«مدبولي» عن زيادة أسعار الوقود: «المجتمع كان مهيأً.. والحكومة لم تخفِ شيئًا»    سعر الذهب اليوم الخميس 23-10-2025 بعد انخفاضه في الصاغة.. وعيار 21 الآن بالمصنعية    أسعار الفراخ اليوم الخميس 23-10-2025 في بورصة الدواجن.. سعر كيلو الدجاج والكتكوت الأبيض    «تردد دولي» فى إرسال قوات إلى غزة تجنبًا ل«الصدام» مع حماس    تصرف محمد صلاح يفجر غصب جماهير ليفربول (تفاصيل)    «إنت عايز تهد نادي الزمالك».. ميدو يفتح النار على أسامة حسني    «لازم تركز شوية».. أحمد شوبير يفاجئ نجم الأهلي برسائل نارية    أحمد جمال: رانيا يوسف بتغير عليا في المعقول.. وشخصيتها حلوة زي ما هي    جمهور الموسيقى العربية 33 فى دنيا الحجار وأصوات نجوم الأوبرا تتوهج بالحب والطرب    عاجل | بلومبرغ: ارتفاع أسعار النفط بعد فرض عقوبات أمريكية على روسيا    البابا تواضروس: مؤتمر مجلس الكنائس العالمي لا يستهدف وحدة الكنائس بل تعزيز المحبة بينها    الرئيس السيسى: مصر تولى اهتماما كبيرا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبى    رئيس الوزراء البريطاني: يسعدني انضمام أمريكا إلينا بفرض عقوبات كبيرة على شركتى النفط الروسيتين    سان دييجو أو اتحاد جدة أو الهلال.. من الأقرب لضم محمد صلاح حال رحيله عن ليفربول؟    ترامب يدعو مربي الماشية إلى خفض الأسعار ويؤكد استفادتهم من الرسوم الجمركية    مسئول كبير بالأمم المتحدة: سوء التغذية فى غزة ستمتد آثاره لأجيال قادمة    كوريا الشمالية تعلن نجاح اختبار منظومة أسلحة فرط صوتية جديدة لتعزيز قدراتها الدفاعية    ختام فعاليات الدورة التثقيفية للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي بمكتبة مصر العامة بالمنصورة.. صور    رسميًا إعارات المعلمين 2025.. خطوات التقديم والمستندات المطلوبة من وزارة التعليم    الرئيس السيسى: إنشاء ممر استثمارى أوروبى فى مصر كبوابة للأسواق الإفريقية والعربية    لاعب سابق بالأهلى يدعم محمد صلاح: لولا أنت كان ليفربول بالمركز السابع    محمد صلاح يثير الجدل بعد حذف صورته بقميص ليفربول    على أبو جريشة: إدارات الإسماعيلى تعمل لمصالحها.. والنادى يدفع الثمن    العاصي يكشف رد فعل جنش بعد هدف الاتحاد فى الأهلى وسر تنبؤ ياس توروب بطرد كوكا.. فيديو    نشوب حريق مخزن أخشاب بطريق بلبيس – أبوحماد بالشرقية    شبورة كثيفة وتحذير شديد من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم.. وحقيقة تعرض مصر ل شتاء «قارس» 2025-2026    «التعليم» تكشف مواصفات امتحان اللغة العربية الشهري للمرحلة الابتدائية.. نظام تقييم متكامل    نفذها لوحده.. كاميرات المراقبة تكشف تفاصيل جديدة في "جريمة المنشار" بالإسماعيلية    "مياه الفيوم" زيارات ميدانية لطلاب المدارس لمحطات تنقية مياه الشرب.. صور    رئيس الوزراء: رفع أسعار البنزين لا يبرر زيادة أسعار السلع    بعد تداول فيديو مفبرك.. حنان مطاوع تنتقد استخدام الذكاء الاصطناعي في تشويه الحقيقة    الفلسطيني كامل الباشا ل"البوابة نيوز": كلمة حب واحدة قادرة على إنهاء صراع الأجيال.. لو قلت كلمة ثانية بعد "فلسطين".. ستكون "مصر".. أستعد لتصوير فيلم فلسطيني جديد عن القدس وأهلها ومعاناتهم    علي الحجار يطرب جمهور الموسيقى العربية ويحيي تراث أم كلثوم بصوته    الصحف المصرية.. حراك دولى لإلزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة    خالد الجندي: الغنى والشهرة والوسامة ابتلاء من الله لاختبار الإنسان    حياة كريمة.. الكشف على 1088 مواطنا خلال قافلة طبية بقرية البعالوة فى الإسماعيلية    طفل دمنهور يلحق بشقيقه.. مصرع طفلين سقطا من الطابق التاسع في البحيرة    رئيس محكمة النقض يستقبل الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي    4474 وظيفة بالأزهر.. موعد امتحانات معلمي مساعد رياض الأطفال 2025 (رابط التقديم)    اليوم، الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن القائمة النهائية لمرشحي مجلس النواب    رفض الطعن المقدم ضد حامد الصويني المرشح لانتخابات مجلس النواب بالشرقية    10 رحلات عمرة مجانية لمعلمي الإسماعيلية    هيلث إنسايتس تساهم في تنفيذ مشروع ڤودافون بيزنس ومصر للطيران عبر حلول رقمية متكاملة للرعاية الصحية    سيصلك مال لم تكن تتوقعه.. برج الدلو اليوم 23 أكتوبر    رئيس هيئة النيابة الإدارية في زيارة لمحافظ الإسكندرية    بدء غلق كوبري الأزهر السفلي أحمد ماهر 3 أيام لاستكمال تغيير الأرضية    قرمشة من برة وطراوة من جوة.. طريقة تحضير الفراخ الأوكراني المحشية زبدة    هترم عضمك.. وصفة شوربة الدجاج المشوي التي تقاوم نزلات البرد    مش هتنشف منك تاني.. أفضل طريقة لعمل كفتة الحاتي (چوسي ولونها جميل)    ألونسو: سعيد من أجل بيلينجهام.. وصليت ألا يتعرض ميليتاو للطرد    دوللي شاهين تحقق أول مليون مشاهدة على «يوتيوب» بكليب «ترند»    د.حماد عبدالله يكتب: " للخصام " فوائد !!    ضياء رشوان: الاتحاد الأوروبي يدرك دور مصر المهم في حفظ السلام بمنطقة القرن الإفريقي    مواقيت الصلاة في أسيوط غدا الخميس 23102025    داعية إسلامي: زيارة مقامات آل البيت عبادة تذكّر بالآخرة وتحتاج إلى أدب ووقار    بمشاركة 158 استشاريا.. بورسعيد تحتضن أكبر تجمع علمي لخبراء طب الأطفال وحديثي الولادة    هل القرآن الكريم شرع ضرب الزوجة؟.. خالد الجندي يجيب    ميلاد هلال شهر رجب 2025.. موعد غرة الشهر الكريم وأحكام الرؤية الشرعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود صلاح يكتب: مأساة امرأة كانت ملكة (3-12)
نشر في البوابة يوم 18 - 07 - 2018


ملكة.. تحت التمرين!
رسائل فاروق الغرامية تربك عائلة ناريمان
الأسرة تستعين ب«الجواهرجى» للرد على الخطابات
الملك يرسم «سهام كيوبيد» تخترق قلبًا ينزف دمًا
الملك يطالب العروس بمغادرة مصر والسفر عدة شهور قبل إعلان الخطبة
مصورو الصحف يتسلقون كنيسة مواجهة للفندق لالتقاط صورة لناريمان
من البداية كان الملك فاروق مرهفًا فى التعبير عن مشاعره وإعجابه بناريمان! وهو إن كان قد أسرع للذهاب لتقديم واجب العزاء فور سماعه خبر وفاة والدها حسين صادق، إلا أنه لم ينتظر كثيرًا خلال فترة حدادها على والدها الراحل، ليبدأ فى إرسال الخطابات الغرامية لها! وكان فاروق يكتب رسائله الغرامية أيضًا على طريقة المراهقين! وكان يرسم فى خطاباته إلى ناريمان سهام كيوبيد، وهى تخترق قلبًا ينزف دمًا! واحتارت ناريمان -وأهلها- كيف ترد على رسائل الملك الغرامية.. وماذا تكتب له فيها؟! لكن عمها مصطفى صادق حل المشكلة بأن ذهب إلى الجواهرجى أحمد نجيب الذى بدأت قصة غرام فاروق بناريمان فى محله بشارع قصر النيل، والذى كان أيضًا الواسطة الملكية بين الملك وأهل ناريمان من البداية.
