تستكمل نيابة مصر القديمة الجزئية تحقيقاتها فى واقعة اشتعال النيران داخل شقة سكنية، نتيجة تسريب فى مواسير الغاز، مما أسفر عن وفاة طفل فى الثانية عشرة من عمره، وإصابة أشقائه بإصابات خطرة. وفجرت "د. ح" من جيران الأسرة، ومتضررة من الحريق، مفاجأة عندما كشفت تفاصيل الواقعة وبطولة الطفل مصطفى في محاولة إنقاذ شقيقته قائلة: ظهر يوم الخميس الماضي انبعثت رائحة غاز شديدة بالعقار وعند استدعائها للعمال بشركة الغاز المسئولة عن توصيل الغاز الطبيعى للشقق، أبلغوها أنهم يجرون تجربة لضخ الغاز، فقامت هى وجيرانها بغلق المحابس العمومية لشققهم. وأشارت إلى أن أحد جيرانهم بالدور الرابع قام بإخطار النجدة بعد تشاجره مع العامل، وأضافت أن جارتها بالدور الخامس كانت نائمة بصحبة أطفالها الثلاثة، فقامت شقيقتها بإيقاظهم لغلق محبس الغاز، ولكن الأم كانت تعانى من دوار شديد نتيجة استنشاقهم الغاز أثناء نومهم، نجلها الصغير "محمود" قام بالضغط على مفتاح الكهرباء، ليصدر انفجار شديد أطاح بالأم والطفل إلى الشقة المقابلة لهم مما أدى إلى فقدانهم الوعى وإصابة الطفل بحروق. وأضافت الجارة أن مصطفى الابن الأكبر قام بحمل شقيقته الصغرى مريم ذات الأربع سنوات، لينقذها من ألسنة اللهب ولكن النيران المتصاعدة من الخارج حالت بينه وبين الخروج به، فقام بإحضار "فوطة" وقام بلفها حول جسد شقيقته ثم توجه إلى أحد الشبابيك، وتسلق مواسير المياه من الدور الخامس حاملًا شقيقته حتى الدور الثالث. ولكن لم يستطع مصطفى ذو الجسم الصغير أن يتحمل أكثر من ذلك، فخارت قواه وسقطت أخته من يديه وسقط هو الآخر خلفها، ليتم نقلهما إلى المستشفى فى حالة خطرة، ويلفظ مصطفى أنفاسه الأخيرة ثانى أيام الحادث متأثرا بإصابته، في سبيل إنقاذ شقيقته التى ما زالت تعالج داخل غرفة الرعاية المركزة إثر إصابتها بكسور ونزيف داخلى جراء سقوطها. كانت النيابة قد أمرت بانتداب المعمل الجنائى لفحص الحريق، والذى كشف فى المعاينة الأولية أنه نتج عن انفجار بمواسير الغاز نتيجة تسرب غازى لعدم غلق المحابس، وتبين سلامة أسطوانات الغاز الموجودة بمكان الحريق. وكشفت المعاينة الأولية للنيابة أن العقار مكون من 11 دورًا وفي كل منها ثلاث شقق، وأن الانفجار وقع داخل شقة بالدور الخامس، وامتد إلى الشقة التى تعلوها مما أسفر عن حدوث تصدعات وانهيار جزئى بالحوائط، وتلف الأجهزة الكهربائية، والأثاث. وتبين حدوث تلفيات بباقي العقار حتى الدور الحادي عشر، وسقوط أبواب الشقق وتلف بعض محتويات الشقق. كانت صرحت النيابة فى وقت سابق، بدفن جثة الطفل "مصطفى م. م. ا"، البالغ من العمر 12 عامًا، الشقيق الأكبر للأطفال الثلاثة ضحايا انفجار الغاز الطبيعي، داخل شقة سكنية بعقار زهراء مصر القديمة، الذى توفى متأثرا بإصابته داخل العناية المركزة، عقب كتابة تقرير مفتش الصحة حول سبب الوفاة لإرفاقه بالتحقيقات.