية، ومع الأضواء فى المدينة يمكن رؤية 20 شهابًا في الساعة. والزخة الثانية هي "التوأميات" وستحدث في شهر ديسمبر القادم، وهي واحدة من أهم وأمتع زخات الشهب طوال العام، حيث يمكن رؤية حوالي 100 شهاب في الساعة فى المناطق النائية، وفي المدن يمكن رؤية من 10 إلى 20 شهابًا في الساعة بحسب الإضاءة، ويتيح القمر الفرصة بغروبه قبل منتصف الليل بساعتين لرؤية الكثير من الشهب ما بين الساعة 12 منتصف الليل إلى الساعة 6 صباح يوم 14 ديسمبر القادم. فيما تكون هناك اقترانات مع النجوم طوال العام، عدا فى شهري أغسطس وسبتمبر المقبلين، وسوف يقترن القمر على مسافات، في الغالب، قريبة جدًا من نجم المليك (قلب الأسد)، ألمع نجوم كوكبة الأسد، وأحد أشهر رفاق القمر والذي قد يحتجب خلفه في بعض الأحيان، ففي 5 يناير والأول من فبراير والأول من مارس و28 أبريل الماضية، وقف القمر على بعد درجة واحدة فقط من النجم اللامع، وخلال الشهور التالية، ستصل تلك المسافة إلى حدود الدرجات الثلاث، ولهذا فإن أحد أهم الاقترانات في هذا العام كانت يوم 9 يوليو الحالى بوقوف كوكب الزهرة بجانب قلب الأسد على مسافة أقل من درجة. أما الدبران، وهو نجم عملاق أحمر مضئ ضمن مجموعة "برج الثور" يعرف أيضًا باسم "نجم عين الثور" فسيقترن كثيرًا مع القمر في عام 2018، وأفضل تلك الاقترانات كانت في شهور يناير وفبراير ومارس الماضية، حيث تواجد القمر على مسافة أقل من درجة واحدة فقط، والدرجة، هي المسافة بين جرمين سماويين، ويمكن قياسها بشكل كروكي عبر مد أصابع اليد للأمام للسماء، فتساوى الدرجة الواحدة ما يغطيه إصبع الخنصر في السماء.