وروى مصطفى صادق لأحمد نجيب حكاية رسالة الغرام التى أرسلها فاروق لناريمان.
ثم سأله: إيه رأيك.. نرد عليه إزاى؟
■ قال له الجواهرجى أحمد نجيب: يا أخويا.. الملك بيفرح بالحاجات بتاعة شغل زمان!
- سأله مصطفى صادق: حاجات إيه؟!
■ قال الجواهرجى: خلى ناريمان تطبع له على جواباتها قبلات روج وأحمر شفايف.. خليها ترسم له قلوبًا وأسهمًا ملتهبة زى اللى بيرسمها الملك لها.
- قال له مصطفى صادق: إزاى تعمل كده للملك.. أنا خايف يزعل!
■ قال له نجيب: أنا عارف فاروق.. وعارف اللى يعجبه!
لكن مصطفى صادق لم يكن سهلًا، وبسرعة أخذ يفكر فى وسيلة ترد بها ناريمان على رسائل فاروق، بلا خطأ يجعل فاروق يعيد مراجعة حساباته بالنسبة لها، ويعدل عن فكرة الزواج بها!
■ فقال للجواهرجى: إيه رأيك.. إنت عارف إن ناريمان ضعيفة فى الفرنساوى.. صحيح هى تعلمت فى مدارس فرنسية، لكن أسلوبها لا يصل لأن تكتب رسالة إلى الملك.. ما تكتب إنت الأول الجوابات دى. وبعدين ناريمان تبيضها بخط يدها وترسلها للملك؟
ووافق الجواهرجى أحمد نجيب على أن يكون هو كاتب رسائل ناريمان.. إلى الملك فاروق.
لكن.. كانت هناك مشكلة!
إن الرجل ضعيف فى اللغة الفرنسية!
كان يتكلمها بطلاقة.. أما الكتابة فلم يكن يتقنها.
لكنه اشترى كتابًا فرنسيًا يتضمن مجموعة من رسائل الغرام التى يتبادلها العشاق. واشترى مجموعة قواميس فرنسية. وبدأ يكتب «بالنيابة عن ناريمان» رسالة غرام إلى الملك فاروق!
ولم تكن تلك مسألة سهلة على الجواهرجى!
فقد كان عليه أن يكون ذكيًا ودبلوماسيًا فى نفس الوقت، ليختار فى النهاية الكلمات والعبارات التى تجمع بين الحب والاحترام فى نفس الوقت!
وانتهى الجواهرجى أحمد نجيب من كتابة أول رسالة غرام للملك فاروق.. بزعم أن ناريمان هى التى كتبتها!
واتصل بعم ناريمان مصطفى صادق وطلب منه الحضور إليه.
وعندما حضر قرأ عليه رسالة الغرام.
ثم قال لمصطفى صادق: ده جواب مظبوط تمام.. خلى ناريمان تكتبه بخط إيدهها، وتحط عليه بالروج كام بوسه قبل ما تبعته للملك!
■ قال له عم ناريمان: بس أنا شايف فى الجواب كلمة أو كلمتين مش تمام؟
رد عليه الجواهرجى: ولا يهمك.. ده الكلام اللى يعجب فاروق!
■ عاد مصطفى صادق ليقول له بانزعاج: إزاى تكتب له ناريمان فى أول رسالة له. وتقوله: «يا مولاى.. أنا مشتاقة لكى أقبلك فى عينيك مليون قبلة؟!».
انفجر الجواهرجى أحمد نجيب فى الضحك..
وقال له: بكره تعرف.. إن الكلام ده هو اللى بيعجب فاروق!
***
وأخذ مصطفى صادق مسودة رسالة الغرام الملكية وذهب بها مباشرة إلى بيت ناريمان، وكانت تنتظر عودة عمها، لكن كانت معها آنسة فرنسية كانت تعطيها دروسًا خصوصية فى اللغة الفرنسية.
وعندما قرأت ناريمان الرسالة وجدت فيها العديد من الأخطاء النحوية!
