قرية ميت أبو الكوم، إحدى قرى مركز تلا بمحافظة المنوفية، مسقط رأس الزعيم الراحل محمد أنور السادات، والتي جسدت تاريخ الكفاح والنضال للبطل وباتت شاهدة على بصماته وعراقته وأصالته، حوت تلك القرية متحف السادات الذي يزوره الآلاف سنويًا للتعرف على حياته. ميت أبو الكوم كانت شاهدة أيضًا على عدد من الشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ، بداية من زيارات الرئيس جمال عبدالناصر وعدد كبير من الرؤساء ووزراء الخارجية، كما شهدت اجتماعات وقرارات مصيرية غيرت مسار الصراع العربي الإسرائيلي والتى كان أكثرها أهمية "طرد الخبراء السوفيت" والذين بلغ عددهم 15000 خبير خلال أسبوع بدءًا من 15 يوليو عام 1972. فبخلاف منزل الرئيس الراحل السادات والذى تحول إلى المتحف الآن، نجد أن هناك منزلا آخر تربى به الراحل، ففى هذا المنزل البسيط نجد باب خشبى الذى كان يتوضأ به الزعيم الراحل محمد أنور السادات خلف الباب مباشرة، عبارة عن حوض قديم تصب حنفية صغيرة الماء فيه،على بعد خطوات منه الفرن الذى كان يصعد أعلى منه ليذاكر. عاش الرئيس الراحل محمد أنور السادات فترة طفولته بهذا المنزل، حتى شب وانضم إلى مجلس قيادة الثورة ساعده والد زوجته فاشترى له المكان الجديد الذى تحول الآن إلى متحف السادات، وظل المنزل القديم شاهدا على مولد الزعيم بطل الحرب والسلام. وعلى بعد خطوات بسيطة من المنزل يقع المسجد الذى افتتحه السادات وسمي باسمه، وخلد ذكراه، وبجواره مركز شباب السادات، والذى يدل على الأصالة والتاريخ لما قدمه الرئيس لمسقط رأسه بالمنوفية. وكان يحوى منزل السادات على مضيفه التقى بها الرئيس الراحل بعدد كبير من الرؤساء والزعماء ورجال الدولة وأبناء قريته، والتى شهدت مقابلة الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر. وقال سامح الشحيمى مدير المتحف والقائم على الأعمال به والمسئول عن الزيارات، إن بالمتحف صورا نادرة لحياة الزعيم الراحل من بداية حياته حتى لحظة اغتياله وجميع لقاءاته مع رؤساء الدول بالإضافة إلى ألبومات لصور نادرة للرئيس. كما يحوى المتحف، الأطباق الصيني التي كان يأكل بها وأدواته الشخصية وماكينات الحلاقة والبايب الشهير الذي كان يلازمه ومصحفه الخاص به وفرش الأسنان والساعات الخاصة به وملابسه العسكرية حتى البايب الذي كان يستخدمه يوم اغتياله، ساعة اليد الخاصة والتى كانت منقوش عليها آية الكرسى كاملة، صورة من البدلة العسكرية، واصل البدلة العسكرية، الراديو. كما ضم المتحف العصا الخاصة به وزى الغداء وصورته أثناء زيارته إلى القدس، واصل كتابة البحث عن الذات، ويضم المتحف توقيعات الآلاف من الزوار فى 115 سجلا انتهوا بالكامل، وأيضًا مجموعة بالغة الأهمية من ألبومات الصور التى سجلت تاريخ مصر فى حياة السادات قبل توليه الحكم وبعده حتى يوم وفاته، وهى مصنفة تاريخيا بحيث يسهل تتبع تطورها. وأضاف، أنه عقب وفاة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، اشترى المكان بالكامل محمد أنور عصمت السادات، وأضاف على قطعة الأرض أراضي أخرى، لتوسعة المكان، وعرض فكرة إقامة متحف على زوجة الرئيس الراحل، التى وافقت وقامت بتوريد كافة المقتنيات التى كانت لديها لوضعها بمتحف يحمل اسم السادات، وهو ما تم بالفعل. ويضم المتحف المكتبة التى تحتوى على مجموعة هامة من أعداد مجلة التحرير التى نشر بها الرئيس السادات عددا هائلا من المقالات فى الخمسينيات، التى حملت توقيعه وتحدث فيها عن أحوال مصر وعلاقتها بالعالم العربى والغربى، عشية قيام ثورة يوليو، والتى تضم 13 كتابا كتبها الرئيس، وحوالى 500 كتاب كتبت عن الرئيس بلغات مختلفة، بالإضافة إلى مكتبة سمعية وبصرية تتكون من شاشة عرض كبيرة. أهالي القرية يعتزون بانتماء الرئيس محمد أنور السادات لتلك القرية مؤكدين ارتباطه الوثيق بها طيلة فترة توليه الحكم فقد قام بالتبرع بجزء من المكافأة المالية لجائزة نوبل من أجل تطويرها، وقام ببناء عدد من المنازل الحديثة والتي تعمل بالطاقة الشمسية وكانت أول قرية تستخدم فيها هذه التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى بناء عدد من المدارس بمركز تلا. يصفون السادات بالمنقذ، فهو من أنقذ مصر من الاحتلال، ولن يأتى بعده أحد فهو أنقذ مصر من احتلال كان سيظل طوال العمر، ولولا السادات لكنا مثل فلسطين الآن". وأكد الأهالي أن القرية تواجهها العديد من المشاكل فرغم أنها نعم بالصرف الصحى منذ أكثر من 30 عاما إلا أنهم يطالبون باستكمال أعمال الصرف حتى مساكن الأهالي بطريق سكة الخليج المؤدى إلى استراحة الزعيم محمد أنور السادات، واستكمال باقى أعمال محطة المعالجة، حيث إن القرية تخدم مائة وعشرين ألف نسمة ويمثلون 5 قرى هما ميت أبو الكوم، وكفر ميت أبو الكوم، وزرقان، وكفر زرقان، وطوخ دلكه.