فطلبت من مدرسة اللغة الفرنسية تصحيحها وأن تعيد كتابتها مرة أخرى بلغة سليمة!
وبعد ذلك كتبت ناريمان الرسالة بخط يدها.
وأسرع العم مصطفى صادق حاملًا الرسالة بخط ناريمان إلى الجواهرجى أحمد نجيب الذى تحول إلى «ساعى بريد الغرام» بين الملك فاروق وناريمان منذ ذلك الوقت. وكان فاروق قد أحب حكاية رسائل الغرام. فأرسل إلى ناريمان حوالى 20 رسالة ملتهبة!
وكانت ناريمان ترد بنفس طريقة أول رسالة. وتطبع على رسائلها قبلات بأحمر الشفاه حسب توجيهات الجواهرجى أحمد نجيب!
وفجأة تطورت الأمور بسرعة..
ذات ليلة دق جرس التليفون فى بيت ناريمان.
■ وسمعت ناريمان على الناحية الأخرى صوتًا ليقول لها: هالو شيرى..
سألته: مين بيتكلم.. مين حضرتك؟
■ قال لها: إنت مش عارفانى؟
وهددت ناريمان بأن تغلق السماعة فى وجه هذا المقتحم المجهول.
■ فأسرع يقول لها: أنا.. فاروق!
لاذت ناريمان بالصمت من المفاجأة..
■ فجأة سمعت ناريمان فاروق يقول لها: إيه رأيك تسيبى مصر.. وتسافرى؟!
***
لم تفهم ناريمان ماذا يعنى الملك بقوله هذا؟!
■ لكنه عاد ليقول لها ضاحكًا: إيه رأيك.. لازم تسافرى إلى أوروبا فى رحلة كام شهر. قبل ما نعلن الخطوبة رسميًا!
وفوجئت ناريمان..
ولم تعرف ماذا تقول أو بماذا ترد.. فبدأت تبكى على التليفون.. والملك يضحك!
وأخيرًا استجمعت قواها.
وقالت له: حا أسافر لوحدى.. ماما مش حاتيجى معايا؟
■ قال لها الملك: لأ.. عمك هو اللى حايسافر معاك.. أنا عملت ترتيبات كل حاجة!
وفى مذكرات العم مصطفى صادق التى سجلها الكاتب الصحفى جميل عارف يقول إنه ذهب إلى كريم ثابت، المستشار الصحفى للملك فاروق، فى مكتبه بقصر عابدين، ليتفق معه على برنامج الرحلة، فوجده جالسًا مع بعض الصحفيين يحكى لهم عن فضيحة زواج الأميرة فتحية صغرى شقيقات فاروق برياض غالى، وكان يقوم بتحريض الصحفيين على التشنيع بالملكة نازلى.
وبعد انصراف الصحفيين نظر كريم ثابت إلى مصطفى صادق عم ناريمان، وكان قد دخل أحد أركان المكتب وجلس صامتًا.
■ وقال له وهو يضحك: إنت قاعد معانا من ربع ساعة. ولا واحد واخد باله. إنت مين وجاى ليه؟! شوف يا سيدى.. الملك قرر أن تسافر ناريمان هانم إلى أوروبا فى رحلة ثقافية. وفى إيطاليا سيتم تدريبها على أن تصبح ملكة، إنت عارف إنها فتاة عادية خالص. ومحتاجة لتدريب طويل حتى يمكنها أن تحتل المركز الذى يريد الملك رفعها إليه.. مركز الملكة!
وأبلغه كريم ثابت أن ناريمان سوف تسافر إلى إيطاليا تحت اسم مستعار هو سعاد صادق!
وكان فاروق قد استدعى عبدالعزيز بدر، سفير مصر فى روما، وزوجته، وكلفهما بأن يشرفا على برنامج تدريب ناريمان. والذى حدده بنفسه!
وبدأت ناريمان وعمها يستعدان للسفر.
لكن قبل موعد السفر بيومين اثنين فقط.. حدثت مشكلة لم يكن أحد يتوقعها!
***
كان العم مصطفى صادق فى بيت ناريمان فى المساء، عندما فوجئ الجميع بدخول الملك فاروق ومعه «بوللى» أقرب أفراد الحاشية إليه!
وتوجس العم خيفة من وجود بوللى!
فقد حذره منه الجواهرجى أحمد نجيب ذات يوم.
وقال له: أنا خايف على الجوازة دى من بوللى.. خايف يخلى الملك يغير رأيه!
وكان الملك فاروق قد جلس ليشرب الشاى مع ناريمان، وفجأة وبدون مقدمات أثار بوللى قصة رجل اسمه أحمد الشربينى. أرسل شكوى إلى الديوان الملكى يقول فيها إن المرحوم حسين صادق والد ناريمان، كان قد اقترض منه مبلغ 3 آلاف جنيه. ثم مات قبل أن يردها!
وحاول «بوللى» فى حديثه إقناع الملك بأن المدعو أحمد الشربينى على حق.
■ تساءل فاروق: إيه حكاية الرجل ده؟
- انبرى مصطفى صادق عم ناريمان ليقول مدافعًا: والله يا مولانا.. نحن بحثنا فى كل أوراق المرحوم، ولم نجد فيها دليلًا واحدًا يثبت ادعاء هذا الرجل!
ومرة أخرى تدخل «بوللى» بطريقة استفزازية.
والحقيقة أن «بوللى» من البداية كان ضد زواج الملك من ناريمان. ولم يكن وحده هو الذى اتخذ هذا الموقف. بل معظم حاشية الفساد التى كانت تحيط بفاروق!
ولم يكن عم ناريمان وحده الذى شعر بالخوف من هذه الأزمة المفاجئة التى افتعلها «بوللى». والتى كانت من الممكن فعلًا أن تهدم كل شىء!
بل إن «أصيلة هانم» أم ناريمان كانت قد أدركت بسرعة خطورة الموقف. وبدا وجهها شاحبًا. وأخذت تفرك يديها فى عصبية.
■ لكن فاروق قال فجأة: لو كان فيه ديون.. أنا أدفعها من جيبى!
رد عليه عم ناريمان: المسألة يا مولانا مش مسألة فلوس بقدر ما هى مسألة مبدأ. إزاى ندفع مليمًا لواحد زى ده. ليس لديه ما يثبت أن المرحوم أخى استدان منه. وإذا فرضنا إننا دفعنا له. يعنى لو جه بعده عشرين آخرون بنفس الادعاء وبدون أدلة أو مستندات يجب أن ندفعها لهم أيضًا؟
اقتنع الملك بوجهة النظر هذه..
■ وحسم الموقف قائلًا: مظبوط.. ده كلام فارغ.. إنتم لازم تسافروا بعد بكره!
تم إعداد جوازى سفر دبلوماسيين. الأول باسم مصطفى صادق عم ناريمان. أما جواز سفر ناريمان فقد كان يحمل اسم سعاد صادق ابنة عم سفير مصر فى روما. حيث تقرر أن تقيم ناريمان فى دار السفارة المصرية تحت هذا الاسم. أما عمها فقد تم حجز غرفة باسمه فى أحد أكبر فنادق روما!
وفوجئت ناريمان وعمها يوم السفر بأن كريم ثابت قد استأجر بناء على أمر من فاروق. طائرة خاصة لم يركبها سوى ناريمان وعمها. وطاقم الطائرة.
وفى روما بدأت رحلة ناريمان لإعدادها كملكة قادمة لمصر..
وكان فى استقبال ناريمان وعمها فى مطار روما السفير المصرى عبدالعزيز بدر وزوجته. وأمين فهيم الذى عمل بعد ذلك سكرتيرًا لفاروق بعد تنازله عن العرش.
وقام أمين فهيم بتوصيل مصطفى صادق إلى فندق «إكسلسيور»، حيث تقرر أن يقيم. وكانت أول مرة يلتقى فيها عم ناريمان بأمين فهيم. وبسرعة توجس منه. بعد أن عرف أنه صديق لبوللى. ما جعله الرجل الأول فى السفارة المصرية فى روما رغم وجود السفير!
ويقول مصطفى صادق فى مذكراته، إن استقبال السفير عبدالعزيز بدر لناريمان كان حماسيًا. وعلى العكس من ذلك كان موقف زوجته الفاتر البارد. حتى بدا أنها كمن اضطرت للحضور مع زوجها إلى المطار. لمجرد تأدية الواجب!
أما السفير نفسه فقد كان سعيدًا بأن الملك كلفه بمهمة إعداد ناريمان لكى تصبح ملكة. فى الوقت الذى كانت فيه زوجته لا تصدق أن الملك فاروق اختار فتاة مثل ناريمان لكى يتزوجها وتكون ملكة مصر!
وكان السفير قد تعاقد مع سيدة إنجليزية تدعى «مسز براون» لتدريس اللغة الإنجليزية لناريمان. وتعاقد مع الكونتيس «مارتيلين» التى كانت كبيرة وصيفات القصر الملكى الإيطالى. لتقوم بتدريس البروتوكول لناريمان، بالإضافة إلى دروس البروتوكول لناريمان. بالإضافة إلى دروس البروتوكول التى كان يعطيها لها بنفسه.
وحول السفير جناحًا كاملًا من قصر سافوى الذى تشغله دار السفارة ليكون مدرسة رقص لناريمان!
وكان أساتذة الرقص الإيطاليون يعلمون ناريمان فيه رقصات الباليه والرقص الكلاسيك!
وكان هناك اثنان يراقبان ناريمان طوال فترة وجودها فى روما!
الأول كان السفير المصرى نفسه. الذى أعطاه الملك فاروق تعليمات مشددة بألا تغيب ناريمان عن أنظاره أبدًا!
والثانى كريم فهيم.. الذى كان ينقل أخبارها إلى بوللى!
وتغيرت طبيعة عمل السفير المصرى..
ولم يعد لديه من عمل سوى مرافقة ناريمان كلما ذهبت أو جاءت. وحضور الدروس التى كانت تدرسها.
وذات يوم اعتذر السفير المصرى عن موعد كان محددًا مع وزير خارجية إيطاليا. لأنه كان مشغولًا مع ناريمان فى درس الرقص!
وكان فاروق قد أعد برنامج رحلة ناريمان بنفسه. لأنه كان يرى أن ناريمان لا يمكن أن تكون ملكة. إلا بعد أن تقوم برحلة ثقافية إلى أنحاء أوروبا. وتطوف بمتاحفها وأهم آثارها.
ولذلك اشترى السفير المصرى فى روما سيارة صغيرة. لكى تستقلها ناريمان فى هذه الرحلة. وتم الاتفاق على أن يتولى عم ناريمان قيادة السيارة حتى لا يلفتوا الأنظار.
ورغم كل هذا الحرص فإن قصة ناريمان كانت قد تسربت للصحافة، ونشرت إحدى وكالات الأنباء كيف أنها كانت مخطوبة للدكتور زكى هاشم، ثم خطفها منه الملك فاروق!
وبدأت الصحافة العالمية تلهث فى محاولة للبحث عن صورة ناريمان الحسناء التى تعلق بها قلب ملك مصر.
وعرضت إحدى وكالات الأنباء مبلغ 5 آلاف دولار للمصور الذى يستطيع التقاط صورة لناريمان!
وفى خلال رحلتها الثقافية فى أوروبا..
فوجئت ناريمان وعمها بالصحفيين يحاصرون «فندق دومينو» الذى نزلا فيه لدى وصولهما إلى ميلانو.
وظلت ناريمان حبيسة الفندق لا تغادره خوفًا من الصحفيين والكاميرات.. لأن تعليمات فاروق كانت أن تبتعد عن الأضواء والصحافة نهائيًا!
لكن مصورى الصحف تسلقوا كنيسة مواجهة للفندق، وحاولوا التقاط صورة لناريمان. فأسرع عمها بإغلاق النوافذ!
وعندما هبط المساء..
نزل عم ناريمان مع زوجة السفير المصرى لشراء بنزين للسيارة، بعد أن قررا أن يغادرا الفندق تحت جنح الظلام. دون أن يلاحظهما أو يتابعهما مصورو الصحف والمجلات.
وبينما كان مصطفى صادق يستعد لمغادرة محطة البنزين. فوجئ بسيارة تسد عليه الطريق، وسيارة أخرى كانت تسير من ورائها، وبداخلها مصور أخذ يلتقط عدة صور لزوجة السفير المصرى التى كانت تجلس إلى جواره.
وهكذا صورت الصحافة الإيطالية زوجة السفير المصرى.. على أنها ناريمان.. ملكة مصر القادمة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.